فؤاد الهاشم يروى ذكرياته مع غانم الصالح وينعيه ، يختتمها بأحاديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ورقائق عن ابن تيمية

.. لن يموت حتى لو.. مات!!

 
كتب فؤاد الهاشم
 
 

 
.. أربعون يوما مرت على وفاة المرحوم – باذنه تعالى – الفنان القدير «غانم الصالح» الذي امتع جمهورا عريضا – على امتداد الوطن العربي – طيلة نصف قرن، وجعله يتذوق طعم الفن الجميل والبسمة الرائعة والضحكة الصادقة! الراحل «بوصلاح» كان صديقا عزيزا، وقد التقيت به – للمرة الاولى – في القاهرة منتصف السبعينيات، فهو من عشاقها وانا – ايضا – اكثر منه عشقا لها، رجل متفائل على الدوام حتى ولو كان في دوامة مشكلة عويصة يحتاس فيها عدة.. رجال! اطلقت عليه احدى الصحف المصرية العريقة – ذات يوم – لقب «صلاح منصور – الكويت»، ابلغني بذلك هاتفيا وكان سعيدا بهذه التسمية وهذا اللقب على اعتبار ان الفنان الكبير «صلاح منصور» من عمالقة الفن المصري الذي ابتدأ مشواره في هذا الحقل منذ الاربعينيات، وادواره تركت علامات فارقة في السينما المصرية ولعل اشهر اعماله فيلم «الزوجة الثانية» مع الراحلة «سعاد حسني»!! اخر مرة قابلت فيها المرحوم «غانم الصالح» كانت اثناء وقوفي امام باب قاعة «الراية» في منطقة شرق أنتظر ان يأتوا لي بسيارتي بعد ان حضرت «غبقة رمضانية» اقامها وزير الاعلام قبل ثلاث سنوات - لم اعد أتذكر أسماء من تقلدوا هذه الحقيبة الوزارية او غيرهم، من كثرتهم - فيما شاهدت«بوصلاح» فتبادلنا حديثا قصيرا وعابرا، وقبل ان اتركه لأركب سيارتي التي وصلت، لوح لي بيده وقال – وهو يشير الى السيجار الكوبي في يدي - «اتركه يولي لا يقضي عليك»، فلما قلت له.. و«أنت بعد»، وكنت اعرف عشقه للتدخين، فضحك ضحكة عالية ومسح بأصابعه على فمه دلالة على تركه.. للسيجارة! كلنا يذكر دوره الضاحك والمشوق في بدايات ارسال تلفزيون الكويت عبر مسلسل «محكمة الفريج» حين أدى شخصية الرجل البدوي الذي جاء ليطلق زوجته، وكيف رسخ اداؤه هذا في اذهان الكبار والصغار – في ذلك الزمن القديم والجميل – ثم.. لتتوالى ادواره المتعددة طيلة نصف قرن بين الكوميديا والتراجيديا والدراما والميلودراما، وبين التلفزيون والمسرح، كتب الفنان الراحل «غانم الصالح» بجهده وعرقه وصحته اجمل الشخصيات التي اسعدتنا وامتعت اجيالا.. معنا!! «غانم الصالح» لن يموت حتى لو.. مات، لانه سيبقى في ذاكرة الناس والفن والذين سيموتون وينساهم الجميع هم الذين تجاهلوا تكريمه حيا أو.. ميتا!! رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته!
???
.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. «اذا دخل اهل الجنة يقول الله تعالى: تريدون شيئا.. ازيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما اعطوا شيئا أحب اليهم من النظر إلى ربهم». رواه مسلم. جعلنا الله – واياكم – من اهل الجنة الذين يكشف لهم الباري عز وجل عن ذاته ويتجلى لهم.
???
.. وايضا، سئل شيخ الإسلام «ابن تيمية» عن الفارق بين الصبر الجميل والصفح الجميل والهجر الجميل، فأجاب – رحمه الله - الهجر الجميل هو هجر بلا اذى، والصفح الجميل هو صفح بلا عتاب، والصبر الجميل هو صبر بلا.. شكوى! كلام جميل، «وصح لسانك يا بن تيمية»، ومنا الى الذين لا يعرفون الصبر ولا الصفح ولا الهجر.. الجميل!
???
.. وايضا، قال.. «ابن مسعود» - رضي الله عنه – «ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه، نقص فيه اجلي ولم يزد فيه.. عملي»!
???
.. آخر.. خبر طريف:
.. بثت «كونا» - قبل ايام – الخبر التالي.. «وزارة الاشغال تعلن بدء تنفيذ مشروع تطوير طريق الجهراء.. الاكبر من نوعه في.. المنطقة»!! سؤال لغوي فقط وهو.. «ما هو المقصود – بالاكبر من نوعه في المنطقة – هل المقصود.. المنطقة الحرة قرب الموانئ، أم المقصود منطقة محافظة الجهراء، أم المنطقة.. في ايران والعراق والسعودية، أم.. الشرق الأوسط.. برمته»؟! اتمنى ان يشرح لي – ولكل الناس – من له علم في وزارة الاشغال ليتضح الخيط الاسود من الخيط.. الابيض!
???
.. إلى معالي وزير البلدية الاخ الدكتور «فاضل صفر»:
.. ما حكاية القسائم – السكنية والاستثمارية – في منطقة «سلوى» و«الجابرية» وغيرهما التي تحولت الى.. ملاعب كرة قدم «قطاع خاص»، وتؤجر بالساعة واليوم؟! وهل هي حيلة لهروب اصحابها من القانون (8 و9)؟! زائد ان هناك مجمعا – قيد الانشاء – في الجابرية لـ«المطاعم والمقاهي» - كما تقول اللوحة الارشادية المعلقة امام مدخله – في منطقة ذات نشاط استثماري وليس.. تجارياً؟! نرجو المتابعة مع خالص الشكر والتقدير؟!

فؤاد الهاشم