عبدالمحسن المقاطع معقبا على مقولة النيبارى'نمتدح ناصر المحمد خوفا من البديل'ويتساءل هل رئيس الحكومة إصلاحى فعلا أم أن بقاؤه يعنى عدم وجود صف ثانى فى الأسرة

زاوية الكتاب

كتب 381 مشاهدات 0



رئيس الحكومة إصلاحي أم مطلوب إطالة عمره الرئاسي؟! 

  هل رئيس الحكومة اصلاحي بحق؟ ام ان هذه المقولة التي يرددها بعض الاعضاء والسياسيين لها مغاز أخرى؟ وهل مبرر ذلك كله هو مد العمر الرئاسي لناصر المحمد في رئاسة الحكومة لاسباب سياسية وتكتيكية؟ ام ان هناك من يتكسب من وراء ذلك من النواب والكتل السياسية؟ وماذا يحمل المستقبل لحكومة تعيش على المنعشات النيابية من فئة الوصفة الاصلاحية او اطالة العمر التكتيكي، لا على القدرات الذاتية؟
كان لافتا ما نشرته الصحف المحلية يوم الخميس 8/11/2007 (القبس ص 5)، من تعبير على لسان السياسي المخضرم عبدالله النيباري في ندوة شارك فيها، حيث يقول: 'نمتدح ناصر المحمد خوفا من البديل'، وهو تعبير يكشف عن عمق ازمة الحكم وقلق شعبي عريض نابع من عدم تأهيل الاسرة الحاكمة لجيل من الصف الثاني ليكون قادرا على تولي قيادة المرحلة المستقبلية ومتغيراتها. والقلق الشعبي له وجهان احدهما صادق من زاوية وقاصر من زاوية اخرى، فصدقه ينبع من ان عدم التأهيل لمسؤوليات الدولة ومتطلبات الحكم يبعث على التخوف المستقبلي في ظل الصراع بين عدد من ابناء الاسرة، فاستقرار الكويت كان سره بقوة الاسرة وتماسكها وحكمة قيادتها السياسية.
اما القصور فمرجعه الى ان عددا من القوى السياسية والشخصيات الفاعلة، لا تزال تنظر الى الشعب انه لم يبلغ مرحلة الرشد السياسي، ومن ثم ترى عدم اهليته في امداد منصب رئيس الوزراء بشخصية شعبية، تملأ موقعها عن اهلية واقتدار، وهو السبب في قصر الخيارات لمنصب رئيس الوزراء على الاسرة الحاكمة، على الرغم من ان احتكار الاسرة لهذا المنصب تحف به تحفظات ومحاذير دستورية، وتنال منه انتقادات وملاحظات سياسية.
شخصيا تحاورت وتداولت اطراف الحديث في المصلحة المرجوة من اطالة عمر الشيخ ناصر المحمد في رئاسة الوزراء ودافعت عنها، خصوصا ان بداياته كانت مشجعة، ولم تتح له الفرصة الكافية في اثبات نجاحه وامكاناته. لكن ان يتم التنازل عن صلاحيات السلطة التنفيذية لاعضاء المجلس في التشكيل الحكومي والتغيير فيه، وفرض القضايا والموضوعات وخضوع الحكومة لاسلوب التهديد والوعيد وعدم التصدي لذلك كله، مع غياب البرنامج والابداع في العمل كفريق، هو ما يفرض علينا إثارة ذلك لضرورة الحوار حول مبررات مدح الحكومة ووصفها بالاصلاحية، اذ هي لم تكن كذلك!! فهل هو حقا الخوف من البديل؟! ام السعي لتحقيق اجندات خاصة؟!
يتداول الناس ان الصف الثاني من الاسرة فيه اسماء يمكن ان تكون بديلا لرئيس الوزراء، اذا لم يستمر، وهم: جابر المبارك، ناصر الصباح، احمد الحمود، محمد الخالد، محمد الصباح، احمد الفهد، ولا تخلو جميع تلك الاسماء من الانتقادات والتحفظات السياسية، بل وتزايد القلق عند طرح بعضها لدى بعض الاطراف سياسية وبرلمانية، وهو من عبر عنه الاخ عبدالله النيباري بمقولته المبررة لمد عمر ناصر المحمد الرئاسي.
ولكن الحقيقة التي لابد من مواجهتها والاستعداد لها هي ان هذه الخيارات آتية لا محالة، فهل نتركها للظروف والاحداث لتضعنا امامها واقعيا فنتعامل معها انه 'البديل المفروض' ايا من كان؟! وهل يجوز ان نترك البلد يغرق في التجريب السياسي، ومشهد الانهيار الحكومي المتعاقب، تمسكا بتلك المبررات والتخوفات؟! وهل يجوز ان نسمح لنواب الابتزاز السياسي باستنزاف مقدرات الدولة والاقتيات على تلك الاوضاع؟! وهل يجوز ان نترك لبعض الكتل الغوغائية ان تستثمر ذلك لتعيث في البلد فسادا؟!
ام ان الاختيار والقرار نحو البديل لا بد ان يأتيا من التعامل المسؤول مع هذا الواقع، وهو ما يتطلب منا حوارا صريحا شفافا بلا قيود او حياء في وضوحه وجرأته، بما في ذلك رئيس الوزراء الشعبي، فمصلحة الوطن فوق كل اعتبار او من تكتيك مد الاعمار، فهل يتحمل الجميع مسؤولية ذلك؟!
اللهم اني بلغت،
أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك