البصيري يصف الزمن الأزرق:
زاوية الكتابالجويهل بطل، والسعدون خائن والمسلم مجرم والقلاف سيد ووزير الداخلية مغوار والحكومة خصم وحكم
كتب ديسمبر 12, 2010, 10:22 ص 4232 مشاهدات 0
الأسبوع الأزرق
بقلم فهيد البصيري
مازلت دائخاً من فوز «الأزرق»، ومنذ أن فاز وأنا أحاول أن أقنع أولادي بأن اليوم ليس يوم العيد الوطني، ولكن لا فائدة، ولأن الأيام ليست كلها سعيدة كاليمن السعيد! فقد فازت الكورة، وانهزمت الجماهير. وصدق فينا قول الله تعالى «وتلك الأيام نداولها بين الناس».
وأحداث الأسبوع الماضي زرقاء ومضحكة، ولكنه ضحك كالبكا، وكل موضوع يحتاج إلى مجلد للتعليق عليه، ولكنني سأحاول الاختصار لأن أغلب المواطنين سوف يتحاشى الخروج من ديوانيته لشراء جريدة.
بدأ الأسبوع الماضي بفوز الأزرق وقلنا يا سلام، وانهالت التبرعات وقلنا يا كريم، وضرب الجويهل عند ديوانية السعدون، فقلنا ذهب لحتفه، وضربت القوات الخاصة الجمهور عند الحربش وقلنا ضربة بضربة! ثم ضربت القوات الخاصة النواب وقلنا التاريخ لا يعيد نفسه! والتاريخ لا يعرف نفسه حتى يعيدها، وإنما الإنسان يعيد حماقاته.
لقد كانت الحياة في الكويت هادئة وتسير سيراً طبيعياًَ، وصار «الأزرق» أزرقً من التبرعات، وكان النواب يمارسون حقهم الطبيعي في معركتهم الدستورية من أجل إرساء مبدأ يمنع محاسبة النائب على كشفه للحقائق أمام قبة البرلمان، وسواء اتفقنا معهم أو اختلفنا، إلا أن ما يقومون به مشروع ولا يخرج من الإطار العام للنقاش السياسي، وكان النصر معقوداً بإذن الله للحكومة في الجولات السياسية السابقة، إلى أن حدث شيء لعقلها فحولت النصر وبيدها إلى هزيمة، (وأصبح الطالب مطلوبا)!
وما حدث في ديوانية الحربش هو دفع للصراع السياسي بين الحكومة والمجلس إلى الهاوية، والمنطق، إن كان لا يزال هناك منطق، يقول ان نهاية كل فيلم أكشن (طق) وسوف يستجوب رئيس الحكومة، وقد ينتهي الاستجواب باستقالتها أو بحل مجلس الأمة قبل التصويت على الثقة، ويعلن عن بدء عام انتخابي جديد وكل انتخابات وأنتم بخير.
ولكن ما أحزنني أن أغلب القنوات الفضائية الكويتية كان مغمى عليها مع حادثة الجويهل، ولم تتجرأ ولو من أجل مصلحتها وأمانتها الإعلامية بنقل ولو شريط إخباري عن أحداث ديوانية الحربش التي تقع في صليبيخات، وليس في سلوفيكات!
ولا أقول في هذه الأيام الزرقاء سوى يا سبحان الله الذي جعل الجويهل بطلاً! والنائب فيصل المسلم مجرماً! و السعدون خائناً! و القلاف سيداً، ووزير الداخلية مغواراً، والحكومة خصماً وحكماً!
ملاحظة:
لقد ضربوا بريدي الإلكتروني، والحمد لله أنني لم أضرب، وأطالب وزير الداخلية بالبحث عن الجناة.
تعليقات