منتقدا البراك وإن لم يسمه .. مفرج الدوسري يثنى على نزاهة الجراح ويراه قدم استقالته بسبب استجواب عبثي

زاوية الكتاب

كتب 1247 مشاهدات 0




استجواب الشيخ علي الجراح.. والبراءة

 
كتب مفرج الدوسري
 

ليس في جعبتهم حلول، ولا يملكون جرأة المواجهة، فقد يشنون حملاتهم للتشهير بالآخرين، دون سند او دليل، يعشقون الشتائم ويستلهمون التهم ويتفننون في كيل السباب ويتقنون التجريح، ثم ينام احدهم بعد كل حفلة ردح يقوم بها قرير العين مطمئن النفس، ليس لعدل قضاه او مظلوم انصفه وانما بسبب غياب الضمير الذي ودعه منذ امد بعيد!! هذا البعض الاجوف لا قيمة له يقوم بإثارته من زوابع بين الحين والآخر، ولا اهمية لما يطرحه من قضايا، فماضيه الاسود وحاضره المضطرب كفيلان بان ترفض نفس المتلقي كل ما يطرحه هذا الافاك او تلك الحالمة!! هذه الفئات التي اصبحت تتكاثر بشكل ملفت للنظر سممت الاجواء وعاثت في الارض فسادا، كل يعمل في وجهته للهدم لا البناء، فكم من متأسلم يسوق نفسه في المناسبات وهو كاذب لا يعرف من سماحة الدين سوى ما يعزز به مظهره، ولو تم البحث في دفاتره لوجد ما يجعل الولدان شيبا، وكم من مدع للوطنية وهو مسترزق باسمها ومقتات بشعارها، ينظر بما لا يفقه ويطرح ما لا يؤمن به، وكم من دعاة للحفاظ على الاموال العامة يغترفون من نبعها ليل نهار حتى تضخمت ارصدتهم وانتفخت كروشهم وثقلت السنتهم من الحرام! وكم من مدع للاستقلالية والنزاهة والشرف وهو مجرد قلم يكتب به الآخرون في المدونات والمواقع للنيل من الخصوم، وكم من منظر متشدق سقط سقطة مدوية حين جلس على كرسي الوزارة، وفشل فشلا ذريعا في تطبيق نظرياته (الهوائية) على ارض الواقع، ليخرج بعد ذلك يجر اذيال الخيبة والافلاس، وكم من متسلق على ظهر القبيلة والطائفة نال مبتغاه ثم قلب لمن اوصله ظهر المجن، وكم من مدع للفروسية والشجاعة صال وجال ليس لقضية كبرى وانما لحاجة في نفس يعقوب ذرف الدموع حين القي القبض عليه ثم توج الامر ببلوغ الغاية ونيل المبتغى، وكم وكم وكم، القائمة طويلة، ولا عزاء للوطن ولا نائحة للمواطن المسكين، في ظل هذا الكم الهائل من المنظرين والمنظرات، والسياسيين والسياسيات، والكاذبين والكاذبات، الذين يقولون ما لا يفعلون، ويطرحون الكثير والكثير دون وقفة جادة او مصداقية يكون لها اثر طيب، فالمتعارف عليه وما يسوقه العقل والمنطق والادب وشرف الخصومة ان من لا يعجبه اداء احد من رجال الدولة او كبار المسؤولين او ايا كان موقعه في السلم الوظيفي ان ينتقد اداءه بما يليق ويلفت نظره الى مكامن الخلل دون التعرض لشخصه بالشتائم والتشهير، وكذلك على من يعترض على امر ما او يتصدى لقضية معينة ان يكون لديه البدائل او على الاقل بعض الحلول التي تعزز مصداقيته، اما ان يكون ديدن البعض ركوب موجة كل اسفاف والقبول بان يكون اداة بيد الآخرين يوجهونه حسب ما تقتضيه مصلحة الساعة لتصفية الحسابات والحط من قدر الآخرين فهذا امر فيه سبة في جبينه قبل ان تصل مفرداته الرديئة الى الآخرين، والشواهد كثيرة، سواء على مستوى الفضائيات او الصحف او المدونات او المواقع الالكترونية الرخيصة ذمة ومبدأ!! فكم من شخصية يشهد لها بالنزاهة والعطاء اصبحت ضحية للمنظرين والمنظرات واصحاب الاهواء والمزايدات الذين نراهم يعرضون انفسهم بثمن بخس، وعند المقارنة بين من استل قلمه للقذف وبين من احتمل وصبر واحتسب نجد الفرق بينهما كالفرق بين الثرى والثريا، فالأول اجير وضيع والثاني ذو مقام ومكانة ومنزلة!
???
احد محاور استجواب الشيخ علي الجراح وزير النفط السابق والذي كان مناسبة للردح والتطاول والشتم والحط من قدر الآخرين واتهامهم بما لا يليق والتشهير بهم وعرض صورهم أمام سمع ونظر أهل الكويت قاطبة انتهى بحكم عادل منصف يقضي ببراءة المتهمين، حيث اكدت المحكمة (انها لا تقتنع بثبوت جريمة الاستيلاء بغير حق على الاموال العامة) وانها (ترى خلو الاوراق من دليل يقيني على ان المتهمين استولوا على المبالغ موضوع الاتهام)، الآن وبعد صدور الحكم من يعيد لهؤلاء المظلومين سمعتهم التي تلذذ البعض بتشويهها، ومن ينصف الشيخ علي الجراح الذي قدم استقالته بسبب هذا الاستجواب العبثي الذي دفع ثمنه الجميع دون ذنب يذكر اللهم سوى ارضاء البعض لغرائزهم التي تحركها جيناتهم الفريدة من نوعها، لقد ترك الشيخ علي الجراح الوزارة ولم تتركه صفته التي تلازمه طول حياته، ترك الوزارة غير آس عليها ولا متعلق بها، في الوقت الذي يتحمل فيه البعض وزر ما اقترفت يداه بحق الابرياء وما لحق بهم وبعائلاتهم من ضرر، خرج الشيخ علي الجراح الذي عرف بالأمانة والصدق والعمل الجاد من الوزارة مرتاح الضمير مطمئن النفس، ليأتي حكم القضاء العادل النزيه ليؤكد ما عرف عن هذا الرجل من نزاهة وانه لم ولن يكون يوما من الايام داعما للفساد او متسترا عليه كما زعم البعض.

مفرج البرجس الدوسري
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك