بعدما يؤكد أنها مفترى عليها من داخلها وخارجها .. سعود الحربي : لا يجب أن نجعل من القبيلة كياناً سياسياً أو أيديولوجياً على حساب الوطن

زاوية الكتاب

كتب 585 مشاهدات 0



ديمة قلم
 
القبيلة المفترى عليها

كتب سعود هلال الحربي
 
2010/11/19    08:13 م

لا يجب أن نجعل منها كياناً سياسياً أو أيديولوجياً على حساب الوطن
 
في عام 2008 طلب مني مجموعة من الاخوان يمثلون قبيلة حرب المشاركة بمحاضرة ضمن الملتقى الأول للقبيلة، وافقت حينها شريطة ألا يتوقعوا مني ان أمجد القبيلة على حساب الوطن وألا أساعد على تكريس قيم العصبية، وهذا يرجع لأنني تربوي ولي فكري الخاص كما أنني رئيس فريق الحكوميين العرب للتربية على حقوق الانسان والأهم من ذلك كله الكويت ووحدتها الوطنية، وفي تلك المحاضرة أشرت الى ان القبيلة لها سياقها التاريخي الذي كان حماية للأفراد ولما تكونت التجمعات السياسية فمن غير المعقول والمقبول ان نتمسك بقيم العصبية ولابد ان يكون الانتماء والولاء للوطن قبل كل شيء.
الآن عندما أنظر للقبيلة (كل القبائل بالطبع) أجد أنها مفترى عليها من داخلها وخارجها على حد سواء، وداخلها أقصد ممن ينتسبون اليها لأن هناك من يحاول ان يعزز الانتماء لها على حساب الوطن ويساعد على تأجيج عصبية قبلية بغيضة علما بأننا نعيش في دولة مؤسسات ويفترض ان يكون هناك توسع في تنظيمات وفعالية المجتمع المدني حتى يتم استقطاب أكبر عدد من المواطنين، وهذا ما جعل من القبيلة مطية لكل من أراد الصعود، وحمل القبيلة أكبر من طاقتها وأخرجها من قيمتها الأساسية والتي تتمثل في كونها صلة رحم وعلاقات اجتماعية وتكافل، وهذا كله كان من باب التسييس وتشكيل الحشود واستغلال المشاعر.
المشكلة الداخلية الأخرى في القبيلة نظرة التعالي على الآخرين من باب ذرائع شتى كالأصل والمرجع وغيرها من جوانب العصبية متناسين ان التقوى أساس المفاضلة، ولا يمكن لأحد ان يزكي نفسه أو غيره على الله، الكل يعلم ان بعضا من قريش وهم سادات العرب كانوا كفارا ولا يساوون شيئا أمام ايمان بلال وسلمان وصهيب وابن مسعود.
ولو نظرنا للقبيلة من الخارج نجد ان هناك أيضا من افترى عليها، وأتذكر كاتبا كبيرا انتقد بعض من يحملون شهادات عليا وينتهي اسمهم بقبيلة وكأنها خطيئة كبرى متناسيا ان هناك من ينتسب لمنطقة أو قبيلة كالبخاري والأنباري والخزرجي ولم يضرهم ذلك بشيء، كذلك من صور الافتراء على القبيلة ربط كل سلوك شائن لفرد أو جماعة للقبيلة أو الغاء قيم القبيلة الايجابية والتفكير فقط بالسلبي منها وهو التعصب الأعمى علما بأن التعصب حالة انسانية قد تكون لمنطقة أو جماعة أو حزب.
ما أحب ان أؤكد عليه هو أننا يجب ألا نحمل القبيلة أكثر مما تحتمل وألا نجعل منها كيانا سياسيا أو أيديولوجيا على حساب الوطن أو ان نعيد أفكارا عفا عليها الزمن وأحييناها من أجل مصالح خاصة، ويجب ان ننظر للمستقبل بدلا من الواقع الحالي.

د.سعود هلال الحربي 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك