مسألة شقلبت كيان علي العايد منذ إعلان نتائج انتخابات مجلس الأمة قبل ثلاث سنوات تقريبا وجعلته لاينام الليل من كثرة التفكير

زاوية الكتاب

كتب 1159 مشاهدات 0



عالم اليوم

معادلات مقلوبة 
 
كتب علي العايد
 
علاقتي بالرياضيات والمعادلات الحسابية سيئة للغاية فقد قطعت علاقتي الدبلوماسية معها منذ فترة طويلة وقمت بسحب سفيري من حدودها وطردت سفيرها من عقلي، وذلك لأنني عانيت من جورها أشد المعانات فما فعلته بي ليس بقليل، ومنذ زمن وعلاقتي بها سطحية ولا أتعامل معها إلا عن طريق وسيط –يمون عليها أكثر مني- ولكن كما يقال الزمن يفعل العجائب ومن تلك العجائب أنني قررت التصالح معها وإذابة جبل الجليد الذي كان يحول بيني وبينها فبحثت عن جهة محايدة تتولى عملية المصالحة وكانت هذه الجهة هي مدرس رياضيات من جنسية عربية اتصلت به وشرحت له الواقعة وما أريده منه فوافق الرجل مشكورا بعد أن اتفقنا على المعلوم طبعا، بدأ المدرس يشرح لي مبادئ الرياضيات وبدأ يستخدم مصطلحات غريبة لم أسمع بها من قبل مثل زاوية قائمة وزاوية جالسة وغيرها من الزوايا التي تعمل حركات غريبة! فطلبت منه أن يغير الموضوع لأني لا أحب أن أتكلم في أعراض الناس! وطلبت منه أن يركز على العمليات الحسابية فقط سكت قليلا وهز رأسه ثم قال حسنا سأشرح لك جدول الضرب فأعتقدت أنه يمازحني فقلت له هل أنت مدرس رياضيات أم مدرب جودو؟ كيف ستعلمني الضرب! نظر لي بابتسامة خافتة ثم قال يا بني الضرب من أهم أساسيات الحساب فقلت في نفسي يا بخت المظلوم بالجنة طلعنا ظالمين وزارة الداخلية يعني في ندوة الصليبيخات كانوا يعلمون الحضور أساسيات الحساب! الله يسامحك يا دكتور جمعان خليتنا نفهم الجماعة غلط فقال المدرس أرجو أن تركز معي قليلا وسألني تعرف مثلا إجابة واحد ضرب واحد؟ فكرت قليلا ثم قلت نعم هي تحتمل احتمالين الاحتمال الأول أن هذا الواحد يستحق الضرب فلقي ما يستحق والاحتمال الثاني أن يكون لا يستحق الضرب فيكون من ضربه بلطجيا وقليل الأدب فنظر لي المدرس من الأعلى إلى الأسفل ثم قال - الله الغني عن دي مصلحة- وحمل كتبه وكراريسه ولاذ بالفرار عرفت أن مشكلتي أكبر من أن يحلها رجل واحد حتى لو كان الأستاذ مرسي أقدم وأفضل- وأجدع- مدرس رياضيات في شبة الجزيرة العربية وقارة أفريقيا كما يصف نفسه وأتوقع جازما أنه لو اجتمعت الأمم المتحدة كاملة لتحل مشكلتي مع المعادلات الحسابية ربما سيصيبها ما أصاب عمتها المرحومة عصبة الأمم فتختفي وتتلاشى وكأنها لم تكن، فهناك أشياء لا تأتي- بالساهل-كما يقال ولكني كنت مصرا على إيجاد حل لهذه المشكلة فقمت بالاتصال على أحد الأصدقاء أستشيره فأشار علي هذا الصديق بالصبر فالأيام كفيلة بحل هذه المعضلة فقلت له هيهات فلو كانت الأيام تحل المشاكل لحلت مشكلة البدون الذين يعانون منذ تحرير الكويت وإلى يومنا هذا, أكثر من عشرين سنة وكل يوم تتعقد مشكلتهم وتكبر عن اليوم الذي قبله، فقال لي أريد أن تجيبني بصراحة لماذا تريد أن تتعلم الرياضيات والمسائل الحسابية في هذا الوقت بذات؟  فقلت له بكل صراحة لأنه منذ إعلان نتائج انتخابات مجلس الأمة قبل ثلاث سنوات تقريبا وإلى يومنا هذا وهناك مسألة شقلبت كياني وجعلتني لا أنام الليل من كثرة التفكير فيها فقد قسمتها على اثنين وضربتها في عشرة ورميت نصفها بالبحر ولم أصل إلى حل مقنع إلى الآن والمسألة هي أنه في القوانين المنظمة  لانتخابات مجلس الأمة يصل إلى مقعد البرلمان من يصوت له اكبر عدد من المواطنين وجميع المواطنين متساوين في نظر القانون لا يوجد مواطن درجة أولى أو درجة ثانية ولا حتى درجة رجال أعمال وهذا على ذمة الدستور طبعا والسؤال هنا كيف لم يصل إلى البرلمان شخص مثل النائب السابق محمد الخليفة وقد صوت له أكثر من عشرة آلاف وخمس مائة ناخب وفي المقابل وصلت إلى مقعد البرلمان على سبيل المثال الدكتورة سلوى الجسار وقد صوت لها أربعة آلاف وسبع مائه ناخب فقط!.
 

تعليقات

اكتب تعليقك