وليد الرجيب يرانا لسنا بحاجة إلى ويكيليكس كويتي، فكل دواويننا ويكيليكس، ونعرف بشكل يومي ولحظة بلحظة ما يدور بالخفاء ضدنا

زاوية الكتاب

كتب 706 مشاهدات 0



الراى
وليد الرجيب / أصبوحة / لا نحتاج إلى ويكيليكس كويتي
 
 وليد الرجيب 
 
الوثائق المسربة على موقع ويكيليكس، هل هي فضائح للدولة الأميركية العظمى أم لأنظمتنا العربية؟ هذه الوثائق التي تعتبر أكبر تسريب عصري للمؤامرات الفجة ضد الإنسان في العالم وبالأخص ضد الإنسان العربي المسكين المخدوع بأنظمته التي طنطنت عبر عقود ورفعت عقيرتها بالتنديد بالسياسات الاسرائيلية - الأميركية، هذه الوثائق هي تعرية لقادة الثورات والانقلابات في عالمنا العربي.
دولة واحدة تتجسس على الكرة الأرضية وتلعب بمصير الشعوب وتنتهك استقلالية المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة، دولة واحدة في سبيل ربح شركاتها وكبار رأسمالييها ترتكب كل تلك الجرائم ثم نصفق لها في النهاية ونعلي من شأن دفاعها الكاذب عن الحرية والديموقراطية.
هل ستغير هذه الفضيحة الشائنة وجه العالم والتاريخ البشري؟ بالتأكيد لا، لكن سيلاحق مسرب الوثائق ولن تحاسب الممارسات اللاإنسانية للسياسة الأميركية، وسيتداعى قادة الدول صاحبة الفضيحة لإدانة الوثائق وتكذيبها وسيستمرون في غيهم ضد شعوبهم.
هل كنا نحتاج إلى ويكيليكس حتى نعرف هذه الأمور؟ ألم يقل توني بلير زعيم ثاني أكبر دولة (متمدنة) في مذكراته، أنه وجورج بوش قد خططا في العام 2001 لتدمير الدولة السورية؟ وفي المقابل ألم تفضح هذه الوثائق القادة العرب الذين يظهرون ما لا يبطنون؟ والضحية نحن الشعوب المخدوعة والمغلوبة على أمرها، هل ستسكت الدعوات ضد الاستكبار والشيطان الأكبر؟
لن نتحدث أكثر عن الوثائق التي ستظهر في المستقبل، وتكشف أعظم مما ظهر وكشف وتعرى، بل سنتحدث عن انتهاكات حكوماتنا السافرة ودون وثائق سرية ضد شعوبنا، ففي دولنا العربية لا نحتاج إلى وثائق سرية لنعرف حجم خطيئة حكوماتنا.
فإن يتم تزوير انتخابات برلمانية تحت أضواء كاميرات التلفزيون فذلك رفع للحياء وطعن سافر للمصداقية وإن ترفع شعارات ضد الامبريالية والصهيونية في العلن ثم تقبل يدا أميركا واسرائيل وراء الكواليس فتلك خيانة للتاريخ وإن يحاكم ويسجن صاحب الرأي ويتساوى في ذلك المواطن العادي ونائب البرلمان ويترك الفاسد وسارق المال العام فذلك استهانة بالشعوب وبمصيرها.
في الكويت لسنا بحاجة إلى ويكيليكس كويتي، فكل الدواوين ويكيليكس، ونعرف بشكل يومي ولحظة بلحظة ما يدور بالخفاء ضدنا.
وفي ظني أنه لو ظهرت وثائق تثبت بشكل جلي خيانة أنظمتنا لقضايانا العربية، فستتغير قيم القومية ونظرة الأمة العربية لأبطالها القوميين والإسلاميين.


وليد الرجيب

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك