مشيدا بالحرية بمعارض بيروت وأبوظبي وطهران، سامي خليفة يقترح إطلاق اسم 'معرض المنع' على معرض الكتاب لأنه يضع فيتو على أسماء مؤلفين معينين

زاوية الكتاب

كتب 497 مشاهدات 0



 معرض «المنع»!

سامي ناصر خليفة
رغم حرصي الشديد على السفر لحضور بعض المعارض الدولية للكتاب في الإمارات وبيروت وطهران وغيرها، إلا أنني آخر ما أفكر به زيارة معرض الكتاب السنوي على ساحة أرض المعارض. والسبب باختصار حجم المنع للكتب القيمة الذي يفرغ المعرض من محتواه، فيجعله معرضاً خاوياً يغلب عليه طابع الكم وليس النوع. نعم أقاطع هذا المؤتمر سنوياً، لأنه لا يحترم عقل القارئ بتاتاً، ويضع فلتراً يقرره عدد من الذين لا يستطيعون تقبل الرأي الآخر، وبعض منهم لا يستطيع الخروج من العقلية الاقصائية، وبعض منهم لا يستطيع أن يدرك أن العالم تطور في تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات إلى درجة لا مجال لأحد اليوم أن يحجب ما يكتب وينشر عن الآخر!
معرض فاشل بكل ما تعني كلمة الفشل من معنى لمنعه عشرات الكتب والمؤلفات لكبار العلماء والمفكرين والمحققين لأسباب «طائفية» وللأسف الشديد! وفاشل لأنه يمنع عشرات، بل مئات أخرى من الكتب والمؤلفات لأسباب «سياسية»، في وقت تعج الكويت بضيوف من الخارج وصموا بالطائفية ليتحدثوا إلينا في مؤتمرات دينية وفكرية! فاشل لأنه يضع فيتو على أسماء مؤلفين معينين ومنع الرأي العام من الاستفادة من علمهم فقط، لأن لهم موقفاً مؤيداً من النظام العراقي في وقت تعج الكويت ببعض الضيوف الذين كان لهم ماض مؤيد لهذا النظام الديكتاتوري للمشاركة في مؤتمرات دينية وفكرية! فاشل لأنه لا يحترم الكثير من دور النشر وفيه الكثير من المحسوبيات في فرز المدعوين منها للمشاركة.
باختصار، هو معرض لا يشبع من يبحث عن الجديد، ولا يغني من يبحث عن الإبداع، ولا يروي من يبحث عن الإبداع، بل الغرابة كلها أن تمنع كتب ومؤلفات يمكن التوصل إليها بضغطة زر للطباعة من الانترنت! نعم إنه المنطق المقلوب الذي لا يمكن إلا أن يرجعنا عقوداً إلى الوراء ويشل حركة المجتمع باتجاه مواكبة العالم وهو يعيش ألفيته الثالثة، ولنا اليوم أن نوجه تساؤلنا إلى المجلس الوطني للفنون والثقافة والآداب، ونقول إلى متى هذا الاستهتار بعقل المواطن؟ ولماذا استمرار تلك العقلية الاقصائية في التعاطي مع الكتاب والمؤلفين؟ لقد تحررت الشعوب من سلطة «المنع» وثقافة الحجر والكبت، وخرجت من قمقم الرأي الواحد، فمتى يتم الاقتناع بأهمية التعددية في طرح الأفكار والآراء مهما اختلفنا معها مادامت لا تمارس السب أو القذف أو التجريح؟

إلى وزير الداخلية
بعد أن قرأنا ثلاثة لقاءات صحافية لك، طرحت فيها خطابك السياسي وعرّفتنا فيها على أسلوبك في العمل والتي أثلجت فيها صدورنا خصوصاً حين قلت: «سنضرب بعقل من حديد»، نقول له يا شيخ جابر الخالد جاء اليوم لتجسد مصداق هذا الخطاب بالعمل وتترجم الكلام المهم إلى واقع، وسندعمك مادمت تحمل نية الإصلاح، وسنساندك مادمت قررت التغيير، وسنعينك مادمت أنت مصر على مواجهة المشاكل بروح المعالج بالعقل والتدبر، نعم مشاكل وزارة الداخلية كبيرة جداً، ولكنها ستصغر أمامك مادمت قررت خوض المعادلة التي تستند على تفعيل العزم والإرادة طلباً في الإصلاح، وعلى بذل الطاقة والجهد والوقت والاستعانة بالله سبحانه أولاً وأهل الكويت ثانياً والصبر ثالثاً طلباً للنجاح.

د. سامي ناصر خليفة

 

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك