أهل البادية مظلومون، والشيعة يدخل الظلم ضمن مفهومه العقائدي، والحضر يحتاجون لمناضل يحطم أسوار غيرهم .. وكلهم برأى د.مناور الرجحي بحاجة إلى مارتن لوثر كنج
زاوية الكتابكتب ديسمبر 27, 2010, 12:51 ص 949 مشاهدات 0
الوطن
مارتن لوثر كنج الكويتي
كتب , د.مناور بيان الراجحي
كنت عائداً الى أرض الوطن الأسبوع الماضي وكان بجواري في الطائرة ابن العم الدكتور حمود لزام، دار حديث بيني وبينه كما يتحدث الكويتيون جميعهم هذه الأيام عن ماذا جرى ويجري علينا؟ أي عين اصابتنا؟ وأسئلة كثيرة مما تدور بيننا هذه الأيام، حتى صرنا في دوامة؟ فأجاب أبو لزام لحين ظهور الكويتي (مارتن لوثر كنج)، فقلت ما ملته، سني شيعي حضري بدوي من الأسرة الحاكمة؟!
ولد مارتن لوثر كنج في بداية عام 1929 في ولاية جورجيا الأمريكية وبالتحديد في مدينة أتلانتا التي كانت تعج بأبشع مظاهر العنصرية ضد السود الى مطلع السبعينيات من القرن الماضي، ويعتبر من أهم المناضلين في أمريكا ضد العنصرية، حظي بشعبية كبيرة وارتبط اسمه بالدعوة للحرية والمساواة ونبذ العنصرية، ويعد من الرجال القلائل في العالم الذين حلموا بالمساواة ومات في سبيلها، حصل على درجة البكالوريوس في الآداب وعيّن مساعد داعية في كنيسة أبية في أواخر 1948 وكان عمره لا يتجاوز العشرين عاماً، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة بوسطن وعمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين عاماً، وجاء عام 1963 ليشهد واحدة من أكبر الثورات التي شهدتها أمريكا فتجمع حوالي مليون شخص من السود وغيرهم من المناهضين للعنصرية، واتجهوا الى العاصمة واشنطن وبالتحديد أمام الساحة التي بها النصب التذكاري لابراهام لينكولن للمطالبة بحقوقهم المدنية، وشهدت هذه المظاهرة القاء مارتن لأروع خطبه وأكثرها قوة (لديه حلم) انني أحلم بيوم يعيش فيه أطفالي بين شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم، وفي عام 1964 حصل على جائزة نوبل للسلام لدعوته الى اللا عنف وكان أصغر من يحوز هذه الجائزة العالمية، اغتيل في أول ابريل عام 1968 في ولاية تنسي بمدينة ممنفس ويعد ثالث يوم الاثنين من شهر يناير في كل سنة (تقريباً موعد ولادته) عطلة رسمية في الولايات المتحدة الأمريكية اعتبر مارتن لوثر كنج من أهم الشخصيات التي دعت الى الحريه وحقوق الانسان في أمريكا بل في العالم.
هذه باختصار شخصية المناضل الأمريكي الذي كان يدافع عن أبناء جلدته، أما نحن في الكويت فنحتاج الى أربعة مثله، فاذا جئنا الى أهل البادية سمعنا بأنهم مظلومون وأن حقوقهم المدنية تكاد تعطى لهم، فهم مغيبون عن المناصب العليا بل تكاد تسمع عن أحد أفراد هذه الفئة في كل شهر يشتكي حاله بأنه يستحق منصبا ما وهو المستوفي له ولكن كونه بدويا أفقده هذا المنصب لغيره، وكثير منهم يتذمر بشدة لفهمه ان أجداده هم من حموا الديرة وغيرهم يتمتع بنعيمها، ومن يغوص في عمق التفكير البدوي ويحلل كلماته يعتقد ان كل قبيلة أو عشيرة تحتاج الى لوثر كنج من أصلابهم، ولا يقل الحال عند الطائفة الشيعية الذي يدخل الظلم ضمن مفهومها العقائدي، فنرى من فترة الى فترة أصوات تعلو تطالب بالانصاف والمساواة بين فئات الشعب بل بعضهم يذهب الى أبعد من ذلك معتقداً ان الحكومة لها يد في كل شيء يقف أمامه كسد منيع لحصوله على مطلبه، ومنهم من يؤمن بأن من عاش وعمر هذه الأرض ما هو الا من أجداده الأوائل، أما أهل الحاضرة فهم يحتاجون لمناضل يحطم أسوار غيرهم لأن بعضهم يعتقدون بأن من يستحق الحياة يجب ان يكون من ملتهم، أما غير ذلك فهم تبع لا يجب ان يكون لهم رأي ولا يجب ان يتعلموا أو يفكروا بمستقبل الكويت وأهل الكويت، فهم فقط من يعرف كيف يدير، وهم فقط من يعرف كيف يتكلم، وهم فقط من يقدم المبادرات، وهم فقط من يحق لهم ان يتحدثوا عن التاريخ، وهم فقط...، وهم فقط...، أما الفئة الأخيرة من بعض أصحاب الملايين فهم بحاجة الى مناضل مقدام يدفعون به أمام الاعلام لكي يعبث بالنسيج الاجتماعي وبث الأفكار الجهنمية (فرق تسد) لتصفى لهم خيرات البلاد بحجة ان أجدادهم كانوا يقدمون العون المالي لخزينة الدولة في السابق وحان الوقت لتقدم الدولة المال لخزائنهم، بعد هذا الفيض من الغيض ما ملة مارتن لوثر كنج الكويتي؟ ومتى سوف يظهر؟ وعلى أي حال نكون عليه؟ وهل نحن بحاجه له؟ هل نستطيع ان نستغني عنه؟ هل باستطاعتنا فهم بعضنا؟ هل يأتي يوم نفهم فيه معنى وطن؟ هل يأتي يوم نعرف ان كرامة الناس غالية عليهم؟ ما ذنب الأجيال القادمة؟ لماذا لم نحافظ على ورث الأجداد؟ ولماذا؟ ولماذا؟
آخر دعوانا: اللهم ألف بين قلوبنا، اللهم احفظ نسيجنا الاجتماعي، اللهم احفظ ترابطنا وتراحمنا وتماسكنا وحنن قلوبنا على بعضنا، اللهم أرشدنا الى الطريق الصحيح، ربنا أصلح حالنا وحال حكامنا وارزقهم بالبطانة الصالحة التي تشير لهم بالخير، {ربنا لا تؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا.. ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا.. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به.. واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا.. فانصرنا على القوم الكافرين}.
د. مناور بيان الراجحي
تعليقات