استباقا لتداعيات وثائق ويكيليكس

محليات وبرلمان

السفيرة الأمريكية توزع مقالا على الصحافة تشرح موقف بلادها منها

4342 مشاهدات 0


وزعت السفارة الأمريكية اليوم مقالا للسفير الأمريكية ديبرا جونز تبين فيه موقف بلادها من نشر وثائق حكومية رسمية لحكومة بلادها ووزارة خارجيته، وقد حصلت على نسخة من المقال كما هو أدناه:

مقال بقلم سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى دولة الكويت

السفيرة/ ديبورا جونز

لقد وضع الرئيس أوباما ووزيرة خارجيتة هيلاري رودهام كلينتون ضمن قائمة أولوياتهم إعادة تنشيط علاقات أمريكا مع جميع الدول في أرجاء العالم. ودأبا على بذل أقصى الجهود لتقوية الشراكات القائمة والعمل على بناء شركات جديدة لمواجهة التحديات المشتركة، ابتداء من تغير المناخ مروراً على القضاء على خطر الأسلحة النووية ووصولاً إلى مكافحة الأمراض والفقر.

 

وبصفتي سفيرة للولايات المتحدة لدى دولة الكويت، فإنني أفتخر بأن أكون جزءاً من هذه الجهود. فالولايات المتحدة ودولة الكويت تتمتعان بشراكة قوية وراسخة تقوم على الثقة المتبادلة والقيم المشتركة. وعلى مدار ربع قرن تقريباً، كانت لنا رؤى مشتركة حول الأمن والسلام الإقليميين، تدعم تلك الرؤى إخلاصنا المشترك للقيم الديمقراطية وتحقيق الازدهار الاقتصادي. فنحن على دراية بطبيعة الحياة الديمقراطية المفعمة في الكويت والتي قد تتحول في بعض الأحيان إلى حراكاً صاخباً، كما أن علاقاتنا التجارية وكذلك علاقاتنا في مجال الطاقة مستقرة،  فهي علاقات متبادلة، قديمة وتعود بالنفع على كلا الدولتين.

 

ولقد تشرفت بالعمل على تقوية وتوسيع صداقاتنا وتحالفاتنا، كما أنني ممتنة للمساندة الرائعة التي لمستها من جانب الحكومة الكويتية والشعب الكويتي.

 

وبطبيعة الحال، فإن العلاقات المتينة قد تتعرض بين الحين والآخر لفترات من الازدهار وأخرى من الهبوط. وهذا ما حدث في الأيام القليلة الماضية عند زعم البعض أن هناك وثائق تم تنزيلها من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بوزارة الدفاع الأمريكية وأصبحت موضوعاً تتناوله تقارير وسائل الإعلام. وعلى ما يبدو فإن تلك الوثائق تحتوي على تقييمات دبلوماسيينا للسياسات، والمفاوضات، وللزعماء في دول بجميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تقارير عن حوارات سرية مع أشخاص من داخل أو خارج حكومات دول أخرى.

 

وإنني لا أستطيع أن أجزم بمدى صحة أي من تلك الوثائق. ولكنني أستطيع القول أن الولايات المتحدة تأسف بشدة للكشف عن أي من تلك المعلومات التي كان المفروض أن تكون سرية. ونندد بذلك. فالدبلوماسيون يجب أن يشاركوا في مناقشات صريحة مع زملائهم، ويجب أن يطمئنوا إلى أن تلك المناقشات ستبقى مناقشات خاصة وغير علنية. فالحوار الصريح – داخل كل حكومة من الحكومات وفيما بينها- هو جزء من اتفاقنا الأساسي حول العلاقات الدولية؛ وإننا لا نستطيع الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار الدولي بدون ذلك. وإنني متأكدة من أن سفراء الكويت لدى الولايات المتحدة سيقولون الشيء نفسه. وهم أيضا يعتمدون على مدى قدرتهم لتبادل الآراء الصريحة مع نظرائهم في واشنطن وأن يبعثوا لدولهم بتقييماتهم عن زعماء أمريكا وسياساتها وأفعالها.

 

وانطلاقاً من المقولة القائلة أن “صديقك من صدقك' ، فإننا نثمن كثيرا محادثاتنا مع أصدقائنا وحلفائنا . وعلى عكس ما قد يتوقعه أو يراه البعض فإن الولايات المتحدة لا تتكلم من منطلق ادعاء الكمال ، فنحن ندرك تماما عيوبنا بل ونعمل على معالجتها، وفي كثير من الأحيان نوجه الكثيرمن الانتقاد الشديد لأنفسنا. إلا أننا نحترم ونرحب بل ونحتفي بالمناقشات المنفتحة التي تأخذ مكانا في ثقافة الديوانية الكويتية  وكذلك التبادل المعلوماتي الحر نسبيا في الكويت. إننا نحترم ونؤمن بشدة بضرورة السرية في محادثاتنا الرسمية، وعلى وجه الخصوص المواضيع الحساسة  المتداولة منها. ويعد هذا من التحديات العظيمة في ظل بيئة عالمية يزداد فيها التواصل وتغلب عليها الشفافية في بعض الأحيان.

 

وفي اعتقادي أن أصحاب النوايا الحسنة يدركون أن التقارير الدبلوماسية الداخلية لا تمثل السياسة الخارجية الرسمية للحكومة. وهذه التقارير في الولايات المتحدة، هي عنصر من عناصر عديدة تشكل سياساتنا، التي يحددها الرئيس ووزير الخارجية في نهاية المطاف. وتلك السياسات موضوع تحتويه السجلات العامة، وموضوع لآلاف الصفحات من الخطب والبيانات والأوراق والوثائق الأخرى التي تجعلها وزارة الخارجية متاحة مجانا على شبكة الإنترنت وفي مواقع أخرى.

 

لكن العلاقات بين الحكومات ليست الموضوع الوحيد المثير للقلق. فالدبلوماسيون الأميركيون يلتقون مع العاملين على المستوى المحلي في مجال حقوق الإنسان، والصحفيين، ورجال الدين، وأشخاص آخرين من خارج الحكومة الذين يقدمون آراءهم ووجهات نظرهم الخاصة بصراحة. وهذه الحوارات تعتمد على الثقة والسرية أيضا.

 

وأصحاب موقع ويكيليكس الإلكتروني يدعون أنهم يمتلكون حوالي 250 ألف وثيقة سرية، نشروا العديد منها في وسائل الإعلام. وأياً كانت الدوافع وراء نشر تلك الوثائق، فمن الواضح أنه يمثل تهديدا وخطرا على أشخاص حقيقتين، وفي أغلب الأحيان على أشخاص معينين ممن كرسوا حياتهم من أجل حماية الآخرين. فقد يؤدي عمل قُصد به استفزاز القوي إلى إيقاع الضعفاء في الخطر. إننا ندعم، ولدينا الرغبة في إجراء حوارات حقيقية حول الأسئلة الملحة المتعلقة بالسياسة العامة. لكن نشر الوثائق باستخفاف وبدون تبصّر بالعواقب ليس هو الوسيلة الصحيحة لبدء هذا الحوار.

 

ومن جانبنا، فإن حكومة الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على أمن اتصالاتنا الدبلوماسية، وهي بصدد اتخاذ خطوات لضمان أن تظل محتفظة بسريتها. وإننا نتحرك بكل قوة من أجل التأكد من أن تلك الخروقات لن تتكرر مرة أخرى. إننا نتطلع دوماً إلى إبقاء الكويت واحدة من أصدقائنا وحلفائنا وشركائنا الرئيسيين، وواحدة من أبرز محاورينا الأساسيين في القضايا الإقليمية ، كما ننظر للكويت كبلد تهمنا مشورتها للمساهمة بإيجابية في  جهودنا الرامية إلى تنمية الحلول الإقليمية لمشاكل المنطقة. وإننا لا نقبل بأقل من ذلك العلاقة المتميزة. وستقوم السفارة بالتواصل عن كثب مع شركائنا في وزارة الخارجية في الكويت لضمان أننا سنواصل التركيز على القضايا والمهام التي بين أيدينا. وأن الرئيس أوباما، ووزيرة الخارجية كلينتون، وأنا شخصيا سنظل على التزامنا بأن نبقى شركاء يمكن الوثوق فيهم، فيما نسعى من أجل بناء عالم أفضل وأكثر ازدهارا للجميع.    

الآن-محليات

تعليقات

اكتب تعليقك