يخلع عليه لقب 'شبرون الأسرة' .. يبدو لنا شئنا أم أبينا برأى الدعيج أن أحمد الفهد شئنا ام ابينا الرئيس الفعلي للحكومة

 

 شبرون الأسرة 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
ليس لكلمة «شبرون» (Chaperone) مرادف بالعربي. في الواقع ليس لها استعمال عند العرب او الشرقيين بوجه عام. الشبرون يكاد يقارب «جليس الاطفال» او «babysitter». الفرق ان الاول في العادة عجوز مكلفة بمراقبة الشباب البالغين، بينما الثاني قد يكون شابا مراهقا مهمته مراقبة الاطفال، الشبرون مهمته مراقبة الشباب خصوصا من الجنسين عندما يكونون في خلوة او بعيدا عن انظار الكبار. لهذا لا يوجد للشبرون مرادف بالعربي لان «الاختلاط» بين الجنسين في سن الشباب حتى للدراسة ممنوع، فكيف للعب او السهر او لاقامة علاقة اجتماعية.
الشيخ احمد الفهد صرح يوم امس الاول بان لدينا رئيس حكومة واحداً هو الشيخ ناصر المحمد. ليس هناك داع لمناقضة او تحدي اعلان الشيخ احمد، فهناك ولا شك احتمال كبير لمصداقية تصريحه. لكن نحن لنا ما نشاهد وما نتوصل اليه من المراقبة والتدقيق والتحليل ايضا. وما يبدو لنا حتى الان ان الشيخ احمد الفهد بحكم توليه مسؤولية تنفيذ السياسة الوحيدة للحكومة، وهي سياسة تنفيذ خطة التنمية فانه يبدو شئنا ام ابينا الرئيس الفعلي للحكومة، والحاضر الوحيد في مواجهة مستلزمات وضرورات تنفيذ الخطة الحكومية اليتيمة حتى الان. وما يبدو لنا ايضا ان البلد مر بازمات كبيرة، وكادت آخر هذه الازمات ان تطيح بالشيخ ناصر المحمد عن سدة المسؤولية. تعيين الشيخ جابر المبارك رئيسا للوزراء كاد ان يتم لولا التراجع عنه في اللحظات الاخيرة كما هو معروف.
كثيرون ربطوا بين العودة المفاجئة للشيخ ناصر، وعودة الشيخ احمد الفهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء على انها شرط لاعادة تولي الشيخ ناصر مهام القيادة التي كاد ان يفقدها. هذه العودة يفسرها البعض على انها وضع الحكومة تحت رقابة الاسرة الحاكمة من خلال قيام الشيخ احمد بدور «شبرونها» وعينها التي تراقب الشأن الحكومي.
مع تقديرنا لمصداقية الشيخ احمد الفهد فان الواضح ان له وضعا مميزا عن بقية الوزراء، ليس رئيس الوزراء فنحن نقدر نفيه، وربما ليس حكومة الظل.. ولكن على الأقل «شبرون الاسرة الحاكمة».

عبداللطيف الدعيج