بومجداد يُسجل تبعات ماجرى للدكتور عبيد الوسمي
شباب و جامعاتديسمبر 26, 2010, 1:27 م 2061 مشاهدات 0
خص د.علي بومجداد نائب رئيس جمعية اعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت بمقال عن تبعات ما جرى للدكتور عبيد الوسمي، وجاء في المقال:
قبل عدة سنوات حدثني أستاذ جامعي بقصة واقعية كانت بالنسبة لي مثار للضحك والسخرية وطالما رويتها لزملاء اخرين ولا يسمعها أحد الا وضحك كثيرا. القصة أن هذا الأستاذ كان يعمل أستاذا في جامعة في إحدى الدول العربية ويوم من الأيام تم أمر جميع الأساتذة والطلبة للخروج الى الساحة لمشاهدة إعدام أحدهم. وقد قام الأستاذ الذي روى لي القصة بالذهاب الى دورة المياه أجلكم الله حتى إنتهت عملية الإعدام ثم سارع بالعود الى وطنه الأصلى تاركا خلفة الكثير من الممتلكات وذلك لهول ما طلب منه أن يرى. طبعا القصة حزينة ولكن ما كان يضحكني هوالتعرض الإجباري للطالب والأستاذ الى أجواء لا تتناسب أبدا مع جو الدراسة الأكاديمية الذي يجب أن يتمتع بالحرية والأمان .....الخ وطبعا مما ساعدني على الضحك عدم تصديق إمكانية أن يكون ذلك في هذا الزمان وفي مكان له قدسية وإحترام مثل الحرم الجامعي. شاهدي من هذه القصة أن الأستاذ المحترم غادر البلد فورا تاركا خلفه بعض الممتلكات والأملاك حيث أنه من المستحيل أن يقبل الأساتذة تعرضهم لمثل ذلك الإرهاب والترهيب ولا يمكن لأستاذ أن يبني مستقبلا زاهرا له وسمعة أكاديمية في ظل هذه الأجواء.
ليس لي معرفة قديمة ووثيقة بالدكتور عبيد الوسمي وربما معرفتي به لاتزيد عن معرفة من يتابع أنشطة ومقابلات الدكتور عبر وسائل الإعلام. ربما زدت عنهم أنني التقيت معه عدة مرات في جمعية أعضاء هيئة التدريس لأخذ المشورة كونه المستشار القانوني للجمعية. وبالرغم من ذلك فإن صورته لا أستطيع إزالتها من مخيلتي منذ ذلك اليوم المشئوم الذي ضرب وسحب فيه الدكتور على الأرض. إن وقع هذا الأمر كبير جدا علي وعلى زملائي في جمعية أعضاء هيئة التدريس ولا أكون مبالغا من أن البعض هجر جفنه النوم والبعض الاخر فكر بالإضراب عن الطعام والاخر بالإعتصام والإضراب عن العمل...الخ كل ذلك بسبب هول الخطأ وفداحته.وكلما رأينا شريط الضرب والركل زاد قلبنا ألمنا لما تعرض له زميلنا عضو هيئة التدريس وما تعرضت له كرامة الأستاذ الجامعي وسمعة الكويت بشكل عام. ولكنني لا أخفيكم سرا فإن هناك ما أثارني وأهمني أيضا بنفس الدرجة الا وهو تبعات ما تعرض له الدكتور عبيد الوسمي وتأثيرة على العملية التعليمية في الجامعة. لقد لمسنا جو من الإرتباك والخشية من بعض أعضاء هيئة التدريس حتى وصل الأمر الى الخوف من الكلام عبر الهاتف في هذا الخصوص خشية من التجسس على المكالمات وكذلك توقع البعض أن يتم إعتقال كل من يبدي إعتراضه على ماجرى للدكتور عبيد الوسمي وبدأنا نسمع ،ولو على سبيل المزاح، هل أحضرت شنطة الملابس معك؟ بقصد الملابس التي تحتاجها عند الإعتقال والسجن....الخ. هذا الأمر بالنسبة لي له وقع على قلبي مشابه لما تعرض له الدكتور عبيد الوسمي فهل يعقل بمن يفترض به إجراء البحوث العلمية بكل تجرد وحرية ويفترض منه تعليم الأبناء العلوم المختلفة، كالسياسية والقانون والشريعة، يخشى أن يبلغ رأيه في واقعة ما أو في حدث ما؟ السؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا هل سيكون هناك تأثير على إستقطاب أساتذة أجانب بعد ما رأووا بأعينهم ماذا جرى للدكتور عبيد الوسمي؟ والسؤال الأهم هو هل يزعج هذا الشعور بعدم الأمان لدى بعض أعضاء هيئة التدريس أركان الحكومة ويؤرقها ؟ هل يزعج الحكومة خوف الأستاذ الجامعي من التعبير عن رأية القانوني أو السياسي خشية أن يزل هنا أو يخطأ هناك فيكون مصيره مصير الدكتور عبيد الوسمي؟ هل تعتبر الحكومة أن تنامي مثل هذا الشعور بين أعضاء هيئة التدريس أمر خطير يعصف بالعملية التعليمية والبحثية في المؤسسة الأكاديمية المهمة جامعة الكويت؟ وهل تمتلك الحكومة الشجاعة لكي تعترف بالخطأ الكبير الذي وقعت فيه عندما ضرب زميلنا الدكتور عبيد الوسمي وتبدأ بإصلاح ما أفسدته؟ أنا أشك في ذلك. أما بالنسبة لنا في جمعية أعضاء هيئة التدريس فإننا لن نألوا جهدا لمعالجة هذا الأمر وسنبحث الحلول تلو الحلول من أجل إرجاع الأمر الى نصابه ومن أجل أن يشعر مرة أخرى عضو هيئة التدريس بالأمان والحرية للحديث وإبداء الرأي من دون خشية ضرب بالهراوة أو قطع رزق أو ركل بالأرجل وسحب بالساحات. قدرنا أن نقوم بما هو متوجب على غيرنا وقدرنا أن ننشغل قليلا عن برنامجنا بسبب المتغيرات الكبيرة التي تحصل في الكويت والتي بدأت إنعكاساتها تدب في الأروقة الكاديمية. لقد دشنا بالتعاون من جمعيات النفع العام حملة 'المواطنة الدستورية أساس الوحدة الوطنية' بسبب المخاطر التي لمسناها على النسيج الإجتماعي لوطننا الحبيب وفي القريب العاجل سنطلق حملة ' حرية وكرامة وأمان الأستاذ الجامعي' من أجل أن نعيد الثقة للأستاذ الجامعي في البحث العلمي وإبداء الرأي دون حشية وخوف.
ملحوظة: 1) ما قلته أعلاه كان نابع من قلب محب لبلده الكويت تنفس فيه الحرية دوما حتى أصبح لا يستطيع العيش بدونها وطالما رفع رأسه فخرا أمام زملائه من الدول الأخرى لأجواء الحريات الذي ننعم به مقارنة مع بلدانهم ولطالما رفض بشدة عروض زملائة من الدول الأخرى بإستبدال أجواء الحريات عندنا بالتطور العمراني لديهم وعليه أتمنى أن يصل الى قلب المسئولين للمساعدة في إصلاح ما أفسده يوم الثامن من ديسمبر 2010.
2) على غير العادة قرأت مسودة هذه المقالة عدة مرات خشية من زلات تدخلني السجن.
تعليقات