النشوان: تقرير الخارجية الأمريكية تدخل بشكل سافر بالشؤون الداخلية

محليات وبرلمان

1418 مشاهدات 0

فايز النشوان

أصدرت الجمعية الكويتية لمناهضة التمييز بيانا لها على لسان رئيس مجلس الإدارة السيد فايز النشوان جاء فيه مايلي:-
 
تابعت الجمعية الكويتية لمناهضة التمييز تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن حرية الأديان ، ولقد لفت انتباهنا جملة من المغالطات والتدليس على الواقع الإجتماعي وحرية الأديان في دولة الكويت ، ففي حين إن الجمعية تعتقد بأن هذا البيان هو تدخلا سافرا في الشئون الداخلية لدولة ذات سيادة وهو بلا شك أمر مخالف للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة التي أكدت على ضرورة عدم تدخل الدول في الشئون الداخلية للدول الأخرى ، إلا ان الجمعية ترغب بشدة بالرد على ماذكر في ذلك التقرير سيما المتعلق بدولة الكويت .
 
حيث بين التقرير بأن الحكومة الكويتية وضعت حدودا على ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين ولم يبين التقرير الكيفية التي تمت بها وضع هذه الحدود ولم يذكر شواهد توثيقية على ذلك ، وبالرغم لإفتقار هذا الإدعاء لأبجديات التوثيق المطلوب إلا اننا نؤكد بأن الكويت بلد يدعم حرية ممارسة الشعائر الدينية بل ويكفل ذلك الدستور الكويتي وفق المادة 35 التي بينت بأن حرية الإعتقاد مكفولة وتحمي الدولة القيام بشعائر الأديان وقبل ذلك فإن الدين الإسلامي الحنيف أكد على التسامح بين الأديان ، وقد جبل أهل الكويت منذ فترة ماقبل النفط على قبول الديانات الأخرى كاليهودية والنصرانية وغيرها وكانوا ومازالوا يعيشون متمتعين بحرية كاملة لممارسة شعائرهم دون وجود أي تضييق يذكر طالما إن تلك الممارسة لا تخالف الأداب العامة .
 
وقد بين التقرير بأن المواطنين الشيعة العاملين في الحرس الوطني لا يحصلون على فرص متساوية لتقلد المناصب القيادية ، وهذا الأمر في التقرير يعطيه عيبا واضحا ويبين مدى فقدانه للموضوعية التي يجب أن تتوافر في هكذا تقارير حقوقية ، فلو أراد التقرير تبيان فرص مذهب دون غيره لا يجب أن يختار التمايز على اختيار القيادات في الحرس الوطني وغيره فهي أمور تقنية تقدرها الإدارة العليا في اختيار القياديين الذين توضع قياسات فنية وليست مذهبية ولا عرقية ولا مناطقية في اختيارهم كقيادات عسكرية في جهاز أمني حساس من المهم اختيار الأكفأ وليس الأقرب لتولي القيادة به ، والمتعارف في هكذا تقارير حقوقية بأن يبين مدى ضآلة فرص طائفة دون غيرها في الألتحاق في وظيفة ما لكن هذا الأمر غير متوافر في دولة الكويت التي ينعدم فيها كليا التمايز المذهبي لطلب الوظائف بمختلفها سواء كانت المدنية أو العسكرية .
 
وأشار التقرير بأن مجموعة من أفراد الطائفة الشيعية عبروا عن استيائهم من قلة المساجد الشيعية في الكويت وتعثر استخراج التراخيص لبناء مساجد جديدة وترميم الموجود منها ، والرد على هذا الإفتراء بأن المساجد في الكويت للمسلمين جميعا لا تفرق بين سني وشيعي ، وهي مفتوحة لجميع أهل القبلة فلا يوجد شيء اسمه مسجد سني وآخر شيعي ، فالمذاهب الإسلامية وان اختلفت في الفروع لكنها تتفق في الأصول وأولها توحيد صلاة المسلمين في مسجد واحد ، فالتقرير لن يستطيع أن يؤكد حادثة واحدة لمنع سني من دخول أحد المجالس الحسينية وهم بالمئات أو منع دخول شيعي سواء كويتي أو مقيم لمسجد ما في جميع مناطق الكويت وهم باللآلاف .
 
والجمعية تعتقد بأن هذا التقرير قام بفرز المجتمع الكويتي فرزا طائفيا بغيضا لا يقبله المجتمع الكويتي على الإطلاق ، فالكويت بلد جبل أهله على التماسك والتعاضد ونبذ العنصرية والمذهبية ورفض أي محاولة لضرب إسفين في النسيج الإجتماعي الكويتي وهو بالضبط مايحاول التقرير فعله ، ولذلك فإن الجمعية تطالب وزارة الخارجية الكويتية بالقيام بإجراءات واضحة للرد على هذا التقرير الذي يمس الأمن الوطني ويحاول بشكل حثيث هز الكيان الإجتماعي في الدولة والقيام بمخاطبة وزارة الخارجية الأمريكية لرفض ماجاء بالتقرير والتحقق عمن كتبه وسهل وساهم في كتابته والتصرف بشيء يؤكد بأننا في بلد ذو سيادة ، وكذلك تطالب الجمعية وزارة الداخلية بأن تقوم بدورها في حماية الأمن الوطني من تبعات نشر أخبار كاذبة عن دولة الكويت .
 
 وتعبر الجمعية عن استيائها الكبير بعدم الموضوعية التي صيغ بها هذا التقرير الذي حاول قلب الحقائق متناسيا بشكل متعمد التمييز العنصري والإضطهاد الديني التي تمارسه سلطات الكيان الإسرائيلي التي تفننت في نسف كل ما أتت به الأديان السماوية وغيرها وفعلت مالم يفعله أحد ضد إخواننا في فلسطين حتى وصل الأمر لحرمانهم من الصلاة لنجد هذا التقرير يطأطأ رأسه أمامها ليلتفت إلى نشر أباطيل كاذبة وروايات خائبة ، وتطالب الجمعية بأن تترك مثل هذه التقارير الحقوقية للمؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية ذات المصداقية  .
 
        فايز سالم النشوان
 
       رئيس مجلس الإدارة
 
 الجمعية الكويتية لمناهضة التمييز

الآن

تعليقات

اكتب تعليقك