سعود العصفور يتذكر كويت الحرية التى كان يفخر بها يوما ما أحمد الربعي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 16, 2010, 11:17 ص 1983 مشاهدات 0
الراى
سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / كويت أحمد الربعي... أين أنتِ؟
سعود عبدالعزيز العصفور
كونوا صرحاء مع الناس، شفافين مع المواطنين، صادقين مع أنفسكم ومعهم ومع التاريخ، قولوها بصدق، انكم تريدون «كويت» لا صوت فيها إلا صوت الحكومة ولا رأي إلا رأي مجلس الوزراء. التعديلات الأخيرة الخاصة بقانوني المطبوعات والنشر والمرئي والمسموع والتضييق على الحريات العامة والاجتماعات وملاحقة المعارضة بالقضايا والتضييق على الإعلام الخارجي، كلها تدل على أننا نودع حقبة كويت الدستور وندخل بصخب، يكاد يفيق الموتى في قبورهم، إلى كويتٍ لا نعرفها ولا تعرفنا.
أعلنوها بصراحة، أن الدستور ليس إلا كلمات مرصوصة على ورق، لا قيمة لهذه الكلمات لديكم، تأخذون منها ما تريدون وتتركون ما لا تريدون. مواده، واحدة تلو الأخرى، تُفسر على حسب أهوائكم، وعلى حسب مصالحكم، فما كان من مواده يدعمكم ويدعم مواقفكم ومصالحكم، طرتم بها ورفعتموها فوق رؤوس الأشهاد، وما كان من مواده يقيدكم ويحد من صلاحياتكم ويحمي معارضيكم، تجاوزتموها وتجاهلتموها أو فسّرتموها على غير ما أراده المشرعون.
سنواتٍ طوال قضيناها في الغربة، كنا نحاجج نظراءنا الخليجيين والعرب بأننا الدولة الأقرب إلى الديموقراطية في محيط ٍ لا تعرف شعوبه معنى حرية الرأي والتعبير. خضنا غمار الدفاع عن مواقف الكويت وحكوماتها على شبكة الإنترنت وخارجها، في مرحلة ما بعد الغزو، وفي مرحلة إسقاط نظام البعث البائد، ودخلنا النقاشات والصراعات الفكرية متسلحين بأمرين، حب هذا الوطن وديموقراطيته التي تسمح لحكومته بتقبل تعددية الآراء. الآن فقدنا أحدهما ولن أستغرب لو أتى جيلٌ قادم يفقد كليهما أو لا يجدهما.
للدكتور الراحل أحمد الربعي، رحمه الله، مقابلة شهيرة مع أحد أتباع النظام العراقي المقبور، قال فيها ما أصبح تاريخاً نفتخر به ونردده دائماً. قال وهو يوجه كلامه لنظيره في النقاش، «أنا مقدر للضغط النفسي الذي تواجهه، أنا لو سألوني عن رأيي في قضية أعارض فيها حكومة الكويت، لتكلمت بحرية، وسأذهب إلى بيتي وأنام مع أولادي، ماني خايف من أحد، ولو تكلمت ضد أي مسؤول في الكويت ما راح تجيني المباحث، أنت رجل تخاف على نفسك»، فهل لو عاد الدكتور إلى الحياة مرة أخرى سيجد الجرأة أو القدرة على الادعاء بمثل هذا لمحاوريه؟ لا أعتقد، كويت اليوم قطعاً ليست الكويت التي تحدث عنها أبو قتيبة.
*
كتبت قبل فترة مقالاً أعلن فيه عدم قدرتي على تحديد تصور نهائي عن ثلاثة نواب في مجلس الأمة، وهم بالاسم، النائب شعيب المويزري، والنائب سالم النملان، والنائب فيصل الدويسان. النائب الثالث غسلت يدي منه، فهو كما يبدو كان ولا يزال وسيبقى «نائب الصدفة المحضة»، أما النائبان المويزري والنملان فلا يزالان يثيران الإعجاب حتى الآن. باق لكم خطوة واحدة في يوم التصويت على كتاب عدم التعاون، وستحفران اسميكما في تاريخ كويت الدستور، فلا تترددا حين يحتاجكما الشعب.
سعود عبدالعزيز العصفور
تعليقات