حسن علي كرم يرى أن المقترح بقانون بحظر التعامل مع الكيان الصهيوني مضحك ومخجل ويتقاطع مع واقع العصر!

زاوية الكتاب

كتب 390 مشاهدات 0



 
تكبيل يد الدولة ...!!
كتب:حسن علي كرم
الغلو ليس عنونا للتيارات الاسلامية المتشددة. وانما فلول الاحزاب العلمانية والقومية، والعائشين في جلباب إعلام (الطيب الذكر) احمد سعيد ايضا عنوانهم الغلو والتشدد..

واذا كنا نفهم لماذا يتشدد الغلاة الاسلاميون ازاء المذاهب والاديان والعقائد المخالفة الا ان تشدد العلمانيين العرب من فلول الاحزاب البائدة ازاء الاخر غير مفهوم في عصر العولمة والانفتاح والتقارب بين الأمم، وفي عصر اصبحت فيه الاولويات للاقتصاد والانتاج المشترك على الاولويات الوطنية والقومية والقيم الثقافية الموروثة فانت تجلس في بيتك لكنك لست معزولا عن العالم وانما تعيش مع العالم بكل قيمه وثقافته وارهاصاته، ان العالم صغير وان العالم تجمعه اليوم المشتركات اكثر مما تفرقه الاختلافات، ففي زمن الاقتصاد المشترك والانتاج المشترك والاستثمار العابر للقارات يرفع فيه الانسان رايات الصداقة والسلام، واما العداوات والاختلافات والخصومات والثارات القديمة، فيفترض انها صارت من مخلفات الماضي التي تتناقض وروح العصر ومتطلبات العولمة.

على جدول اعمال مجلس الأمة الكويتي يوجد مقترح بقانون (يحظر التعامل مع الكيان الصهيوني) وحسب البيان الذي صدر عن اللجنة التشريعية في مجلس الأمة في اجتماعها الاخير ان اللجنة اقرت بالاجماع مقترح القانون..!!

هنا لا يهمنا من هو مقدم مقترح القانون، وانما الذي يهمنا هو موضوع القانون المقترح، والتوقيت الذي يقدم فيه ذلك المقترح. فأن يصدر من الكويت قانون ملزم يحظر التعامل مع (الكيان الصهيوني) هو تناقض وتصادم مضحك ومخجل مع الاوضاع الدائرة في المنطقة ويتقاطع مع واقع العصر، فاي حظر هذا الذي يقترحون بقانون في شأنه، واي كيان صهيوني هذا الذي يتحدثون عنه فالكيان الصهيوني هذا الذي لا يعجبكم وتريدون فرض قانون على الدولة لحظر التعامل معه، اصبح دولة واسمها دولة اسرائيل ومحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية الذي يمثل الفلسطينيين وهو صاحب القضية وهو المهموم بها لا يستخدم مصطلح (الكيان الصهيوني) وانما يستخدم مصطلح الدولة الاسرائيلية في كل خطبه وكل لقاءاته مع المسؤولين الاسرائيليين الذين اصبحت الخطوط مفتوحة بينهم، والكيان الصهيوني الذي لا يعجبكم وتريدون تكبيل يد الدولة الكويتية عن التعامل معه باتت راياته ترفرف في سماء غالبية العواصم العربية ولقاءات واجتماعات المسؤولين العرب مع الاسرائيليين لا تحتاج إلى شرح او دليل، ومن العجيب والتناقض ان يقترح قانون حظر التعامل مع اسرائيل في وقت تقترب فيه الاوضاع في المنطقة إلى نهاياتها.

لقد قلنا ونصر علـى قولنا ان مجلس الامة الكويتي يضم حفنة من السياسيين الهواة الذين يعيشون على الهامش السياسي والذين تبهرهم الشعارات والدعايات البراقة، ويسعون للشهرة والنجومية اكثر من سعيهم لمصلحة الدولة وتعظيم كيانها وتنمية قدراتها.

وبغض النظر عما ستؤول اليه لقاءات انابوليس القادمة لكن كل الدلائل تشير إلى اقتراب العالم نحو تسوية لاوضاع المنطقة وعلى الاخص المسألة الفلسطينية. وعليه، فماذا سيكون موقف الكويت في ظل هذا القانون الاكتع، هل تقف معزولة عن قطار التسوية لان هناك قانونا يكبلها، ام انها تكسر ذلك القانون وتصفع صاحبه على وجهه...؟!

ان الكويت دولة، ودستورها يحث على التقارب والمحبة والاخاء والسلام، وليست هيئة او جمعية دينية، والكويت الدولة لها مصالح، ومن حقها ان تتعامل مع الدول قاطبة حسبما تقتضيه مصالحها، بعيداً عن الايديولوجيات المخادعة والموروثات البالية...

لا تكبلوا يد الدولة، ولا تضعوا الكويت في صندوق فتعزلوها عن العالم، علينا ان نتعامل مع العالم كل العالم وفق مقتضيات العصر...
 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك