إياكم واليأس من حصة التنمية ..د. وائل الحساوي يطمئنكم

زاوية الكتاب

كتب 660 مشاهدات 0


الراى

د. وائل الحساوي / نسمات / إياكم واليأس من حصة التنمية
 

 
 
يحكى أن أخوين جمعا مبلغاً كبيراً من المال ليشيدا به بيتهما ووضعاه في خزانة ثم اختلفا على أي المفتاحين يفتح الخزانة، وتفاقم الخلاف بينهما الى أن أصبح حديث المدينة، وتوقف البناء وفشلت الخطط.
هذه هي قصتنا مع خطة التنمية التي ضاعت بسبب خلافنا حول كيفية جمع الأموال لتنفيذها، ومر عام كامل من الأعوام الخمسة ومازال ربعنا يتناقشون: البيضة أم الدجاجة؟!
ولو فرضنا جدلاً بأن الفريقين المختلفين قد يصلان الى حل ينقذ ماء الوجه في كيفية تحصيل أموال خطة التنمية: من البنوك المحلية أم من الشركات التي سيتم إنشاؤها عن طريق الحكومة لتتولى تمويل الخطة؟! لو افترضنا انتهاء ذلك الخلاف الأسطوري، فهل تعلم عزيزي القارئ أن هذه لا تتعدى نقطة واحدة في تنفيذ الخطة، وأن الخطة تتطلب أموراً كثيرة أصعب بكثير من ذلك؟!
تنص خطة التنمية على أمور مهمة منها:
أولاً: زيادة الناتج المحلي الاجمالي ورفع معدلات النمو الاقتصادي غير النفطي بما يحقق زيادة دخل الفرد.
ثانياً: تقليص هيمنة القطاع العام تدريجياً وزيادة مساهمة القطاع الخاص.
ثالثاً: استعادة الدور الريادي الإقليمي لدولة الكويت كمركز مالي وتجاري.
رابعاً: دعم التنمية البشرية والمجتمعية عن طريق تطوير السياسات السكانية لدعم التنمية وإحداث نقلة نوعية في تركيبة سوق العمل المحلي وتطوير وتأهيل وتدريب قوة العمل الوطنية.
خامساً: الإدارة الحكومية الفعالة.
لم يكن كل ذلك من تأليفي ولكن مما تنص عليه خطة التنمية، ولنا أن نسأل إن كان شيء من ذلك قد تم تنفيذه أو البدء به؟
ولتحقيق المطلوب لابد من إقرار عشرات التشريعات منها شراكة القطاعين العام والخاص، وحماية المنافسة وحماية المستهلك وقانون الشركات التجارية، وقانون ضريبة الدخل الشامل، وقانون المشروعات الصغيرة، وقانون أملاك الدولة، وتعديل قانون المرافعات المدنية والتجارية وغيرها الكثير.
إذا فيجب عدم المبالغة في طمأنة المواطنين وجعلهم متعلقين بآمال كبيرة قد لا يجد معظمها النور، ويجب أن نعترف بأن لدينا حكومة ضعيفة غير فاعلة ومجلس أمة فاقدا للأولويات، وسنشهد حتى نهاية الدورة الحالية العديد من الاستجوابات التي ستستغرق وقت وجهد الحكومة والمجلس، ثم سنشهد تغييراً حكومياً كبيراً، ثم وقتاً لكي يأخذ الوزراء الجدد دورهم، ثم عطلة أربعة أشهر، هذا إن لم يتم حل المجلس قبلها.
ومع كل ذلك فنحن لا نزال متفائلين بخطة التنمية.


د. وائل الحساوي

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك