اي دستور هذا الذي يمزق ابناء الوطن الواحد؟ وأي برلمان هذا الذي جعل الامة تلعن بعضها بعضا؟ ـ د. مبارك الذروه

زاوية الكتاب

كتب 783 مشاهدات 0


الراى

 
د.مبارك الذروة / ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم
 
 د. مبارك الذروه 
 
 
سؤال يتبادر الى ذهني وفي أذهان الكثيرين عما يدور في المعترك السياسي اليوم. متى ينتهي هذا الصراع؟
وهل هناك صراع دستوري بالفعل ام هو صراع من اجل الكراسي؟
لا استطيع ان اتهم كل نواب الامة بانهم يتبعون حظوظ انفسهم ورغباتهم وتقديمها على الحق العام والمبدأ الدستوري، أظن ان هناك منهم من ينتهز تلك الفرص للتقدم في الصفوف الاولى وجني الثمرات على حساب الصادقين منهم.
ان مجرد النظر والتتبع لسيرة كل نائب ومواقفه تجعلنا نقول بما لا يدع مجالا للشك، ان هناك الف مكيال ومكيال في القضايا المتعلقة بالدستور!
اي دستور هذا الذي يمزق ابناء الوطن الواحد؟ وأي برلمان هذا الذي جعل الامة تلعن بعضها بعضا؟
ما زلت أتأمل مواقف عقلاء التاريخ وعلماء الاسلام ورجال الفكر، الذين غلبوا العقل ونظروا الى مفاسد التغيير غير المدروس وتعاملوا مع الأنظمة بالصبر والاحتساب، وتغليب المصلحة العامة خشية الفتنة وانتشار الفوضى واستغلال المغرضين والطوابير المندسة التي تهدف الى زعزعة الأمن وتفتيت وحدة الوطن وامنه.
هناك احتقان وضيق شعبي لا نعرف حجمه على وجه الدقه، وفي رأيي ان هذا الاحتقان لم يصل غايته بسبب الندوات اكثر منه بسبب تعامل وسائل الاعلام مع احداث الندوات!
وبعد مراجعة تصريحات النواب نجد إدانة لتعامل الاعلام المحلي مع الحدث!
بالتأكيد ان غياب الرقيب القانوني المتعلق بقانون المرئي والمسموع، هو احدالاسباب الرئيسية التي مهدت مع طول الوقت في استفحال الازمة الحالية بين شرائح المجتمع.
ظهر ذلك واضحا كنتائج في الجلسات الماضية في البرلمان، بين مجموع من النواب مثل التلاسن بين القلاف والمسلم او المطوع والحربش!
ومثل ما دار من اتهام موجه للنائب أسيل العوضي ثم إدانة الكاتب شملان العيسى والعضو السابق النيباري لذلك.
اذا نحن الان نجني تداعيات أزمة حقيقية تجاوزت العمل السياسي الى مكونات المجتمع الاخرى الاجتماعية والإعلامية والثقافية.
بالتأكيد ان هناك من النواب من دخلوا البرلمان بعد حرب ضروس ولم ينجحوا بسهولة بل بعد معارك انتخابية وإعلامية غير متكافئة، افرزت شحنا نفسيا وغليانا ضد الآخر المخفي ومع الوقت زاد الضغط والاحتقان حتى خرج من قبة عبدالله السالم الى الشارع... وهنا اشتد النزاع وبدأ يشتعل فتيل الأزمة.
تدخل صاحب السمو لنزع الفتيل كان مهما لطمأنة الشعب ان الكبير
لا يغيب عن مداهمات الخطوب والكبير مسؤول عن حفظ النظام والأمن ومحاسبة المقصرين او تخاذلهم والقانون، هو سيد العدالة وسيفها وليست شرائع الغاب وألسنة الشارع الانفعالي الذي يرى الامور بعين واحدة ويغمضها عن مآلات الاحداث وعواقبها. نعم لتدخل صاحب السمو لان هناك احتقانا نيابيا حادا... ولد مع غياب الحكومة عن الجلسات... وهناك غضب ظهر شرره من جراء موضوع رفع الحصانة عن المسلم! يقابله مناخ غوغائي ملبد بالغيوم يسهل دخول المندسين لتفجير الموقف ضد ما يريده النواب او الحكومة.
هنا الموقف السامي كان خط النهاية ونقطة الفصل الحازم والحاسم، لهذا المعترك الذي لو ترك على غاربه لجر البلاد الى فتنة لا يعلم عواقبها الا الله!
شكرًا لصاحب السمو امير البلاد على انهاء اللغط الشعبي، ونتمنى ترجمة كلام سموه على ارض الواقع ليطبق القانون خصوصا المتعلق بالإعلام حفاظا على النسيج الاجتماعي وامن الكويت.
اليوم هناك حق دستوري لا يمكن ان ننازع نواب الامة القيام به، وهو استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء ولكن تداعيات تدخل سمو الامير يجب ان يكون محل تقدير واهتمام الجميع درءا للفتنة وسدا للذرائع ولعل في ذلك خيرا كثيرا.


د.مبارك الذروة
 

تعليقات

اكتب تعليقك