رسالة إلى ناصر
زاوية الكتابكتب نوفمبر 12, 2010, 1:27 ص 1290 مشاهدات 0
ابني العزيز .. ناصر
بعد التحية والسلام
اكتب رسالتي الاولى لك في تاريخ 11 نوفمبر 2010 اي بعد ولادتك بـ3 أيام، وقصدت ان اكتب هذه الرسالة اليوم لأنه يوم تاريخي تحولت فيه الكويت من دولة قائمة على العرف السائد في الحكم إلى دولة مؤسسات دولة قانون دولة تعتمد على الديموقراطية كنظام للحكم وتعتمد على الحرية والمساواة والعدالة كدعامات للمجتمع.
اليوم يا ابني العزيز ليس قبل 48 عاما من وضع الدستور، الذي لم يكن منحة حاكم ولا 'هبّه' سياسية في ذلك الزمان الجميل، في ذلك الزمن كان الحاكم قبل المحكوم مقتنع بالديموقراطية، بل كان هناك من يرى في الديموقراطية الحاضن الأساسي للمواطن بعيدا عن أي انتماء كان، وعلى العكس تماما نعيش اليوم حالة من الشتات والضباب السياسي، فلا دولة مؤسسات حقيقية ولا ديموقراطية نمارسها عن اقتناع، لم يعد لك ولي ولبقية الشعب من الأمل إلا بتمسكنا بصورة الشيخ عبدالله السالم وهو يقف بجانب رئيس المجلس التأسيسي المرحوم عبداللطيف ثنيان الغانم وبجانبهما وزير العدل حمود زيد الخالد، كانت تلك اللقطة وما تزال الشيء الوحيد الذي يشعل الامل بعودة الحياة كما كان أن تنبغي تسير.
ابني العزيز ناصر اكتب هذه الرسالة وانا انتظر منك ان تحافظ على وطنك وأن تجعل مصلحتك من مصلحة الوطن، اترك لك سمعتي بين يديك امانة كما اترك لك الوطن ومستقبل ابناءك 'احفادي' بين يديك، الكويت عام 2010 ليست كما كانت في عام 1962، انتظر منك ان تعي بأن أصحاب المبادئ يميزهم الثبات حتى لو خسروا حياتهم ولك من تاريخ اجدادك وتاريخ الكويت رجالا ونساء ضحوا بأرواحهم من اجل المبدأ الذي آمنوا به واعتبروا اساس بقاء هذه الارض.
ابني العزيز ناصر لست يائسا من الاوضاع التي اعيشها، بقدر ما انا مشفق على حال هذه الوطن، فالواسطة* ومؤسسة الفساد بدأت تزحف إلى كل مكان، بل أصبح الشك بدل الثقة بالآخرين وقلة قليلة هم من يتمسكون معي بصورة الوطن الجميل، عبر العمل الجاد وحرصهم على نقاء سمعتهم من دون مقابل او منفعة شخصية، ابني العزيز كن على يقين بأن الكويت التي أتمناها كويت يسودها العدل والمساواة الضعيف يحميه القانون والقوي يسنده القانون، لا اطمح للمثالية وإلا لما خلقنا الله بشرا.
ابني العزيز ناصر أترك لك هذه الرسالة على أمل ان تقرأها وانت تتمتع بكامل حقوقك كمواطن وإنسان، واذا لم يتحقق ما اتمناه لك فاعتبر رسالتي تحريض ودعوة صريحة بأن تجاهر بدعوتك وتطالب بكامل حقوقك، فمن دون حقوقك الإنسانية لا كرامة لك، ولا تتعجب إن كان هناك من يظن ذلك خرقا للعرف او خروجا عن الملة او دعوة للانقلاب على الوضع، لأن من يصمت ويكتفي بإسكاتك تأكد بأنه فقد كرامته ودفنها بعيدا عن الارض التي تقف عليها، الارض الخصبة التي زرعها الاجداد والاباء بدماءهم وبسيرهم العطرة وأصبحت نبراسا نهتدي به كلما ضللنا الطريق نحو المستقبل.
ابني العزيز ناصر ..اتركك بسلام
والدك بدر ناصر بن غيث
11 نوفمبر 2010
*الواسطة=داء ابتلها به الشعب الكويتي انطلقت من 'حب الخشوم' وانتهت إلى تبادل المصالح وشل البلد!!
تعليقات