في مقابلة مع 'الجذور' السورية
محليات وبرلمانالخرافي: لم الشمل العربي لا يزال بطيئا ويحتاج لإجراءات تنفيذية
ديسمبر 1, 2010, 3:33 م 492 مشاهدات 0
اعتبر رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم محمد الخرافي التوجه الى لم الشمل العربي لايزال بطيئا ويحتاج الى اجراءات تنفيذية فاعلة مشيدا بالدور الايجابي الذي بذله حضرة صاحب السمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لتنقية الاجواء (العربية – العربية) خلال القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت في يناير عام 2009.
وقال الخرافي في حديث مع برنامج (الجذور) الذي سيبثه التلفزيون السوري في وقت لاحق الليلة ان استضافة الكويت للقمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية تعتبر بحد ذاتها خطوة ايجابية تسجل لحضرة صاحب السمو امير البلاد لربط المصالح (العربية – العربية) مع بعضها البعض ودعم التوجه الى لم الشمل العربي من خلال التواصل الثنائي والثلاثي والرباعي بين الدول العربية.
واشار الى ان ثمار هذه القمة الايجابية اتت نتيجة حكمة القادة العرب وحرصهم على انجاح قرارات القمة الاقتصادية التي كانت لها ردود فعل ايجابية لاسيما فيما يتعلق بالحدث الابرز الا وهو موضوع المصالحة (العربية – العربية) وبالاجراءات التنفيذية لانشاء صناديق تدعم الاوضاع الاقتصادية في البلدان العربية.
واوضح ان منطقة الشرق الاوسط مرت بمرحلة حرجة جدا خلال فترة الغزو العراقي لدولة الكويت الذي اخر عجلة التنمية والتطور عشرات السنين 'وجعلنا كأننا نبدأ من جديد في علاقتنا العربية – العربية والبحث عن كيفية لم الشمل'.
واكد الخرافي ان ' الفترة الماضية التي مررنا بها كانت مرحلة صعبة والغزو الصدامي لم يستفد منه الا العدو المشترك (اسرائيل) وقد احدث شرخا في العلاقات العربية استفادت منه اسرائيل لتزيد من عربدتها في تجاهل القرارات الدولية '.
واعاد الى الاذهان الموقف 'الشجاع' الذي اتخذه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد لتحرير دولة الكويت اضافة الى مواقف الرئيس المصري حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز ال سعود.
وقال ان 'هذه المواقف تساعد في التنسيق لتفعيل العمل العربي المشترك لتنمية العلاقات العربية – العربية واستغلال العلاقات الطيبة بيننا كشعوب' معربا عن سعادته للزيارات المتبادلة التي يقوم بها المسؤولون الكويتيون والسوريون وبخاصة الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس السوري بشار الاسد للكويت للمشاركة في احتفالات عيدي الاستقلال والتحرير.
واعرب الخرافي عن ثقته بان مثل هذه الزيارات والعلاقات المميزة يساعد الى حد بعيد في تعزيز العلاقات بين الدول العربية وربط مصالح شعوبها المشتركة من خلال تفعيل العمل العربي المشترك.
وعن دور البرلمانات في لم الشمل العربي قال رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي خلال المقابلة التلفزيونية ان ' دور البرلمانات هو محلي اكثر مما هو عربي او دولي وهي تركز في عملها على النواحي المحلية شأنها في ذلك شأن كل البرلمانات الدولية ولكن هذا لا يعفيها عن القيام بدور ايجابي في هذا المجال'.
واكد ان 'المسؤولية تقع على عاتق القيادات العربية التي نأمل في ان تعمل على لم الشمل العربي بخطى متسارعة خدمة لمصالح دولها وشعوبها'.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت اثار الغزو العراقي لدولة الكويت موجودة حتى هذه اللحظة اكد الخرافي ان الكويت من الدول التي تسعى دائما الى تحقيق الامن والاستقرار في العراق لان في ذلك مصلحة لها ولدول الجوار وللدول العربية كافة.
وعن العلاقات الثنائية بين البلدين اشاد الخرافي بعمق العلاقات المميزة التي تربط الكويت وسوريا منذ زمن بعيد وبالعلاقة الشخصية التي كانت تجمع بين القائدين الراحلين امير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح والرئيس السوري حافظ الاسد والتي استمرت بين القيادتين الحاليتين في جو تسوده المحبة والاحترام المتبادل.
وقال ان هذه العلاقة المميزة ساعدت في دفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وانشاء اللجان الاقتصادية والتجارية التي ربطت مصالحهما المشتركة خدمة للعمل العربي المشترك معربا عن الامل في ان تشهد الفترة المقبلة المزيد من التعاون العربي والابتعاد عن ردود الفعل السلبية في العلاقة العربية – العربية.
ودعا الخرافي الدول العربية الى اهمية ابراز ما هو متفقة عليه والمساهمة في دفع عجلة التبادل الاقتصادي والتجاري فيما بينها.
وعن مباحثاته مع الرئيس السوري بشار الاسد على هامش اجتماعات الجمعية البرلمانية الاسيوية وصف الخرافي لقاءه مع الرئيس الاسد بانه كان 'ايجابيا' وتناول العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين والزيارة المرتقبة للرئيس الاسد الى دولة الكويت وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة العلاقات العربية – العربية والقضية الفلسطينية حيث اكد الرئيس الاسد حرصه على لم الشمل العربي.
وقال انه نقل للرئيس الاسد تحيات حضرة صاحب السمو امير البلاد وتمنياته لسوريا قيادة وحكومة وشعبا بمزيد من التقدم والازدهار اضافة الى التأكيد على اهمية العلاقة الثنائية التي تتطور يوما بعد يوم بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
وعن القضية الفلسطينية وصف الخرافي الوضع الفلسطيني بانه 'محبط' وقال 'نحن نؤمن بهذه القضية ولا تجد احدا يختلف حول ضرورة اقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف'.
ودعا في هذا الاطار الفصائل الفلسطينية الى اهمية الاستماع الى صوت العقل وتوحيد الكلمة والابتعاد عن الصراع الداخلي الذي يضعف قضيتهم في الخارج.
واكد الخرافي ان ما زاد الوضع سوءا وصعوبة هو الانقسام الفلسطيني متمنيا ان يتم انجاز المصالحة الفلسطينية باسرع وقت ممكن لخدمة القضية الفلسطينية معربا في هذا السياق عن تقديره البالغ للجهود التي تبذلها مصر والسعودية وسوريا والكويت لتوحيد الصف الفلسطيني.
وبسؤاله عن امكانية صمود الفلسطينيين في حال تم انجاز المصالحة الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية الواحدة في وجه التعنت الاسرائيلي قال الخرافي ان ' اسرائيل تعيش بين الدول العربية وليست بين الدول الاوروبية وهي بحاجة الى الشعور بالامن والامان واذا كانت تعتقد ان من يساندها سيدوم لها فهي مخطئة '.
واكد ان ' السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة هو الحل في النهاية واعتقد ان هناك اطرافا في اسرائيل تسعى الى تحقيق السلام بخلاف توجهات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو المتشدد والمتعجرف'.
وقال ان الضغوط الدولية سواء كانت من اوروبا او الدول الصغيرة الاسيوية والافريقية هي الحل لثني اسرائيل عن ممارساتها التعسفية بحق الشعب الفلسطيني واجبارها على الانصياع لقرارات الشرعية والمجتمع الدولي.
واوضح في رده على سؤال ان 'مشكلة الشرق الاوسط معقدة بسبب كثرة الطباخين ولا يمكن ان يكون هناك استقرار في المنطقة في ظل غياب العدالة وتغليب المصالح الانتخابية'.
وقال ان غياب السلام في المنطقة لن يؤدى الى تحقيق اي نتيجة لحل مشاكل الشرق الاوسط مؤكدا رفضه للحلول الاستسلامية وتوقيع اتفاقيات فقط للامور الانتخابية.
واعتبر رئيس مجلس الامة الاستفتاء الشعبي الذي تجريه اسرائيل بشأن عودة الجولان السوري المحتل الى سوريا ام لا بانه 'أمر يثير السخرية فاسرائيل عندما اعادت سيناء لم تجر استفتاء شعبيا'.
وحول سبب انشاء البرلمان الاسيوي قال الخرافي ان عمل الاتحاد البرلماني الاسيوي بدأ في بنغلاديش عام 1999 بهدف تعزيز التعاون العربي مع دول القارة الاسيوية والذي وصفه بانه 'ضعيف' ويحتاج الى التطوير.
واكد ان اجتماعات الجمعية البرلمانية الاسيوية ستساهم بالتأكيد في تعزيز وتطوير هذه العلاقات بما يخدم مصلحة شعوب الدول العربية والاسيوية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال ان اجتماع دمشق الذي اختتم امس جاء استكمالا لاجتماعات سابقة لتبادل وجهات النظر حول القضايا والهموم المشتركة وايجاد موقف عربي واسلامي واسيوي بشأنها.
وحول انجازات الاتحاد على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية قال الخرافي انه ليس لدى الاتحاد انجازات تذكر ولكن تأتي اهميته في توحيد الصف وتبادل وجهات النظر المختلفة للخروج بموقف موحد في المحافل الدولية على غرار الاتحاد الاوروبي.
ودعا في هذه الاطار الى اهمية تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين الدول العربية والاسيوية والافريقية لكي تكون لها كلمة قوية في الاتحاد البرلماني الدولي وللوقوف في وجه كل محاولات اضعاف وجود دول العالم الثالث واضعاف وجهة نظرها.
واكد اهمية اجتماعات الجمعية البرلمانية الاسيوية وما ناقشته من مواضيع مهمة متعددة معربا عن ارتياحه لانعقاد الاجتماعات في سوريا التي ساهمت مساهمة ايجابية في انجاح المؤتمر وفي التوصل الى نتائج وقرارات مهمة تخدم الدول الاسيوية وشعوبها.
ودعا الخرافي البرلمان الاسيوي الى ضرورة المساهمة في خلق بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية آمنة تستطيع فيها الشعوب العيش بسلام بعيدا عن الاستراتيجيات غير الواقعية وغير العملية.
واكد ان المجموعة الاسيوية بتعاونها من المجاميع الاخرى سيكون لها صوت مسموع وقوي للدفاع عن قضاياها المهمة وايصال صوت شعوبها لشعوب ودول العالم.
وعن ملف استخدام الاسلحة النووية في المنطقة وتهديدات الترسانة النووية الاسرائيلية المعترف بها من قبل اسرائيل نفسها اكد الخرافي ان ' الطاقة النووية مسموح باستخدامها للاغراض السلمية ويجب ان لا تحظر لان العالم المتطور يلجأ الى استعمالها '.
واعرب عن استغرابه من الضجة الاعلامية بشأن الملف النووي الايراني وقال ان 'ما يؤلمني كمواطن عربي ومسلم ان أرى المبالغة في التخوف من امتلاك ايران للطاقة النووية في مقابل عدم الحديث عن الترسانة النووية التي تمتلكها اسرائيل وكأن ليس لديها سلاحا نوويا'.
وعن الازمة المالية العالمية قال رئيس مجلس الامة الكويتي ان هذه الازمة لم تنتج من المنطقة ولكن أثرت بها بطريقة غير مباشرة معربا عن اسفه لتخلي الدول المسببة لهذه الازمة عن دول العالم الثالث والتفرغ لمعالجة مشاكلها التي سببتها لنفسها ولغيرها من الدول.
واعتبر الخرافي هذا الاجراء ظالما لاسيما في ظل ارتباط العالم باسعار العملات الصعبة وتأثره بما يحدث لها من اهتزازات داعيا تلك الدول الى الاخذ بعين الاعتبار المشاكل التي سببتها والعمل على معالجة مشاكلها والمشاكل التي سببتها لدول العالم الثالث.
واكد ان هذا لا يتم الا عبر الحوار المشترك بين الدول الكبرى ودول العالم الثالث لافتا الى ضرورة ابراز مثل هذه المشاكل في المحافل الدولية لايصالها الى مسامع من تسبب بها.
وعن معالجة الفقر قال رئيس مجلس الامة الكويتي ان الكويت على سبيل المثال دولة صغيرة ومع ذلك أوجدت بحدود الامكانات المتوفرة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي يساهم في دعم اكثر من 100 دولة صديقة وشقيقة وتمويل مشاريعها التنموية والحيوية بفوائد رمزية بسيطة.
واضاف ان ' من واجب الدول الكبرى ان تساهم مساهمة فعالة لمساعدة دول العالم الثالث على غرار مساهمات الكويت في المشاريع التنموية لان ذلك يحقق مردودا ايجابيا كبيرا للدول ولشعوبها ' مشيرا الى ان من شروط الصندوق الكويتي للتنمية هو المساهمة فقط في المشاريع التنموية.
واعرب الخرافي عن الامل في ان تساهم الدول الكبرى في دفع عجلة التنمية في دول العالم الثالث وبخاصة في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد مؤكدا حاجة دول العالم الثالث الى مثل هذه المساهمات في ظل ما تمر به من ظروف صعبة.
وحذر من ان التأخر في معالجة مشاكل الفقر في دول العالم الثالث سيتسبب في وقوع كوارث خطيرة وتردى الاوضاع وهو ما قد يولد الارهاب بكافة أشكاله وأنواعه وكذلك استغلال هذه الاوضاع السيئة من قبل فئات معينة لتحقيق اهداف سياسية.
تعليقات