مخاطبة 'حطبة الدامة' غير مُجدية برأي الزيد
زاوية الكتابناصر المحمد أول رئيس حكومة بالعالم يفتري على أميره
كتب ديسمبر 10, 2010, 12:45 ص 15716 مشاهدات 0
مشهد بائس !!
زايد الزيد
لم يتخيل أحد ، في يوم من الأيام ، أن يحدث في الكويت ، ماحدث ليلة أمس الأول في ديوان النائب الفاضل الدكتور جمعان الحربش ..
نواب الأمة ومواطنين عزل ، يشاركون في ندوة ، تتعلق بمستقبل بلدهم ، ويتناقشون حول مصير دستورهم ، تداهمهم قوات الأمن وتقوم بضربهم بطريقة وحشية !! والحجة في ذلك : تطبيق القانون ، ومخالفة أوامر صاحب السمو الأمير ! وحتى لانتجنى على أحد ، ننقل نصا ، ماقاله وزير الداخلية ، لوسائل الاعلام ، بعد الأحداث الدامية ، قال : ' قوات الأمن لم تعتد على أحد ، لكنها قامت بتطبيق قانون التجمعات ، الذي أقره مجلس الأمة ، بموافقة نوابه ، وتلبية للرغبة الأميرية ، التي طرحت خلال اجتماع مجلس الوزراء ، والتي طالبت بمنع التجمعات ، خارج الديوانيات ، ولن نتهاون بعد اليوم ، مع من يقومون بكسر القانون ' .
وهذا كلام خطير ، يقوله وزير داخلية ، يفترض به حماية الناس ، لا الاعتداء عليهم ، وتعريض أرواحهم للخطر ، وهو لخطورته يحتاج إلى مناقشة وافية ، فعن أي قانون تتحدث ياوزير ؟ هل تتحدث عن قانون التجمعات الذي سقط بفعل حكم من المحكمة الدستورية ؟ وأكبر دليل على سقوطه ، أن الحكومة التي أنت عضو فيها ، أعدت أكثر من مسودة لقانون جديد للتجمعات ، ولم تنتهي منه بعد ! أما التذرع بالرغبة الأميرية السامية ، فهي سقطة كبيرة لك ولجميع زملائك الوزراء ، وهي بالضرورة سقطة كبرى لرئيسكم الصامت ! وأسألك أنت وزملائك ورئيسك : ألم تخجلوا من إعلان هذ الافتراء البشع ، على صاحب السمو الأمير ؟! هل فهمتم من التوجيه السامي ، أن حث صاحب السمو الأمير لكم على تطبيق القانون ، أن تقوموا بالاعتداء الجسدي على ' المخالفين ' ، من خلال ضربهم بالهراوات ؟! صاحب السمو الأمير قال : أن الندوات يجب ألا تخرج عن حدود المنازل ، ومن يخالف طبقوا عليه القانون ، فكيف فهمتم أن تطبيق القانون على المخالفين هو ضربهم ، وليس اتخاذ اجراءات قانونية ضدهم ؟! أين هي النصوص القانونية التي تقول لكم إن من يخالف القانون ، يجب أن يضرب ؟ هل لديكم دستور غير دستور 1962 الذي نعرفه ؟ هل لديكم قوانين خاصة لانعرفها ولم نطلع عليها ؟ لقد وضعتم في كل الندوات التي تمت في الأشهر الماضية قوات الأمن بشكل مكثف ، وكانت حجتكم ' المعلنة ' هي الحفاظ على الأمن ، وبالرغم من عدم تصديق الكثيرين لمثل هذا التبرير ، فإن الجميع قبله على مضض ، ذلك أن الجميع يعرف أن هدفكم هو ترويع الناس وإخافتهم من حضور مثل هذه الندوات ، وماحصل ليلة أمس الأول أثبت صحة هذا الأمر ، فحينما وجدتم أن الناس لم ترتدع لأساليبكم التخويفية ، قمتم بضربهم ، فاليوم أصبح مكشوفا غرضكم ، فليس الحرص على الأمن ، والحفاظ عليه ، هو مبتغاكم ، بقدر ماهو خوفكم من احتشاد الناس لمناقشة أمورها وتقرير مصيرها !!
لكن ياوزير الداخلية ، إن مخاطبتك في هذا الأمر الجلل ، غير مجدية أصلا ، فأنت قلت عن نفسك من قبل بأنك ' حطبة دامة ' ! وكذا هو الحال في مخاطبة زملائك الوزراء ، إن الخطاب اليوم ، موجه للرئيس الصامت : فيا رئيس الحكومة ، ياشيخ ناصر المحمد : أين تطبيق القانون من حرامية المال العام ، وحرامية المال الخاص أيضا ، فنحن البلد الوحيد في العالم الذي تتكشف فيه السرقات المليارية ، ولايحاسب فيها اللصوص والحرامية ! هل سمعتم عن بلد غير الكويت تكشف فيها السرقات ، من دون حبس حرامي واحد ؟ كيف تكون هناك سرقات بلا سراق ؟ أين تطبيق حكومتك للقانون في فضائح : المصفاة الرابعة ، والداو كيميكالز ، وأمانة ، وطواريء 2007 ، ومحطة مشرف ، وطائرات رافال ، واللحوم الفاسدة ، والعلاج بالخارج ، وغيرها الكثير ؟ وأين تطبيق حكومتك للقانون في هروب إثنين من المحتالين ، عليهما أحكام نهائية بالسجن ، في قضايا شيكات بدون رصيد ؟ اكشف لنا ياشيخ : هل هما في داخل البلاد وإن أجهزة حكومتك تطاردهما ؟ أم أنهما هربا خارج البلاد ؟ أين تطبيقك للقانون في الحفاظ على أموال الناس التي ضاعت بفعل هروب هذين المحتالين ؟
يارئيس الحكومة : أين تطبيق القانون في منطقة ' جليب الشيوخ ' التي تسمى ب' ولاية البنغال ' ؟ أين قوات الشغب من هذه المنطقة الساقطة أمنيا ، والتي تمارس فيها كل أنواع الرذيلة من ادارة أوكار للزنا والخمارات والقمار، بل وأعاد ' البنغال ' في ولايتهم الرق ، حيث يباع الانسان هناك ويشترى بين العصابات المسيطرة ، بل أن الأمر وصل بهم إلى حد إقامة السجون ومراكز للتعذيب ؟!
يارئيس الحكومة : أين احترامك للدستور ، من مخالفتك لأحكامه ، عندما تعطل أعمال سلطة كاملة من أجل أن تسقط الحصانة عن نائب ، في قضية أنت طرف فيها ؟
يارئيس الحكومة : عن أي قانون تتحدث ، وتعليماتك' الصارمة ' لاتنطبق إلا على محاصرة سجين الرأي محمد عبدالقادر الجاسم ، الذي حرصت على تكبيل يديه ورجليه بالسرير الذي يرقد عليه في المستشفى لاجراء عملية قسطرة في قلبه ، وحرصت حتى على عدم السماح لأهله بزيارته ؟!
يارئيس الحكومة : أن النائب الفاضل الحربش احترم رغبة سمو الأمير فأزال الكراسي والشاشات الموضوعة في حديقة منزله واعلن فض الندوة ، ولكنك انت من لم يحترم رغبة سمو الأمير ، ولم تكتف بذلك فتقولت عليه وافتريت !!
يارئيس الحكومة : كيف تقبل ، بأن تضرب قوات الشغب ، أهل الكويت ، باسم تطبيق القانون ، ومن خلال الافتراء على صاحب السمو الأمير ؟ ألا تعلم يا رئيس الحكومة ، أن قوات الشغب ، لم توضع إلا لصد المحاولات الانقلابية على النظام ، أو لحالات العصيان المسلح ، أو لمحاولات التمرد على النظام العام ؟ فهل وجدت أنت ووزرائك ماينبيء عن وجود محاولة انقلابية في ديوان الحربش ؟ أم هل وردت إليك معلومات تكشف عن وجود أسلحة بين حضور ندوة الحربش ؟!
يارئيس الحكومة : بئس فعلك وفعل حكومتك غير الرشيدة ، لقد شاهد العالم كله عبر قناة ' الجزيرة ' أكبر فضيحة ارتكبتها في الكويت ، فلقد كشفت للعالم بارادتك أنك أول رئيس حكومة تفتري على أميرها !!
يارئيس الحكومة : بصراحة ، لم تعد حكومتك مؤتمنة على رعاية شؤون الدولة ، التي من أولى أولوياتها ، حماية المواطنين ، والحفاظ على أرواحهم ، لاتعريضهم للخطر ، والإمعان في إذلالهم ، والدوس على كراماتهم ، كما فعلت وتفعل ..
تعليقات