سعود العصفور يتألم لمقولة مشاهد عراقي لأحداث ندوة الصليبخات «يمهل ولا يهمل»
زاوية الكتابكتب ديسمبر 12, 2010, 12:58 ص 2799 مشاهدات 0
الراى
سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / «يمهل ولا يهمل»
سعود عبدالعزيز العصفور
العبارة في عنوان المقالة كتبها مشاهد عراقي في قناة الجزيرة أثناء عرضها أحداث ندوة الصليبخات واعتداء قوات الداخلية على نواب الأمة والمواطنين. عبارة موجعة، قاتلة، جعلت ما في قلبي من غضب وضيق وهم يتضاعف عشرات المرات، ليس لأن قائلها كان شامتاً في بلدي وأبناء بلدي ونواب بلدي وحكومة بلدي، بل لأنه كان صادقاً فيها وقد أصابنا في مقتل كما يقولون. صدقه في العبارة لم يكن لصدق مقصده، بل لصدق النتيجة التي وصلنا إليها كشعب مع هذه السلطة وهذه الحكومة.
هذا هو الشعب الوحيد عبر تاريخ الأمم الذي تحتل بلده سبعة أشهر، ولا يخرج من ثناياه صائد فرص يعارض إعادة أسرة الحكم والنظام الشرعي بعد التحرير.
هذا هو الشعب الوحيد عبر تاريخ الأمم الذي خرجت وفوده تجوب العالم من أجل أن يساعدها في إعادة الشرعية وعلى رأسها النظام والسلطة والحكومة.
هذا هو الشعب الوحيد عبر تاريخ الأمم الذي سلم أمور حكمه إلى أسرة من دون نقطة دم أو معارك ووثق ذلك لاحقاً في دستور يعطي هذه الأسرة من الصلاحيات ما يفوق صلاحيات الأسر الحاكمة في أعرق الأمم وأكثرها تطوراً.
هذا هو الشعب الوحيد في المنطقة الذي وقف بجميع فئاته مع حكومته في أزماتها الخارجية كلها، قبل الدستور وبعده، خلال الغزو وبعده، في حرب صدام مع إيران وفي حرب أميركا مع صدام، لم يقف إلا في صف هذه السلطة وهذا النظام.
لذلك أن تقوم قوات السلطة والنظام بضرب هذا الشعب بالهراوات والعصي في ندوة سياسية، فذلك عمل لا يستحقه الكويتيون، ولا يليق بتاريخهم في دعم النظام والسلطة، ونقطة تاريخية مفصلية في العلاقة بين الطرفين كنا نعتقد أن مرحلة الغزو والاحتلال والتحرير قد أنهتها وجعلتها من ذكريات الكتب والتاريخ.
يحق لذلك العراقي أن يقول «يمهل ولا يهمل». يحق له أن يقول ذلك شامتاً. يحق له أن يقول ذلك متشفياً. أي جزاء اختزنته السلطة لشعبها؟ وأي ثواب يستحقه هذا الشعب حتى تلاحقه وتلاحق نوابه قوات الشغب بالضرب والكسر والإهانة؟!
*
لا أعلم كيف يمكن لي كمواطن أن أشعر بالأمان وأنا أرى قيادات الداخلية تزيف الحقائق في مؤتمرها الصحافي البائس الذي عرضه تلفزيون الكويت بعد الكارثة التي حدثت في الصليبخات؟ كشاهد عيان، أستطيع القول وبثقة ان الكثير مما ذكرته تلك القيادات المتناقضة لا يعبر عما حدث، خصوصاً مسألة التحذير وسقوط الأعضاء من رصيف الحديقة، وتكسير المواطنين لزجاج النوافذ. أنا أعلم بأن من أمر بضرب المواطنين قد وضع قيادات الداخلية في موقف محرج وهم بحاجة للتبرير، لكن الاستهانة بعقلية المواطنين وقدراتهم على التمييز بين الحقيقة وخلافها، هو كارثة أخرى ارتكبتها الداخلية بعد كارثة اعتدائها على مواطنين ونواب عزل إلا من حب هذا الوطن وإيمانهم بالدستور.
*
يقولون «رب ضارة نافعة»، وبقدر ما كانت القلوب مشحونة وغاضبة على ما حدث من انتهاك لكرامات المواطنين ولإنسانيتهم، بقدر ما كانت عقولنا تطرب وقلوبنا تنتشي بأفعال الرجال أمثال الدكتور عبيد الوسمي في دفاعهم عن الدستور وحق الأمة في حرياتها. خطابه في تلك الندوة تاريخي وسيبقى لنا ولأجيالنا القادمة في ذاكرة الشعب وستختفي تلك الأيادي التي أمرت بالاعتداء على الوطن والمواطنين.
سعود عبدالعزيز العصفور
تعليقات