الدعيج يرى نفسه مُعرضا للسجن كما الجاسم، ويراه أخف وطأة من دفع مبالغ باهظة لاستبدال العقوبة!
زاوية الكتابكتب نوفمبر 24, 2010, 1:01 ص 1492 مشاهدات 0
القبس
لأ... اسجنوني
كتب عبداللطيف الدعيج :
مع صدور الحكم بحبس الزميل محمد عبدالقادر الجاسم على خلفية انتقاده لرئيس مجلس الوزراء، تصاعدت وسوف تتصاعد بالتأكيد دعوات إلغاء عقوبة السجن. كأحد كتاب الرأي، وبالذات كوني من الكتاب المخالفين للاتجاه العام او المتمردين على الثوابت والتقاليد والمعارض ايضا لسياسات الحكومة والسيد رئيس مجلس الوزراء، فإني اجد نفسي مثل الزميل الجاسم معرضاً للسجن. لكني اعتقد ان السجن بالنسبة لي اخف وطأة من دفع المبالغ الباهظة التي يطالب البعض باستبدال عقوبة السجن بها. كما انه في النهاية سيتم سجن من لا يقدر على الدفع.
ليس موقفا ديموقراطيا اصيلا هذا الذي يتبجح بمعارضة عقوبة السجن، بينما يلتزم الصمت تجاه هذا التضييق الفاضح والواضح على الحريات بوجه عام وحرية التعبير بشكل خاص. ان المطالبة بإلغاء عقوبة السجن هي امنية القوى الرجعية التي طرحت هي نفسها تغليظ العقوبات المالية مقابل الغاء عقوبة السجن. بل ان البعض منها تمادى واقترح الغاء عقوبة السجن مع الاحتفاظ بها ضد جرائم المادة 19 من قانون المطبوعات السخيف، والمادة 19 هي الخاصة بحفظ ثوابت وتراث البعض. هنا تصبح المناداة بالغاء عقوبة السجن، وبالذات مع تغليظ العقوبات ماليا، وهو امر طرحه بعض ديموقراطيينا عند حبس خالد الفضالة مع الاسف، هنا تصبح المطالبة بالغاء عقوبة السجن مع الاحتفاظ بالتقييد الرجعي لحرية الرأي والتعبير انضواء تحت لواء التخلف ومساندة مكشوفة لاملاء رجعية وتشدد وهرطقات البعض على كل الكويتيين. بل تصبح تثبيتا «لبراليا» لقانون اتجاهات التخلف المعروف بقانون المطبوعات او قانون المرئي والمسموع.
ان الاصل في النظام الديموقراطي هو كفالة حق الرأي والتعبير وضمانته. واذا كان النقد او التعبير عن خلجات النفس هو في هذه الحدود، اي حدود التعبير عن الشعور او الرأي السياسي، فإنه حق مكفول مهما قسا ومهما امتعض منه او عفّ عنه البعض، لانه من الصعب توجيه نقد سياسي ودقيق دون الحط من شأن صاحبه او على الاقل التعريض به. احد السلفيين كسب الجولة ضدي قضائيا لانني وصفت طرحه بــ «المتخلف»، ومحكمة الدرجة الاولى اعتبرت ذلك شتيمة وحكمت له. الاخ يصرح ليلا ونهارا بانه يريد ارجاعنا الى الوراء واقتفاء اثر السلف الصالح.. اذاً ما هي المشكلة بوصفه بــ «ماورائي.. او رجعي، او متخلف»؟ بالمناسبة سهل جدا على امثاله ان يصف امثالي بالفسقة والمنحلين.. فهذه ليست شتيمة بل وعظ ديني..!
ان التعبير عن خلجات النفس او ابداء الرأي في اي مسألة سياسية حق خالص للمواطن الكويتي، وليس من المفروض تقييده او الانتقاص منه خدمة لثوابت المتخلفين والرجعيين السلفيين على اختلاف مشاربهم.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات