التكتيك الامثل .. وزير الداخلية

زاوية الكتاب

كتب 1273 مشاهدات 0


   أظهرت أحداث الاربعاء الاسود التخبط الحكومي وعدم قدرتها على القراءة الجيدة للاحداث والاستفادة من المعطيات لانها بتلك الخطوة وبهجومها 'البربري' على ابناء الكويت في ندوة النائب جمعان الحربش اعادت تلاحم كتلة الا الدستور التي كانت تعاني اللاحول ولا قوة بعد ندوة الندوة الاولى في ديوان النائب احمد السعدون حيث كانت كتلة العمل الوطني ترفض جميع الخيارات المطروحة وعلى راسها استجواب رئيس الحكومة.
   ولعل تلك البلطجة الحكومية بالتعدي على الناس في الشوراع كانت نتيجة طبيعية لمواقف بعض النواب السابقة خاصة كتلة العمل الوطني التي تتحمل بشكل كبير الممارسات الحكومية والنهج الحكومي في الفوضى والبلطجة وتعطيل مجلس الامة في القضايا المفصلية ذلك بانها اعطت الحكومة الامان والاطمئنان بانها لن تكون تحت طائلة المساءلة مهما كانت اخطاؤها او حتى جرائمها بحق الشعب الكويتي وبحق المال العام.
   ولسنا هنا بصدد استعراض مواقف كتلة العمل الوطني التي انقذت الحكومة في اكثر من مناسبة واعطتها دفعة معنوية كبيرة في عدد من القضايا اوصلتنا الى هذه المرحلة بل اننا اليوم بحاجة الى التأكيد على اعضاء كتلة العمل الوطني بالثبات والانتقال من بلاط السلطة الى ساحات المعارضة من اجل فرض توازن قوى بين الحكومة ومجلس الامة الذي فقد قوته خلال السنوات الاخيرة.
   مجلس الامة يحتاج الى تحقيق نصر على اي مستوى في صفوف الحكومة وذلك من اجل استعادة التوازن بين الحكومة والمجلس واعادة هيبة المؤسسة التشريعية حتى لاتندفع الحكومة في التعسف باستخدام سلطاتها بل وتجاوز القانون.
   ورغم تأييدنا لاستجواب رئيس الوزراء الذي يتحمل مسؤولية ماحدث في الاربعاء الاسود لانه حتى هذه اللحظة لم يقم بأي خطوة لمحاسبة المتسببين في تلك الاحداث الدموية الا اننا نرى ان توجيه الاستجواب الى وزير الداخلية كان التكتيك الانسب للنيل من تلك الحكومة ومعاقبتها على جريمتها ضد المواطنين المجتمعين لدى النائب الحربش ولتعديها على القانون.
   بعد احداث الاربعاء الاسود لدينا زخم اعلامي ونيابي من الممكن ان يحقق شيئا في هذا الافق الا اننا نعلم ان كثيرا من النواب لايعول عليهم وسيبقون مهما كانت الظروف بيد الحكومة خاصة مع التهديد بحل المجلس لذا فان استجواب وزير الداخلية ليدفع ثمن الهجوم على المواطنين سيجعل النواب المترددين والحكوميين اكثر استعدادا لتاييد طرح الثقة به خاصة وانه اكثر وزير احرج الحكومة ونوابها باخطائه وممارساته التي بدأ فتح الباب فيها بخمس ملايين لبضع لوحات اعلانية.
   وأعتقد ان التوجه لاستجواب رئيس الوزراء له تداعيات اكثر سوءا مما نحن فيه الان في حال عدم نجاح هذا الاستجواب نجاحا فعليا بسقوطه او استقالته ولن ينفع النجاح المعنوي بالحصول على اصوات اكثر من 20 نائبا لتاييد عدم التعاون معه لان الحكومة ستعود اكثر قوة واكثر غطرسة وتجاوزا للقوانين وستكون رصاصة الرحمة على المجلس الذي يلفظ انفاسه بسبب نواب الحكومة المنبطحين.
   اخيرا فاننا سنبقى خلف نوابنا الاحرار اينما اختاروا توجيه استجوابهم لاننا فعلا نريد لهذه الحكومة ان ترحل قبل ان يضيع الوطن.
!!!
   كنت احد حضور ندور النائب الحربش وتعرضت للضرب ليس لسبب سوى حضوري الندوة ورايت كيف دخل عدد من رجال الامن الى داخل المنزل للاعتداء على الناس بعد ان اعتدوا بهمجية عليهم في الخارج واستطيع ان اقول من سمع ليس كمن راى ومن راى ليس كمن حضر.
   وايا كانت نتائج الاستجواب لرئيس الوزراء فان لم تتخذ الحكومة اجراءات يشعر الناس منها باستعادة كرامتهم بعد احداث الاربعاء الاسود فان الغضب الشعبي قادم

كتب: مشعل الحيص

تعليقات

اكتب تعليقك