د. أيمن الهاشمي يحمل على الليبراليين ويراهم هم سبب تخلف الأمة، بانتقادهم الحجاب واعتبارهم مخرجات التعليم سبب تخلفنا

زاوية الكتاب

كتب 839 مشاهدات 0


 


   د. أيمن الهاشمي
 10/11/2010

الليبراليون سبب تخلف الأمة
 

الليبراليون يرون أن الحجاب من علامات التخلف ويمنعون في وسائل إعلامهم ظهور المحجبات فيها
يحاول الكُتاب الليبراليون العرب أن يُرجعوا سبب 'تخلف الأمة' عن مواكبة التطور العلمي العالمي إلى مخرجات التعليم الحالية, ويحصرون التطور والتحضر والرقي في تغيير المناهج فقط,  ولذا فإنهم يعتبرون أنَّ  تغيير المناهج هو البوابة للحاق بالركب العلمي العالمي, وهم بهذا يرددون مطالب غربية مشبوهة المقاصد في وجوب تغيير مناهج التعليم العربية, والتي يصبون عليها جام غضبهم ويتهمونها بأنها السبب الرئيس في تخلف الأمة!
لقد تعامى الليبراليون العرب عن حقيقة أن الدين هو الأصل في الرقي والتقدم, وليس كما يطالبون هم  به من تقليل مواد الدين, أو حذفها أو تغيير المعنى الذي أتت عليه. فإذا كان الغرب يطالب بتغيير المناهج ورفع آيات الجهاد, فهذا الأمر ليس جديدا, لأن المناهج التي تحافظ على هوية الأمم وقيْمها وحضارتها ليست مقبولة لديهم, كما أن ترديد الببغاوات الليبراليين أن 'مخرجات التعليم هي السبب في تخلفنا', ويجعلونها الشماعة التي يُعلق عليه تخلف الأمة ما هو إلا جهل مركب.  لانهم يتناسون أن الأمم الأخرى لم تبلغ حضارتها ما بلغته من دون تنشئة أجيالها على الدين بغض النظر عن صحته من عدمه. وبشأن موضوع المناهج نجد أن جهود المستشرقين قد بدأت تؤتي ثمارها من خلال 'بني ليبرال', فيقول زويمر 1867-1952(أميركي الجنسية رئيس المنصرين في الشرق الأوسط) على جبل الزيتون في القدس إبان الاحتلال الانكليزي لفلسطين عام 1935 ' لقد قبضنا أيها الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية, وإنكم أعددتم جيلا في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله, ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية, وبالتالي أتى النشء بما أراده له الاستعمار الصليبي لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل ولا يعرف هماً في دنياه سوى الشهوات, فإذا تعلم فللشهوات, وإذا جمع المال فللملذات, وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء' انتهى الكلام, وهاهم الليبراليون الجدد بين ظهرانينا يطالبون بما قاله زويمر وكما يقولون 'من جهل شيئا عاداه', فالليبراليون يجهلون دينهم, لذلك تجدهم اشد وطأة وتجنياً على الدين من الأعداء!!, فتجدهم يطالبون بتعديل المناهج وفق رؤى قد تحقق ثورة علمية لا يمكن الاستغناء عنها في ظل احتكار المعلومة , مع إقصاء أو تحجيم العلوم الدينية والتي تكمن قيمتها في التنشئة.
ثم إن الغرب الذي هو مثار إعجابهم واندهاشهم, هذا الغرب ليس (علمانياً) كما يدعون, بل متدين عموما, ولكن طبيعة دينهم بالنسبة لديننا تعد علمنة وانحلالا خلقيا, وفي الحقيقة الإنسان الغربي يعتقد أن نمط حياته مبني على أصول دينية وينطلق في تحقيق أهدافه من منطلقات عقدية دينية وليست كما يصورها أشباه المثقفين, ولكم في فرنسا التي تدعي العلمانية مثال, وكذلك أميركا بوش الذي اعلن في خطاب رسمي 'أن الرب أمره أن يغزو العراق! 'إن التخلف الذي تعيشه الأمة الإسلامية, وخصوصا, بلادنا العربية ليس بسبب المناهج, فالمناهج التي وضعت في غابر الزمان ومازالت قائمة على الأسس العقدية وهذا لاشك ولا ضير فيه لأن الحضارات السابقة قامت على هذا الأساس كما أن شوكة المسلمين كانت قوية بقوة التمسك بالدين وكل من يتمسك بدينه يأتي بحضارة تعزز مكانته بين الأمم, ولسنا نحن وحدنا الذين انتهجوا هذا المنهج, ولكن كل أهل الكتاب استعانوا بالأسس العقدية في التنشئة عن طريق التعليم, فعلى سبيل المثال جاء في القانون التعليمي الرسمي لاسرائيل ما يلي: 'إن الهدف من التعليم الرسمي هو إرساء الأسس التربوية على أسس الثقافة اليهودية ومنجزات العلم , وعلى محبة الوطن والولاء للدولة وللشعب اليهودي'. فالثقافة اليهودية أصل رئيس في التنشئة , ومن أين تستمد الثقافة? فالمناهج التربوية للمرحلة الابتدائية 5 من 14 مادة لها صلة مباشرة بالدين اليهودي فهم يدرسون الديانة اليهودية, واللغة العبرية, التاريخ والوطن والمجتمع , وفي المرحلة المتوسطة 3 من 10 مواد وهي الديانة اليهودية واللغة العبرية والتاريخ, وفي المرحلة الثانوية هناك تخصص 'علوم دينية', إذن التعليم اليهودي قائم في الأصل على الدين, وهذا لم يمنعهم من التطور الذي يطالب به اللا مثقفون.
احد الليبراليين يتهم من يرجع الى العلماء بانهم 'قطيع' يساق بلا وعي! واذا سلمنا بتسمية كل من يتبع منهجا معينا بالقطيع. فقطيع يتبع المنهج الحق أفضل واجل من قطيع يتبع المنهج الباطل.  فالليبراليون لا ينكرون على من اتبع رموز منهجهم, بل يمجدوه على ما وصل إليه من رقي في الفكر (زعموا ) فلماذا لا يطلق على أتباع رموز الليبرالية قطيع ? والليبراليون يرون أن الحجاب من علامات التخلف , ويمنعون في وسائل الإعلام المسيطرين عليها خروج المرأة متحجبة بالحجاب الشرعي, بل الأمر يتعدى ذلك , فعندما يطرحون قضية اجتماعية للنقاش في إعلامهم ينتقون الضحية (من النساء المحجبات حجابا شرعيا) ثم يأتون والى جوارها امرأة غير متحجبة تقوم بدور 'المثقفة' أو المصلحة الاجتماعية! ويهدفون من ذلك الفعل المتكرر أن ينقلوا صورة سيئة عن المحجبات مفادها أن المحجبة دائما ضحية للظلم وغير قادرة على أخذ حقوقها, ولا تملك حتى القدرة على الرد لما يطرح من استفسارات المشاهدين وتفتقر للثقافة العامة, وهذا قطعا يعد ظلما واحتقارا للمرأة من أصحاب دعاة تحرير المرأة من الظلم.
ألم أقل لكم ان الليبراليين هم احد اهم اركان واسباب تخلف الامة?
*كاتب عراقي

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك