المناسك وأنواع الحج

محليات وبرلمان

3449 مشاهدات 0


أيام الخير مقبلة علينا بكل خير والهداية الرحمانية أوشكت ان تعم علينا بالنور والرحمة منه، كيف لا وهو الرحمن الرحيم، تتجلى رحمته بيوم عرفه وتنهمر بركاته بليلة مزدلفة ويجتمع الخير بمنى، فقال سبحانه وتعالى بسورة البقرة (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) وقال تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
 
وانساك الحج ثلاثة، أولهم التمتع وهو أن يحرم بالعمرة من ميقات بلده ويفرغ منه بأن يتحلل، ومن ثم يحرم للحج من مكة، وسمي متمتعا لاستمتاعه بمحظورات الإحرام وهي بين العمرة والحج كلبس المخيط والتطيب وخلافه، فقال جل وعلا بسورة البقرة (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْي فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَة ٌذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).

وثانيهما المقرن وهو من نوى الحج والعمرة معا – أي يحرم للحج والعمرة معا- من الميقات ثم يؤدي مناسك العمرة ويبقى محرما في مكة حتى الثامن من ذي الحجة موعد الحج فيؤدي مناسكه، وسمي القران لأنه قرن أي جمع بين الحج والعمرة.
أما ثالثهم فهو المفرد وهو أن يحرم قاصدا الحج فقط ويحرم من الميقات بنية الحج ثم يلبي بعد ذلك وبهذا يبقى محرما حتى يقف بعرفة ومن ثم يرمي جمرة العقبة ثم يتحلل من إحرامه، قال تعالى بسورة البقرة (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).
 
وصفة الإحرام هي النية والتلبية وأن يكون بالميقات، والإحرام يلزمك بشروط وهي  أن لا يقص الحاج من شعره أو يحلقه، أو يقص أظافرة ويزيل عانته، ويغتسل ويتوضأ، وأن يلبس إزارا ورداء أبيضين طاهرين، ويتطيب ثم يصلي ركعتين في غير وقت الكراهية، ثم ينوي العمرة ، بأن يقول (اللهم إني أريد العمرة فيسرها لي و تقبلها مني، نويت العمرة و أحرمت بها لله تعالى فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني)، ثم يلبي الحاج بأن يقول (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) ويكررها ثلاث مرات، ويختم بالصلاة على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، يكرر الحاج التلبية كلما صعد شرفاً أو هبط وادياً، وقال سبحانه وتعالى بكتابه العزيز (وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ.' ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب.. يا رب.. ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك) رواه مسلم.
 
ومن ثم يذهب لمكة ويستحب عند رؤيته للكعبة أن يدعو، وأن يدخلها برجله اليمنى ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وعند مشاهدة الكعبة يهلل ويكبر بأن يقول لا إله إلا الله والله أكبر ثلاث مرات ويرفع يديه ويدعو، ويستحب في بداية الطواف أن يستقبل الكعبة بحيث يكون الحجر الأسود عن يمينه ثم ينتقل ليستقبل الحجر وينوي الطواف – طواف العمرة أو طواف القدوم، وأن يبدأ بتقبيل الحجر الأسود، فإن تعذر عليه يقف بمواجهة الحجر ويشير إليه بيديه ويقول بسم الله والله أكبر ويبدأ الطواف ويكون الطواف سبعة أشواط، ويسن الاضطباع في الطواف بأن يجعل رداءه الذي يلبسه تحت إبطه الأيمن ويلقي الآخر على عاتقه الأيسر وتبقى كتفه اليمنى مكشوفة، ويسن الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى والرمل هو الإسراع بالمشي.
 
فإذا فرغ من الطواف يسن أن يأتي الملتزم وهو ما بين الركن الباب وأن يدعو بما شاء من الدعاء، ومن ثم يستحب أن يأتي زمزم فيشرب، ومن ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم وإذا تعذر بأي مكان قريب منه، ومن ثم السعي بين صفا والمروة بأن يصعد إلى الصفا بحيث يرى الكعبة (إذا أمكن) من باب الصفا ويقول حين الصعود:
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم)، ويسن للرجال الهرولة بين الميلين الأخضرين.

وترتيب مناسك الحج كما يلي:

1-  الخروج من البيت بنية الحج. 
2-  الإحرام عند حدود الميقات. 
3-  دخول مكة بعد الاستحمام أو الوضوء.
4-  دخول الحرم وطواف الكعبة بالطريقة المقررة. 
5-  السعي بعد الطواف بين الصفا والمروة. 
6-  التوجه إلى منى بعد طواف القدوم في الثامن من ذي الحجة.
7-  التوجه إلى عرفات في التاسع من ذي الحجة وجمع صلاتي الظهر والعصر بها.
8-  التوجه إلى المزدلفة ليلة العاشر من ذي الحجة وجمع صلاتي المغرب والعشاء بها، وقضاء الليل بها.
9-  الذهاب إلى منى في العاشر من ذي الحجة ورمي الجمرات (جمرة العقبة).
10-  نحر الأضاحي وحلق الرأس.
11-  الذهاب إلى مكة لطواف الزيارة في العاشر من ذي الحجة بعد حلق الرأس والتحلل من الإحرام ومن ثم العودة إلى منى، وكذلك السعي بين الصفا والمروة إن فاتك السعي في الثامن من ذي الحجة.
12-  القيام بمنى في الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة ورمي الجمرات على الجمرات الثلاث بالترتيب.
13-  وقد اكتمل حجك هنا ويمكنك العودة إلى مكة والطواف حول الكعبة والارتواء من ماء زمزم لشكر الله تعالى على هذه النعمة. 

 
نسأل الله أن ييسر لمن نوى الحج ووفقنا الله لطاعته.

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك