الدعيج يسأل نواب الفرعيات من المشاركين فى 'إلا الدستور' : لماذا ترفقت بكم الحكومة أمس وتؤدبكم اليوم؟!

زاوية الكتاب

كتب 1339 مشاهدات 0



القبس

لماذا ترفّقوا بكم بالأمس وأدّبوكم اليوم..؟! 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
قوات الأمن وأجهزتها تمكنت يوم أمس من ضبط الأمن، ومنع الكويتيين من التعبير عن رأيهم خارج أسوار المنازل والأمكنة الخاصة. تم تقييد حرية جميع الشعب الكويتي من قبل صناديد السلطة بسهولة ويسر. لا لشيء إلا لأنها «اشتهت» وأصرت على الاستمرار في سياسة القمع والبطش التي بدأتها قبل أيام. يعني تمكنت الحكومة من قمع كل الكويتيين وتحييدهم مرة واحدة. بلا مسوغات ضرورية ولا سلطات قانونية، بشكل مختلف على دستوريته وشرعيته نفذت الحكومة بعناد أوامرها بعدم الاجتماع خارج الدواوين.
الحكومة نفسها، الرئيس نفسه، ووزراء الأمن أنفسهم، لم يتغير شيء، هم أنفسهم الذين عجزوا، أو في واقع الأمر اختاروا أن يعجزوا أثناء الانتخابات عن ضبط وربط الانتخابات الفرعية التي أجرتها بعض القبائل والقبليين. الشعب الكويتي اختار الاجتماع أو التظاهر احتجاجاً على لا شرعية ولا دستورية الحماس الحكومي لتقييد الرقابة النيابية. الحكومة التي لا تملك قانوناً واضحاً وصريحاً بمنع الاجتماع أو التظاهر سلت سيوفها وشحنت مدافعها، وألقت بثقلها للتصدي للحراك الطبيعي والقانوني الشعبي. الذين أجروا الانتخابات الفرعية، انتهكوا القانون الذي شرعه نوابهم وأقره من انتخبوهم، أي انهم خالفوا قانوناً شرعياً أقره مجلس الأمة وصدق عليه الأمير، ونشر في الجريدة الرسمية منذ سنوات. مع هذا.. الحكومة ترفقت في التعامل مع هذا «الجرم» أو الانتهاك الفاضح والصارخ للقانون، و«تأدبت» وهي تتعامل مع الخارجين على القانون. منع الاجتماع خارج الدواوين ليس له سند قانوني أو دستوري. مع هذا كما قلنا تصدت للمجتمعين المسالمين قوات الأمن، سحلت من سحلت وأدبت من اختارت أن تؤدب، بل تمادت الحكومة وألقت بمن عبر عن رأيه في إجراءاتها القمعية في السجن.
ألا يطرح هذا سؤالا لمنظمي الانتخابات الفرعية، وهم جلهم في الوقت ذاته نواب وناخبون من أغلبية المشاركين في حملة «إلا الدستور»، ألا يطرح هذا سؤالا حادا عليهم حول أسباب الترفق الحكومي بهم في الانتخابات الفرعية وهذا التصدي لهم في الاجتماع والالتفاف حول الدستور..؟!

عبداللطيف الدعيج

تعليقات

اكتب تعليقك