ردا على اتهامه وآخرين بضرب الجويهل:

زاوية الكتاب

الفضالة: موقفنا وطني لايتزعزع من جنوب الكويت إلى شمالها دون استثناء اي شبر من أرضها

كتب 5392 مشاهدات 0

عبداللطيف الدعيج ، خالد الفضالة

كتب خالد الفضالة مقالا اليوم يرد فيه على الكاتب عبد اللطيف الدعيج هذا نصه:-

«لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا»

إلى الأستاذ الفاضل عبداللطيف الدعيج المحترم


لست بكاتب مقال، ولم يخطر في بالي يوما ان اكون. وكم اخجل ان تكون محاولتي البسيطة للكتابة، هي رد على كاتب عملاق مثلك، تعلمت من كتاباته التي اتابعها باستمرار معنى الوطنية ومعنى الالتزام بالمبادئ مهما كان ثمنها باهظا، ومهما خالفك اقرب الناس اليك، ان كنت تعتقد صحة موقفك.
يقول تعالى عن ناكر الحقيقة «فإنها لا تعْمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» وانا يا استاذي الفاضل لم يعم قلبي، وكوني اعيش في بلدي، فقد رأيت وطني يمزق بتواطؤ وبسبق اصرار وترصد من قبل بعض المسؤولين الرسميين، وبعض العاملين بالشأن العام، وبعض وسائل الاعلام، وجميع هؤلاء واجبهم صون دعامات المجتمع والامن والطمأنينة للمواطنين (المادة 8 من دستور الكويت). وكون هؤلاء جميعا بافعالهم سعوا إلى تفتيت المجتمع، ولم يراعوا سواسية الناس في الكرامة الانسانية، ولم يلتفتوا الى التمييز بينهم (المادة 29 من دستور الكويت)، فقد قمت بواجبي آنذاك كأمين عام لتجمع سياسي نصت ادبياته ومبادئه على المحافظة على الوحدة الوطنية، وقمت بما يمليه علي ضميري وفهمي لمواد دستور وطني، وقيم واخلاق تربيت عليها، ومبادئ وطنية سامية ورثتها من امثال شخصك الكريم. وكوني اعيش في بلدي، فقد رأيت حرقة جزء لا يتجزأ من ابناء وطني اصبحوا بين ليلة وضحاها جميعهم من دون استثناء مزدوجين خونة بائعين لوطنهم رغم أن الجنسية الكويتية يحددها القانون (المادة 27 من دستور الكويت) وليس اهواء افراد.
ان مشاركتي في الاندلس والعقيلة ــ وهي للعلم اراض كويتية يسكنها كويتيون لا يجوز النزول عن، او التخلي عن اي جزء منها (المادة 1 من دستور الكويت) ــ كانت لطمأنة من فقدوا الطمأنينة وهم في وطنهم، رغم انه لا مجال للشك بهم، ولكن عندما تصبح رعاية تخوينهم وسحب المواطنة منهم تأتي برعاية حكومتهم فهم لا يلامون. لقد كانت مشاركتي لتصل الرسالة ان مخطط تفكيك وطني لن ينجح، وان المحاولة البائسة لتخندق كل فئة ومجموعة لن تكون. لقد كانت مشاركتي لتصل الرسالة ان لا احد يتحدث باسمي، فالطائفي يمثل نفسه، والقبلي يمثل نفسه، والعنصري يمثل نفسه. وادعوك يا استاذي الفاضل في المرة المقبلة التي تزور فيها الكويت ان تشرفني بمرافقتي الى مناطق كويتية ربما لم تزرها من قبل، واستمع الى ابناء وطنك والى هواجسهم واسمع كم اثر فيهم حديث العم احمد السعدون، والعم عبدالله النيباري، والأستاذ أحمد الديين، والأستاذ سجين الرأي محمد عبدالقادر الجاسم، وان شاء الله حديثي المتواضع، و«ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالاخبار من لم تزود».
لقد حملتني يا أستاذي الفاضل وغيري مسؤولية شحن الناس، ورغم تقبلي لرأيك الا أنني اخالفك الرأي. فالناس يا أستاذي الكريم لهم عقل لا ينشحن بكلام. ودفاعنا عن كرامات أبناء وطننا هدأ من روعهم وذهولهم، وخفف ولو القليل من اهانتهم، ليس من قول فرد كما تعتقد ويعتقد كثيرون، ولكن ممن زرع الفتنة وسقاها.
أستاذي الفاضل، لا يخفى عليك الفرق الجلي بين حرية التعبير والرأي، وبين خطابات الكراهية الموجهة الى الفئات. كما لا يخفى عليك أن التحجج بتطبيق القانون لا يشمل دعس فئة بالنعال، كما يردد صاحب هذه الخطابات، وأمور أخرى يعف القلم واللسان على ذكرها.
أستاذي الفاضل، لا اخفي عليك قسوة أن تكون صاحب مبدأ في زمن فقدت المبادئ اصحابها. فالشريف اصبح مجرماً، والمجرم شريفاً، ومن التزم القيم اصبح مؤزماً، ومن باعها عاقلاً، ومن دافع عن وطنه ومستقبله اصبح المعتدي. وأنا هنا ألوم العقلاء الذين صمت ضميرهم عن قول الحق مهما كان، وهؤلاء والفاسدون بالنسبة إلي سواء. فالفاسد يدمر وطناً، والساكت عن الفاسد يشجعه على التمادي، وهذه هي حالنا اليوم. فرفض سرقة أو استنفاع خمسة ملايين بإعلانات، هي ذاتها رفض سرقة أو تبديد خمسة مليارات باستثمارات خارجية. ورفض منع دخول أبو زيد هو نفسه رفض منع الفالي، ورفض منع العريفي. ورفض التطاول على سيدنا الحسين رضي الله عنه، هو نفسه رفض التطاول على امنا عائشة رضي الله عنها. وعندما اشارك مع اناس قد تتناقض مواقفهم في القضايا، فهذا لا يعنيني، فأنا اشارك بما يمليه علي ضميري ويتوافق مع مبادئي، وليس أسماء المشاركين وتوجهاتهم. وهدفي بالمشاركة ايصال الصوت الوطني الى الجميع من أي منبر. فالقضايا الوطنية ليست حكراً على تيارات أو فئات أو شخصيات، فمن أيدها - أياً كان - فأهلاً وسهلاً، وإن تناقض في المستقبل نكشف تناقضه للجميع. هذه هي مواقفي، ثابتة لم ولن تتبدل مع الزمان أو المكان أو المصلحة أو المزاج العام. يقول الامام علي كرم الله وجهه «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه».
أستاذي الفاضل، «تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت فإن تولت فبالأشرار تنقاد».
وتقبل فائق احترامي وتقديري.

يذكر ان الكاتب عبد اللطيف الدعيج كان قد كتب مقالا اتهم فيه الفضالة والسعدون والنيباري بضرب الجويهل ، هذا نص المقال :-

المعتدون الحقيقيون 

   
أولا نتحمد للسيد الجويهل بالسلامة، ليس لشخصه فقط ولكن لمن اعتدى عليه ايضا، فهم بحاجة اكثر لتقديم الشكر لله على سلامة السيد الجويهل. ثانيا بيان المنظمين حول حادثة الاعتداء على الجويهل بدا لنا متشفيا وربما متضامنا مع المعتدين، خصوصا انه خلا من التمنيات المعتادة بالسلامة والشفاء التي تتصدر في العادة البيانات المماثلة. ثالثا على الذين يحاولون لوم الحكومة او اقحام امن الدولة في «وز» الجويهل على الحضور ان يكفوا عن هذا الاتهام السخيف، الذي ليس اسخف منه سوى اتهام النائب السعدون بانه مسؤول عما حدث.
ما حدث هو اعتداء من قبل جمهور من المواطنين على السيد الجويهل، لم تخطط له الحكومة ولم يكن من الممكن لا للسيد السعدون ولا لأي كان ان يمنع حدوثه. لكن مسؤولية النائب احمد السعدون ومسلم البراك وعبدالله النيباري واحمد الديين وخالد الطاحوس ومحمد عبدالقادر الجاسم وخالد الفضالة وبقية العناترة الذين شحنوا الناس في الاندلس وساحة الارادة والعقيلة ضد الجويهل وضد ما سموه بالاعلام الفاسد، واضحة هنا وجلية.
الجويهل لم يعتد عليه يوم أمس الاول، بل تم ذلك قبل شهور في الساحات العامة وتحت قبة مجلس الامة عندما تم استجواب وزير الاعلام بسبب عدم تسكيره القنوات الفضائية التي لم تعجب جمهور العقيلة والاندلس. الناس بلا شك متربية على ثقافة الانتقام وتعشش في عقولها حمى استصغار الغير واستلاب حقوقه الانسانية بسبب التخلف والجهل اللذين لهما نصيب كبير في عقول سياسيينا قبل جماهيرنا. لكن بالتأكيد كان المفروض في «القوى الطليعية» والقيادات السياسية ان تعمل على تهذيب الناس وتعميق الوعي الديموقراطي وتعزيزه لديها. كانت مهمة القوى السياسية ولا تزال تدعيم المبادئ الديموقراطية وتعزيز الحقوق السياسية للافراد. لكن كما هو واضح وكما اشرت اليه آلاف المرات، الحرية والديموقراطية عند مجاميعنا السياسية هما حرية مجلس الامة وحقوق اعضائه. اما الحريات العامة والمبادئ الاساسية للنظام الديموقراطي فكما كتبت قبل ايام وقبل ذلك بسنين «لها الله».
رجاء لا تلوموا الناس ولا تحملوا المساكين وزر ما حدث. فالذين شحنوا المعتدين والذين عززوا ثقافة الانتقام وايقظوها ونمّوها لديهم هم ابطال ساحة الارادة وخطباء الاندلس والعقيلة، هؤلاء هم المعتدون الحقيقيون.

الآن : القبس - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك