د.المقاطع يحمل على من يصفهم بالمتكسبين والقافزين على جراح الوطن بعد واقعة الحربش

زاوية الكتاب

كتب 1682 مشاهدات 0



القبس

الديوانية 
القفز على جراح الوطن 

كتب محمد عبدالمحسن المقاطع : 

 
لا شك أن الحال الذي آل إليه الوطن بسبب الأسلوب الذي مارسه رجال الأمن في ديوان الحربش، أمر محزن ومؤلم، والأمر الأكثر حزنا وإيلاما هو تدافع قناصي الفرص الى الواجهة للقفز على جراح الوطن والنيل من مكانه من هؤلاء القناصين في الجانبين، فلا يزال عدد من أعضاء مجلس الأمة يُظهر موقفا رماديا في شأن تحميله للحكومة مسؤولية ما حدث ليس حيرة منه أو حكمة أو بعد نظر، وإنما حتى يزيد من الثمن الذي يهدف إلى تحصيله، فيقتنص هذه الفرصة وسيلة ليرقص فوق جراح الوطن تحقيقا لمصالحه الذاتية وأطماعه الشخصية، ومنهم من يُزايد في إظهار مواقفه الداعمة للحكومة حتى يُحقق مصالح إضافية ويجني أرباحاً سياسية أو ابتزازا ماليا إضافيا.
وعلى الطرف الآخر نجد أن بعض النواب قد بالغ في موقفه من الحدث، ليس دفاعا حقيقيا عمن ضُرب من الناس أو من النواب، ولا حماسا في الدفاع عن المكاسب الدستورية بصورة حقيقية بقدر ما هو يهدف من وراء ذلك كله إلى خلق شعبية إضافية لنفسه أو للصعود في سلم الأمجاد الوطنية التي يود أن يحققها أو أن تُسجل باسمه، وهو في حقيقة الأمر بعيد عن المصداقية وعن الحفاظ على الثوابت الدستورية، فقد شارك أو ساهم بعض هؤلاء في أعمال كثيرة تنتهك الدستور وتخرج على أحكام القانون وتتعدى على حريات الناس أو كرامتهم، لكن لديه فرصة قام باقتناصها على حساب جراح الوطن.
واليوم نحن أمام وضع، دون شك، لا يفرح أي مواطن حريص على وطنه، كما أن ارتكاب الجرائم والخروج على القانون والمساس برموز الدولة أو سلطاتها أو المواطنين بعبارات وألفاظ وتصرفات تمثل أعمالا مرفوضة أيضا، ولذا فإن كلا الامرين يتطلبان أن يأخذ القانون مجراه بحق من آذى الوطن وحاول أن يقتنص فرصة بدوافع شخصية حتى يقفز على جراح الوطن.
وبين هؤلاء وأولئك ظهر علينا المتكسبون على جراح الوطن، منهم من ظهر بحوارات ولقاءات في القنوات الفضائية أو الإذاعية ليطلق لنفسه العنان بأن يصف من يشاء من الأعضاء أو المواطنين بتصنيفات أو تسميات مسيئة وغير مقبولة، أو أن يُصدر تصريحات رنانة، ويُدلي بمقولات تسيء له ولمكانته وما يمثله من رمزية مفترضة بعد أن نزل في عباراته إلى سقط القول وسفيه الكلام مما لا يجوز، إلا أنه إما يقوم بسداد فواتير تثقل كاهله السياسي أو أنه يبتز على حساب الوطن. وتدافع لدينا الطامحون في أن يجدوا لأنفسهم مكانة مستقبلية على طاولة السياسة، فأخذوا يدلون بالآراء ويصدرون الفتاوى ويظهرون أقوالا مشينة حتى يكون ذلك هو مؤهلهم الوحيد لمقعد نيابي في المستقبل.
ويقف الوطن أمام هذا التسابق السلبي من القافزين على جراحه مذهولا كيف أن الشدائد التي يمر بها تكشف معادن الرجال الصلبة والأصيلة، تماما كما تكشف معادن الرجال الخالية من اي قيم او مصداقية، فلا تحافظ على أي قيمة أو مبدأ أو احترام، وهذا الحال في نهاية المطاف يتطلب منا جميعا أن نكشف كل من يسعى أو سعى أو صار من القافزين على جراح الوطن، وان نعمل للحفاظ على الدستور والدفاع عن الحريات ومواجهة اي تعسف مارسته الحكومة أو تمارسه، لان ذلك أمر مرفوض، دون أن يكون في ثنايا ذلك خلط للأوراق أو زجّ لموضوعات ليست لها علاقة بالحفاظ على الوطن وعلاج جراحه.
اللهم إني بلغت،،

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

تعليقات

اكتب تعليقك