نوابنا وجماعة الا الدستور، راحوا يركضون خلف الناخبين يطالبونهم بتحمل المسؤولية.. وخوش نواب.. جعفر رجب
زاوية الكتابكتب ديسمبر 23, 2010, 12:52 ص 817 مشاهدات 0
الراى
جعفر رجب / تحت الحزام / ابتلشنا بنوابنا
جعفر رجب
«ركزوا معاي» واتركوا ما بأيديكم... ان كنت طبيبا اترك مريضك يرتاح من شرك، وان كنت مدرسا دع طلبتك يرتاحون من صوتك، وان كنت وزيرا دع موظفيك يرتاحون من تصريحاتك... حاول تفهم فأنا لم أفهم!
يفترض في النائب انه يمثل الامة، وطبعا بما اننا امة محترمة، ومؤدبة، ونراعي الذوق العام في حديثنا، ونوزن كلامنا في دواويننا، ويعاب على الرجل ان اخطأ او زل لسانه... فيفترض في النائب ان يكون القدوة، الا انه يكون العكس، فالنائب بدأ يزايد على اسلوب الشارع، ويطوره ويستخدم كلمات «ندوس على راسك، واطلع لي بره، واكل تبن، واذلف، واقص لسانك...» وبقية الالفاظ الشوارعية، اقول انه يفترض في النائب ان يكون الاكثر رقيا بالحوار، لا الارذل، وبدا كلام الشوارع في عهد نوابنا رغم سوقيته اكثر رقيا منهم... لدرجة ان مضبطة المجلس لا تتعدى نصف الصفحة، والسبب شطب ما يقوله نوابنا!
ويفترض في النائب ان يستعمل ادواته الدستورية، من سؤال واستجواب وطرح ثقة... ويفترض فيه اعداد المذكرات وجمع المعلومات كونه يمتلك ادوات رقابية لا يمتلكها المواطن، وبامكانه وفقا لتقارير ديوان المحاسبة عمل استجواب كل اسبوع، الا ان نوابنا تركوا ادواتهم الدستورية ولجأوا الى ادوات الشارع!... شكو النائب «كل شوي» نازل الشارع وتارك البرلمان، الا اذا كان هذا يعني ببساطة ان النائب لا يمتلك شيئا يقدمه، ولا يعرف كيف يستخدم ادواته، فيلجأ للشارع حاله من حال اهل الشارع!
ويفترض في النائب ان يلجأ اليه الناخب، كونه تم اختياره من قبل الالاف، الا ان ما حصل ان نوابنا وجماعة الا الدستور، راحوا يركضون خلف الناخبين يطالبونهم بتحمل المسؤولية... النائب اختاره الناخب ليقف معه ويسانده وليس العكس، وان يحاسب الحكومة ويراقبها لا ان يمر عليه النائب في الديوانية و«يقرق» على راسه حول سوء الحكومة... الحكومة سيئة لماذا لا يحاسبها النائب ويريد من الناس ان يحاسبوها!
إيمانا بالله، وان النائب متورط ولا يستطيع عمل شيء، ولجأ للشارع وللناس، والناس المبتلون به وبمواقفه يريدون الوقوف معه... ماذا يفترض بهم العمل؟! فلا هم نواب حتى يصوتوا، ولا هم وزراء، ولا لديهم ادوات المحاسبة... النائب لديه، فما يفعله المواطن لا يتعدى التصفيق وشوية شعر، ورقص، وكل واحد يروح بيته... ومن لم يذهب لبيته، ويذهب للنيابة لانه مشي خلف النواب، لن يجد نائبا يقف معه، فيكتفون بالصراخ، ولن ننساك يا عبيد!
ركزوا... اخترنا النائب ليمثلنا ويراقب الحكومة ويحاسبها ويشرع القوانين، واذ به بعد انتخابه يريد منا ان نفعل كل هذا ايضا بالنيابة عنه... لا خوش نواب!
جعفر رجب
تعليقات