للمتألمين مما أصاب عبيد الوسمي، عبدالله زمان يسألكم: أين أنتم حينما اعتقل ناصر صرخوه بشكل بوليسي ؟
زاوية الكتابكتب ديسمبر 13, 2010, 9:44 ص 3283 مشاهدات 0
عبدالله زمان / وبناءً عليه / ما بين الوسمي وصرخوه
تألمت كثيراً لما أصاب دكتور عبيد وسمي المطيري، وهي الشخصية المرموقة بالأوساط الأكاديمية. وفي هذا المقام، أخاطب كل من يتألم من هذا المشهد ويعزي آلامه لمكانة هذا الرجل العلمية. أقول بأننا لا نقبل بأن تكون صورتنا الخارجية مشوهة لأننا نعامل مفكري وعلماء بلدنا بهذه الصورة العنيفة. فالحق أحق أن يتبع، لذلك لا نرضى بما حصل من استعمال مفرط للقوة مع أشخاص عزّل لا يملكون غير صوتهم وسيلة للتعبير عن رأيهم. ورغم من اختلافنا الجذري مع المجتمعين وإن من بينهم أعداء للدستور لا مناصرين، إلاّ أن ردود الأفعال الأمنية يجب أن تكون مضطلعة بعملها بلباس الحنو والأخوة على الشعب أكثر مما رأيناه.
ولكن ليسمح لي هذا الجمهور بأن اسألهم، أين أنتم حينما أعتقل العالِم والدكتور ناصر صرخوه على الدائري الخامس بشكل بوليسي ومطاردته على غرار أفلام هوليود. فقد حبس هذا العبقري وأَنزَل التعسف الأمني من مقامه في حين كان هو يرفع اسم الكويت عالياً بالأوساط البحثية ولا يزال يفعل ذلك. أين أنتم حينما كانت الوسائل الإعلامية تنال من سمعة وكرامة فئة كبيرة من المجتمع الكويتي وأنتم لتلك القنوات تصفقون وتهللون، أين أنتم وأين مبرراتكم ذاتها التي تسوقونها اليوم؟
يا اخوان، المشهد الذي رأيتموه أخيراً، ليس بجديد علي أنا شخصياً، ففي السابق رأيته جلياً أمامي، وفي الأسبق من الأعوام، رأيت أكثر منه قسوة وضراوة وتعسفا. فكان بعض المواطنين يذوقون ما تذوقون، لكنكم كنتم حينها في رغدٍ من العيش، آكلين فاكهين لا تشعرون، بل زاد فيكم من كان يتربص بهؤلاء الدوائر والمكيدة. ومنكم من كان يحرض، بل ما زال فعل التحريض قائما حتى أثناء الحادثة الأخيرة كما يرويها أحد قياديي الداخلية. فما كان موقفكم حينها كي تطالبوا الآخرين بموقف مساند لكم اليوم، فهل أنصفتم الآخرين كي تطالبوهم بالإنصاف، وهل اعتذرتم عمّا نابهم من مظالم كنتم شركاء في فعله حتى تطالبوا منهم بلسمة جراحاتكم اليوم؟
أيهّا السادة، أتذكر تماماً خطابكم لوزير الداخلية حينها، وكيف كنتم داعمين لسياسته الأمنية وتطبيقه للقوانين، بل وتطالبونه بالتعسف الصارخ وتشدون على يده الحديدية الباطشة. فهل اليوم تريدون أن يستخدم مظلومو الأمس لغتكم القديمة ضدكم، أم اليد الحديدية تجوز فقط على فئة من الكويتيين دون سواها، لِمَ تطبيق القوانين يكون موضوعياً بالنسبة لكم إذا كانت على غيركم وتكون قمعية إذا دنت تجاهكم؟ مالكم كيف تحكمون.
لست هنا أشمت، أو أقارن لأتشفى والعياذ بالله، فلا تلك هي أخلاقي ولا هذا أسلوبي في التعاطي السياسي. فرغم من كل ما حصل ويحصل، أملك مشاعر الأخوة تجاه كل اخواني المواطنين تتدفق بصدق وبطيب خاطر. ولكن في الوقت ذاته يجب أن يعرف الجميع بأن مشكلتنا الوطنية هي مشكلة بنيوية متأصلة فينا رغم من مساحيق التجميل وحقن البوتكس. ولهذا بحث آخر في المستقبل.
وأنا أكتب هذه السطور، أعرف تماماً الاختلاف الجوهري بين ظروف كل الأحداث السابقة، ونقاط التباين بينها وحوادث اليوم. ولست هنا أألب طرفاً على آخر. ولكن اسمحوا لي يا سادة فذاكرتي لا تريد أن تهدأ، ولا أدري أي التاريخ أذكره ألماً وأي حادثة أتجاهلها مرارةً وحسرة. فهل النائب يمثل كل الأمة لأقول بأن كل الأمة تمت اهانتها بالأعوام الماضية في حين البعض كان يصفق ويزف بشرى الانتصار والفرح، أم كرامة الأمة من كرامة نوابها لأقول بأن كرامتنا ديست حينما تم التحقيق التعسفي وبتهم معلبة مع نائبين فاضلين، فما لي لم ألمس مؤشرا واحدا لنبضٍ يضرب بعروق كرامتكم الحامية اليوم. هل أقول بأننا شعبان نعيش على أرض واحدة، أم أقول بأننا شعب واحد ولكن يموت نصفه ليعيش الآخر؟
سأختم بهذه الأبيات...
بني لهيعة ما بالي وبالُكم
وفي البلاد مناديحٌ ومضطَرِبُ
لجاجةً بيَّ فيكم ليس يشبهها
إلاّ لجاجتكم في أنّكم عربُ
كذبتم ليس ينبو من له حسب
ومن له نسب عمّن له أدبُ
تعليقات