نطمح إلى نواب تنمية وبناء يتحاورون بالعَقل (بفتح العين) لا بالعُقل (بضم العين)!.. عبدالعزيز التويجري
زاوية الكتابكتب ديسمبر 17, 2010, 2:32 م 684 مشاهدات 0
القبس
انكشفوا
كتب عبدالعزيز التويجري :
هل سقطت ورقة التوت الأخيرة التي كانت تغطي جسد الديموقراطية عندنا؟! هل اتضح للنواب أخيراً أن ما لم يحققوه بألسنتهم تحت قبة البرلمان، قادرون على تحقيقه بأيديهم، أم أنهم يبحثون عن وسيلة غير دستورية للتعبير بعد أن ضاقت بهم السبل الدستورية؟!
أسئلة كثيرة مغلفة بالأسى والإحباط والحزن تطرح نفسها بسبب بعض السلوكيات التي ألبست الديموقراطية رداء غير علمي، ولا يمت إلى حقيقة هذا المصطلح بصلة.
ما خشيناه حدث بالأمس، لقد كانت رؤية صاحب السمو بعيدة المدى، وكان بحنكته وخبرته السياسية، يستشرف الواقع وينظر إليه بعينين ثاقبتين، وتتضح هذه الرؤية في كلمته السامية في شهر رمضان الفائت ومنها هذا المقطع الذي بدت فيه الكلمات وكأنها صادرة من أب حنون يوصي أبناءه، خشية أن يقعوا في ما لا تحمد عقباه، وهو ما حدث فعلاً، وأود أن أورد هذا المقطع للدلالة على أن الكيل قد طفح فعلاً، إذ قال سموه في تلك الكلمة: «حبانا جل وعلا نعماً لا تُعد ولا تُحصى وهيأ لنا أمناً واستقراراً وطمأنينة، وأشاع بيننا مشاعر الأخوة والمودة وتكرّم علينا من فضله حتى عم الرخاء والرفاه ورغد العيش ، فحري بنا شكر هذه النعم واستذكارها دائماً، ولعل أهم مظاهر الشكر هو التمسّك بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والحفاظ على ثوابتنا ومواريثنا الفاضلة التي أرساها الآباء والأجداد، للوقوف بحزم في وجه كل من يحاول الإساءة إلى الوطن العزيز بإثارة النعرات الطائفية أو القبلية أو الفئوية وبث روح الفرقة والتعصّب والتحزب وشق وحدة الصف وما يستوجبه ذلك من ضرورة الارتقاء بإعلامنا المقروء والمسموع والمرئي، وممارسة دوره المنشود في تكوين ودعم الرأي العام المستنير، الذي يعزز الولاء للوطن ويرسخ روح الوحدة الوطنية وينشر المحبة بين الناس».
لقد تجاوز بعض النواب حدود التعبير السياسي، ليصل إلى التطاول والإساءة لأسر وعوائل وقيم نبيلة في بلدنا، لذلك فنحن نطمح إلى نواب تنمية وبناء يتحاورون بالعَقل (بفتح العين) لا بالعُقل (بضم العين)!
***
• ومضة:
بعض الشعارات ينطبق عليها المثل المصري: «أسمع كلامك يعجبني.. أشوف أفعالك أستغرب»، وهذا يعني أن الشعار الأنسب قد يكون «إلا مصالحي.. إلا كرسيي» ولكن أبداً لا يمكن أن يكون.. إلا الدستور.
تعليقات