تركي العازمي يطالب بوقفة جادة تجاه رموز الفساد.. ولكن من ومتى يتم هذا؟
زاوية الكتابكتب نوفمبر 16, 2010, 12:58 ص 463 مشاهدات 0
تركي العازمي / نواب اللحوم الفاسدة!
عجبي لأمة تخجل من كشف المتلاعبين... من يرعون أوجه الفساد. عجبي لرجال يقولون ما لا يفعلون. عجبي لكل من غش العباد وأفسد حال البلاد.
نعم إنني أستغرب وعلامات التعجب تحيط بنا، فالنواب نعرف مواقفهم وبعضهم لا تهمه حالة الاستقرار التي نبحث عنها وعينه على مصالح دنيوية ضيقة... فكم من العمر سيعيش هؤلاء ممن غشونا ودخلوا على الخط حتى في قضية اللحوم الفاسدة حسب ما نشر في «الراي» عدد السبت 13 نوفمبر 2010 وعلى صدر صفحتها الأولى.
الوزير صفر قرر بعد أن فكر في إنهاء خدمات البعض ولم يوضح لنا من هم وراء تلك الكارثة، لم يكتفوا بالتجاوزات الإدارية والسعي المستميت وراء المناقصات والربح السريع حتى ولو كان على حساب صحة العباد!
من هم النواب وغيرهم من الداعمين لأوجه الفساد؟ اكشفوهم لينالوا عقابهم في الدنيا قبل العقاب الذي ينتظرهم بعد أن تلف أجسادهم في كفن من قماش أبيض ويوضعوا في حفرة ويتركهم ذووهم وأحبتهم لملاقاة مصيرهم أمام رب العباد.
إننا كثيراً ما نضحك ونسير في دهاليز الحياة الدنيوية، جهل ما بعده جهل بالمعطيات والحياة التي تنتهي دورتها مع خروج روح الفرد لبارئها المولى عز شأنه... نقول هذا ونذكر بعد أن تغلغلت حالة الفساد لتبلغ الطعام الفاسد، وارتفاع سعر الخضار والطماطم، وغيرها، حتى المشاريع تجد فيها «الهوايل» فحسبنا الله ونعم الوكيل!
لا نستطيع اتهام أحد بعينه ولكن من حقنا معرفة من يريد بالبلد الضياع وبلوغ حالة اللا استقرار. لا تفيد الاستجوابات يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي إن كانت فقط منطلقة من حسبة سياسية نتجت عن عدم انصياع هذا الوزير أو ذاك لطلبات النائب المستجوب أو عدم توافق كيميائه الشخصية.
لقد بلغ الغش والتدليس والطعن بالخفاء والعلن حداً لا يمكن السكوت عنه، إننا مطالبون جميعاً بوقفة جادة تجاه رموز الفساد ولكن من ومتى يتم هذا؟
نسير وراء الظن ويتخذ البعض حالة التكهن بالمسببات والدوافع دون بينة من الأمر وهذه الحالة في غاية الخطورة: فما هو الحل؟
الحل واضح بين أيدينا وهو تطبيق القانون والشفافية في عرض حيثيات الفساد التي تحيط بنا وإن لم نكن قادرين على كشف المفسدين وتسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة والصريحة فلن تقوم لنا قائمة، وسنظل نعيش حالة التيه ويضيع البسطاء ممن لا يد لهم في نهج الإصلاح المراد تطبيقه!
طبقوا القانون على كل مخالف، أعيدوا للقانون هيبته ورجاله ولا تتركوا عجلة الزمن تدور دون موقف حازم، و«حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا»... إنها محاسبة من رب لا تنفع واسطة بعد أن يتركك أهلك وذووك في تلك الحفرة الصغيرة لتلاقي حسابك. والله المستعان.
تركي العازمي
تعليقات