يا أسيل .. أتعبت غيرك .. محمد صالح السبتي منتقدا حملة الاستهزاء والتسفيه التى تواجهها بسبب قناعاتها

 الراى

 محمد صالح السبتي / أسيل العوضي... أتعبت غيرها
 

 محمد صالح السبتي 
 

 
في مختار الصحاح «الأسل» الشوك الطويل... وتسمى الرماح «أسلا» ويقال الفتاة الأسيلة هي الناعمة الطويلة.
نعم أثبتت أسيل العوضي أنها رغم نعومتها الأنثوية، فان رقبتها طويلة وطويلة جداً بمواقفها... وأثبتت أنها من رماح الحق والعدالة والتفكير المنطقي والمتزن والصلب.
كان لبعض مخالفيها مواقف سمجة حين انسحبوا أثناء حلفها للقسم القانوني في مجلس الأمة... كما كان لهم تصريحات لا يمكن قبولها ضدها... لكنها حين جد الجد واستبان الرجال لم تؤثر فيها هذه المواقف، بل اتخذت ما يملي عليها ضميرها القانوني والسياسي... لسنا في صدد تجريد المواقف وردود الأفعال إن كانت خطأ أم لا، نحن في صدد بيان الموقف الحق للنائب أسيل العوضي بعيداً عن الشخصانية... في صدد ضرب المثال لدور النائب المطلوب كيف يبني مواقفه... كيف تكون ردود أفعاله تجاه ما يطرح.
لقد اتعبت غيرك يا اسيل بهذه المواقف، وإن كنت كبيرة في عيون الناس لكنك كبرت أكثر في عيون حتى مخالفيك، أو الذين لم تسنح لهم فرصة للتعرف على معدنك وحسك الوطني.
تتعرض الدكتورة اسيل العوضي لحملة استهزاء وتسفيه بسبب قناعاتها تلك ومواقفها... نحن لسنا ضد الانتقاد مهما اشتد ولا ضد الرد على النواب وتمحيص مواقفهم مهما كانت قاسية، لكن من غير المقبول أن نستبدل
النقد بالتجريح والاستهزاء.
أسيل بحاجة للوقوف معها في الصحافة والفضائيات وعلى جميع المنتديات وفي الدواوين... بحاجة الى أن تسمع صوتنا يمتدح موقفها، ويشد من أزرها لتتوازن عندها الأمور خشية أن يجرح حسها الوطني ذاك الصوت النشاز، الذي يستخدم الطعن والاستهزاء بديلاً عن النقد.
نملك كثيرا من الطاقات والقدرات والاشخاص المخلصين المتزنين فكراً وطرحاً المحبين للوطن... لكننا عادة ما نتركهم يواجهون طوفان الفساد منفردين... نغفل على أن كل محارب يحتاج ولو الى كلمة دعم... ولو لبيان موقف حتى يستقوى على الملمات.
كنا وما زلنا لا نفرق بين الرجال والنساء وان كان موروثنا يفرق بينهما، لكن أثبت مجتمعنا أنه لا يزال «ولاد» وأثبتت المرأة أنها كفؤ لكل الفرص التي استحصلت عليها رغم حرمانها فترة طويلة.
باختصار... يا أسيل افعلي ما شئت... بعد مواقفك وبطولتك تلك.

محمد صالح السبتي