إن أقرت الحكومة الضرائب فسيغدو العيش لا يطاق في هذا البلد، على حد تعبير فهد العسكر.، ونقلا عن وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب نوفمبر 8, 2010, 12:45 ص 697 مشاهدات 0
وليد الرجيب / أصبوحة / غرباء في وطننا
وليد الرجيب
قلت في مقال سابق اننا لا نحتاج إلى عراف للتنبؤ بالمستقبل، فالمتابع لما يجري في العالم ويعرف بالتاريخ قليلاً ويملك منهجاً للتحليل قليلاً يستطيع أن يتنبأ بالمستقبل، فالبنك الدولي هو نفسه لم يتغير أو تتغير سياسته وأهدافه، واتجاهات النظم الاقتصادية والاجتماعية واحدة، سواء كانت في أوروبا أم في أميركا أم في الشرق الأوسط.
وعندما قلنا ان قوانين الخصخصة ستؤدي إلى أزمات معيشية للإنسان أياً كان بلده، فهذا ما حدث في أوروبا وبدأت مؤشراته في الكويت، وعندما قلنا ان وصفات وأوامر البنك الدولي، هي وصفات لافقار الشعوب وامتصاص عرقهم لصالح الشركات العالمية، فهذا ما حدث في معظم دول العالم الخاضعة للبنك، وها هي حكومة الكويت تتجه لابرام الاتفاقيات مع هذا البنك، وعندما قلنا ان هذه الإجراءات ستستلزم حزمة أخرى من الإجراءات، مثل فرض ضرائب غير عادلة على المواطنين وتقييد الحريات، وإعلام فاسد وموجه، وشراء ذمم وإفساد لمؤسسات، فهذا حدث في العالم وبدأ يحدث لدينا.
قوانين خصخصة القطاعات العامة، والتي تواجه سخطاً واحتجاجاً عند شعوب العالم، ستعني تضخماً وبطالة وارتفاع معدلات الجريمة، وتقليص عدد المتعلمين تعليماً جامعياً بل حتى ارتفاع نسبة الأمية في مثل دولنا، وستعني عدم الاستقرار الأمني.
نشرت صحف الأمس 7 نوفمبر تصريحاً لوزير المالية، مفاده أن الحكومة تنوي فرض رسوم جديدة للمرافق والخدمات، وإقرار قانوني الضريبة الشاملة وضريبة القيمة المضافة على السلع والمشتريات VAT، دُحرج هذا الخبر بشكل تطبيعي، منوهاً أن هذه القوانين واردة ضمن خطة التنمية، التي وافق عليها مجلس الأمة، كي يقلل من حجم الاعتراضات ويحرج أعضاء مجلس الأمة الذين وافقوا سلفاً عليها دون أن يقرأوها.
عندما قرأت الخبر في الانترنت، لاحظت حجم احتجاج الناس عليه، من خلال تعليقاتهم، وفي ظني أن تصريحات الوزير وردود فعل القراء هي أيضاً مؤشرات لشكل المستقبل، وفي ظل أغلبية برلمانية في يد الحكومة، ستمر هذه القوانين مثلما مر قانون الخصخصة بسهولة ويسر، وليمت المواطن قهراً وذلاً وفقراً.
إذا كان ارتفاع السلع والخدمات بلا ضابط، في ظل ثبات الرواتب والأجور، فقانون الضريبة سيضاعف من الأسعار التي كانت مرهقة أصلاً، وإذا لم تفرض ضريبة عادلة، أي تصاعدية على الدخول والشركات، مع اعفاء ذوي الرواتب المتدنية والمتوسطة من هذه الضريبة، فسيغدو العيش لا يطاق في هذا البلد، على حد تعبير الشاعر الكبير فهد العسكر.
وليد الرجيب
تعليقات