المواطن الخليجي بين إجتماع الـ86 وقمة الـ20
عربي و دولينوفمبر 11, 2010, 2:53 ص 1987 مشاهدات 0
من أكثر ما يلفت نظر المراقب منذ الازمة المالية العالمية هو حجم المناهضة للقمم الاقتصادية العالمية التي تعقد للخروج من هذا المأزق. وكان آخرها ما جرى في مدينة سيئول عاصمة كوريا الجنوبية يوم الأحد الماضي 7 نوفمبر 2010م حيث تحركت مظاهرة ضخمة ضمت 40 ألف شخص احتجاجا على قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها كوريا اليوم الخميس الموافق 11 نوفمبر 2010م ،وقد سبقها مظاهرات في كل مكان تعقد فيه هذه القمة من بيتسبيرج الى لندن.و مجموعة العشرين 'G20 ' هو منتدي برز كتجمع اقتصادي عالمي في عام1999م ويتكون من 20 دولة منها الغني ومنها دول من ذات الاقتصاديات الناشئة ، وتشكل اقتصادياتها 90% من إجمالي الناتج العالمي، كما تمثل أكثر دول العالم ليس من حيث الأهمية الاقتصادية فحسب بل والاستراتيجية أيضا. لقد وجدت الاقتصاديات الكبري أنه لا مفر الا بالتعاون مع الدول ذات الاقتصاديات الناشئة لضبط عجلة الاقتصاد العالمي لأن الاخيرة قد تمكنت من الحفاظ علي معدل نمو مرتفع خلال الازمة .
لكن مجموعة 20 تواجه تحديات جوهرية ،فبنوك الدول الكبرى بدأت بالعودة لنفس الممارسات التي أدت إلي الأزمة المالية ، كما ترفض الدول الكبري قبول التغييرات الهيكلية لإصلاح النظام الاقتصادي العالمي التي تطالب بها الدول النامية . ويهدد مستقبل مجموعة الـ20 أمر أسعار العملات، ففي سعيها لجعل منتجاتها أرخص لازالت الصين تبالغ في تخفيض سعر عملتها،مما شكل تحديا خطيرا لاقتصاديات دول اخرى . لقد فشلت مجموعة الـ20 في اتخاذ إجراءات لخلق فرص عمل للعاطلين، واتهمها مناهضو العولمة الذين يمثلون أكثر من مائة منظمة، بالفشل في اتخاذ إجراءات لمحاربة الفقر وتغير المناخ.
من جهة اخرى،جاء في حديث وزير المالية الكويتي مصطفى الشمالي حين افتتح الاجتماع الـ86 للجنة التعاون المالي والاقتصادي الخليجي في الكويت 6 نوفمبر 2010م ما مفاده إن تقدم الشعوب يرتبط باستمرار تقدمها في الجوانب المالية والاقتصادية وبمدى قدرتها على مواكبة التطورات المتسارعة في هذا الشان، وبما أن العالم يعيش مرحلة جديدة تتضاعف فيها التكتلات الاقتصادية والاقليمية بشكل سريع ولم يعد من الممكن الوقوف موقف المتفرج بل من الطبيعي ان نسهم في هذا التطور ونكون جزءا منه لنشارك بايجابية في صنع المستقبل . فهل اصبحنا كما قال الشمالي نسهم في هذا التطور ونكون جزءا منه؟
أم نحن من الدول التي تم إجبارها على دفع أموال لمواجهة الأزمة المالية، و إن دول مجلس التعاون كانت على رأس دول الاقتصاديات الناشئة التي وفرت السيولة، فضخت نحو تريليون دولار لصندوق النقد والبنك الدوليين ونجحت في الحد من الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية؟
ولانريد خلق عش تحريض يفرخ التذمر،كما لن تعتب شعوب الخليج على صانع القرار لدفعها من مقدراتها ثمن تبعات أزمة عالمية خلقها النظام الرأسمالي الجشع، لكن من حقها أن تقف في وجه من يهدد استمرار مجانية الخدمات العامة ،ومن يسعى لتجميد أجور الموظفين،ويخلق ظروف ارتفاع الاسعار بحجة العولمة الاقتصادية والازمة الاقتصادية والزلزال العقاري، لكي ترضي وكالات التصنيف العالمية،حتى ولو أدى ذلك لتآكل الطبقة الوسطى التي تجرد عليها الحملات تباعا في بقعة هي أغنى بقاع العالم. كما ان من حق المواطن الخليجي السؤال عن عدالة سن تشريعات تجيز ضخامة رواتب مديري البنوك والمؤسسات المالية ،وتحميهم من العقاب وعدم اجبارهم على أقل قدر من الشفافية.
بقي ان اشير الى أنني لم أفهم المدلول القياسي لكلمة ' غير مقلقة ' في وصف الوزير الشمالي في الاجتماع الـ86 للجنة التعاون المالي والاقتصادي الخليجي لمعدلات التضخم في دول مجلس التعاون، فقد خلت خطب المجتمعين من اية ارقام عن التضخم في الخليج . فكم نبعد عن الدرجة المقلقة، ونحن للتو قد خرجنا من ازمة قتصادية؟ كما فاتني المغزى من ذكر بعض الخبراء ان هناك مخاوف من تحول منتدى مجموعة العشرين 'G20 ' الى مجلس لادارة الاقتصاد العالمي،متناسين أن العولمة الاقتصادية هي شهادة النجاح للفكرالامبريالي. وأتمنى ان لا يقع المواطن الخليجي بين تبعات التضخم الاقتصادي الذي هو دليل فشل رجال الاقتصاد الرسميين الخليجيين، وبين استحواذ مجموعة العشرين 'G20 ' على احتياطي أجيالنا القادمة ضمن خطط 'G20 ' لحل الازمات الاقتصادية الراهنة. ويبقى العزاء في وجود المملكة العربية السعودية الشقيقة في مجموعة العشرين كممثل عن الكتلة الاقتصادية الخليجية وعن العالم العربي.
تعليقات