بعدما أخذ «علقة» ساخنة في أزمة التأبين.. د. حسن عباس يثنى على التئام «الشعبي» في مخيمه لإعلان تحوله من كتلة برلمانية إلى حركة سياسية

زاوية الكتاب

كتب 1012 مشاهدات 0




  د. حسن عبدالله عباس / كلمة إنصاف و«الشعبي»

صورة أعضاء أو رموز التكتل «الشعبي» في مخيمهم الذي أقاموه قبل أيام جميلة ورمزية وتعطي انطباعا مريحا بأن العمل السياسي ما زال بخير. فندوة المُخيم التي أقيمت لأجل الاعلان الرسمي عن تحولها من كتلة برلمانية إلى حركة سياسية جاءت في وقتها المناسب. ولكن!
في البداية وقبل أن نتحدث عن «العمل الشعبي» ينبغي التأكيد على أن الخطأ رديف لمن يعمل، فلا عصمة أو صك الغفران من الوقوع في الزلل والخطأ. فكل من يعمل في الساحة يجوز له أن يُخطىء، فكما يجوز على غيره يجوز أيضاً على «الشعبي» سواءً كانوا نواباً أم كُتلا. كُل ما في الأمر هو في المفصل ونجده في قول الإمام علي عليه السلام: «ليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه».
لنرجع الآن إلى «العمل الشعبي» وأقول بأن ندوته كانت بصراحة جميلة. فالجمال ليس في ما قيل في تلك الليلة ولكن الرمزية التي أعطاها عن نفسه! فالصور التي نشرتها الصحافة بعدها بيوم عبّرت عن نفسها وكيف أن الشعب الكويتي التأم بخيمة واحدة! أعلم أنك ستقول بأن لـ «الشعبي» أخطاء، نعم فهذا نعلمه جميعاً بمن فيهم أعضاء «الشعبي» أنفسهم، ولكن أعود وأكرر بأن الصورة تعيد لنا ذكريات الكويت الجميلة، صورة الوحدة والوطنية وتمسك الكويتيين بعضهم ببعض!
طبعاً ينبغي أن نؤيد هذه التحركات لا من بابها السياسي، ولكن من بابها الوطني والشعبي. فلست هنا في مقام المؤيد لتحركات «الشعبي» السياسية ولا أقصد تلميع صورتها الإعلامية خصوصاً وأنني انتقدت تصرفاتها كثيراً، أتذكر وبعجالة الديوانيات واستجوابات وزير الداخلية والفرعيات وغيرها، لكني فقط مهتم برمزية جلوس الكويتيين مع بعضهم في تلك الخيمة وفي ذاك الوقت ليعلنوا عن عملهم وتحركهم السياسي.
توجد ملاحظة غاية في الأهمية، وقد تكون هي النقطة التي هزت «الشعبي» وجعلته في أسوأ حالاته. فـ «الشعبي» أخذ «علقة» ساخنة في أزمة التأبين، تلك الأزمة التي قصمت ظهره لأنه وبتصرف غير مدروس ولا محسوب العواقب أقدم على إقالة اثنين من أهم أعضائه ليُصنّف من بعدها بأنه عنصري طبقي ينظر لقضايا الشعب الكويتي بانتقائية وتبعاً لانتماءاتهم! فهذه التُهمة لبسته طول الفترة الماضية، وظل هكذا ولم يعمل ليزيل عن نفسه هذه الشائبة برغم تكرار وورود قضايا شبيهة بعد ذلك. فهل هو خطأ في التحليل السياسي أم تعمد؟! على العموم هذه الاختلالات وعدم قدرته لإقناع الشارع السياسي الكويتي بأنه معتدل طبقياً وطائفياً أسقطته في عيون الكثيرين وصُنّف بأنه قوة سياسية تتحرك وفق مقتضيات الحاجة والمصلحة كغيره!
ولو أردت الحقيقة، حتى منظر تلك الليلة التي قُلت بأنها تعكس حالة الاخوة الوطنية الكويتية، تظل الصورة مشوهة بعض الشيء وغير مكتملة بالنظر إلى الاعداد والتمثيل! فالتكتل يحوي خمسة إلى ستة أعضاء من القبائل في حين لا يمثل الشيعة سوى حسن جوهر (لو فرضنا أنه عضو «بعيد») ولا يمثل الحضر سوى أحمد السعدون! فالشعبي عليه أن يعمل بجد صوب زيادة الحضر والشيعة ويعمل حقيقة لمصالح تلك الفئتين، ولينف عن نفسه صورة تجيير الاسم «الشعبي» إلى مصلحة القبائل دون غيرهم!


د. حسن عبدالله عباس

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك