مطالبة بالمحبة والتسامح

محليات وبرلمان

رولا دشتي نحو تغيير لغة الاسفاف والشتائم والافتراءات

3749 مشاهدات 0

د.رولا دشتي

أكدت النائب د . رولا دشتي أنه مهما اختلف التوجهات وتشعبت الآراء تبقى مسؤولية الكلمة الطيبة أمانة في أعناقنا ، وعلينا أن لا نغفل نحن الكويتيون عما تشربناه من تعاليم دينية وقيم أخلاقية ، وما تأصل فينا من مبادئ المحبة والتسامح والتسامي ، ذلك أن ما آلت إليه الأمور في الآونة الأخيرة مرفوض جملة وتفصيلاً ، وهذا المنحى في الخطاب السياسي لن يجدي سوى مزيداً من الأحقاد والتنافر والانشقاق .

وأضافت النائب دشتي بأننا نتفهم الاختلافات في وجهات النظر ، ونتقبل النقد بصدر رحب ، نثور أحياناً ونستفز أحيان أخرى ، ولكن كل هذا لا يعطينا الحق في استخدام ألفاظ وتعابير لا تليق بأبناء هذه الديرة عموماً ولا بالسياسيين والمثقفين والإعلاميين على وجه الخصوص ، الذي يجسدون واجهة الكويت التي نريدها مشرفة وبراقة وحضارية على الدوام .

وناشدت النائب دشتي الجميع بالقول بكل الوضوح والصراحة ، المطلوب منا اليوم تغيير لغة الاسفاف والشتائم والافتراءات ، وأن نعود إلى أصالتنا وقيمنا وتعاليكم ديننا ، لا يجوز أن ننحدر إلى أسفل الدرك باستخدام الألفاظ والمسيئة والنابية التي تؤذي النفس قبل الأذن ، وتثير النعرات والفتن بانتهاك كرامات الآخرين وتشويه سمعتهم، ضاربين بعرض الحائط كل الالتزامات الأخلاقية التي توارثناها أبا عن جد بحجة أن الدستور يكفل الحريات وأننا نصون الدستور ونطبق ما تضمنه ، متناسين عن قصد أو عن غير قصد المادة 49 التي توضح من دون لبس معنى التعبير الحر شريطة احترام النظام والآداب العامة وعدم الإخلال بهما لأي سبب كان .

واختتمت النائب دشتي بالقول أن ما ساد مؤخراً من أجواء مشحونة بين عدد من زملائنا النواب الذين يمثلون الشعب ومن إخواننا وأخواتنا من المواطنين وما نقل في وسائل الإعلام لا يمت إلى الضوابط الدستورية والمسلكية بأية صلة ، وهذا الخطاب السياسي القاسي المعتمد في الآونة الأخيرة لا يمكن له أن يكون النهج والنطق للإصلاح ، فكيف ننادي بالإصلاح ونحن ننغمس يوماً بعد يوم في شق دروب الشرذمة وإضفاء جو من التناحر والمساس بالكرامات ؟! ماذا نحن فاعلون في مستقبل هذا البلد ؟ وكيف سنفسر لأبناء هذا البلد ما آلت إليه الأمور ونحن القدوة وحماة الدستور ؟ المطلوب اليوم وقفة ضمير وتقييم الأداء بكل شفافية ومصداقية ، وتقبل النقد البناء والابتعاد عن سياسة الهدم والبغضاء ، علو الصوت بالتعابير الهجينة عن قيمنا ومبادئنا ، لا يمكن أن يكسبنا الحق فيما نقول ، والكلمة المسيئة لن تسود بل ستبقى زوبعة في فنجان سرعان ما تجرفها الأقوال الصحيحة المقرونة بالإنجازات المشرفة التي تليق بالكويت وأهلها .

الآن - المحرر البرلماني

تعليقات

اكتب تعليقك