5 ملايين وثيقة ومخطوطة يعود تاريخها الى خمسة قرون

منوعات

627 مشاهدات 0


تزخر دمشق التي تعتبر من اقدم مدن العالم الماهولة بالسكان بالكثير من المعالم الاثرية اضافة الى الكثير من الكنوز والمتاحف ومن هذه المتاحف التاريخية التي نسلط الضوء عليها اليوم (مركز الوثائق التاريخية ) الذي اتخذ من بيت رئيس وزراء السوري الراحل خالد العظم والذي يقع فى سوق ساروجة احد احياء دمشق القديمة مقرا له.
ويعتبر مركز الوثائق التاريخية السوري الذي انشىء فى الرابع من ابريل عام 1959 بقرار وزير الثقافة والارشاد فى الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) من اغنى المراكز التاريخية والتوثيقية فى الوطن العربي حيث يضم خمسة ملايين وثيقة ومخطوطة يعود تاريخ اقدمها الى اكثر من خمسة قرون وشملت مخطوطات ومطبوعات ووثائق متنوعة وصورا للملوك والزعماء العرب وصورا لسوريا فى حقب مختلفة.
وقال مدير المركز الدكتور غسان عبيد فى لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان المركز يضم سبعة اقسام رئيسية هي القسم العثماني ويحتوي على مجموعة سجلات المحاكم الشرعية لدمشق وحلب وحماة وحمص وسجل واحد لكل من غزة واللاذقية وفرمانات واوامر سلطانية وسجلات المحاكم النظامية والدرنكار والطابو والتي تعطي صورة كاملة عن المجتمع السوري اثناء الحكم العثماني بجميع قضاياه الاجتماعية والسياسية والدينية والعسكرية اضافة الى سجلات المحاكم التجارية والسالنامة - الجريدة للدولة العثمانية.
واضاف ان المركز يشتمل على قسم وثائق الدولة والذي يحتوي الوثائق الصادرة عن الحكومة السورية بمختلف مؤسساتها ومختلف المواضيع وذلك فى الفترة بين 1920-1966 ومنها وثائق وزارت الدولة كالداخلية والزراعة والاعلام وغيرها بالاضافة الى المراسيم الجمهورية والقرارات الوزارية ووثائق الاحزاب السياسية.
وتابع ' يحتوى القسم ايضا وثائق من فترة الانتداب الفرنسي على سوريا الى جانب الاعداد الكاملة للجريدة الرسمية منذ بداية صدورها فى عام 1919 وحتى اليوم ويحوي سجلات المحاكم المختلطة باللغتين العربية والفرنسية'.
واشار الى ان القسم الخاص للمركز يضم مجموعة من الاوراق والرسائل الخاصة لشخصيات سياسية ووطنية ادت دورا كبيرا فى الحركة العربية وصراعها مع المستعمر اضافة الى اوراق خاصة بالجمعيات والاحزاب السياسية الناشطة فى سوريا وبعض الدول العربية وهذه الاوراق تقع فى الفترة بين عامي 1910-1950.
وذكر ان القسم الصحفي للمركز يضم مجموعة من الصحف والجرائد التي تعود الى فترات مختلفة تمتد من الفترة العثمانية حتى اليوم وباللغات العثمانية والعربية ومنها الصحف الصادرة من مصر وسوريا ولبنان ودول المغرب العربي اضافة الى بعض الصحف الصادرة عن دول المهجر فى امريكا اللاتينية.
واضاف بالقول' على الرغم من ان المجموعة الصحفية فى مركز الوثائق غير مكتملة الا انها تشكل نواة هامة لجمع كافة الصحف السورية الى جانب مجموعة من التقارير الصحفية العربية والاجنبية الصادرة عن جهة خاصة فى وزارة الثقافة والارشاد القومي ومن ثم فى وزارة الاعلام حيث كانت تراقب ماينشر فى الصحف العربية والاجنبية وتلخص وتترجم المقالات والاخبار وتقدمها الى صناع القرار فى الدولة بالاضافة الى نشرات وكالات الانباء العربية والعالمية العاملة فى سوريا.
وحول قسم التصوير والميكروفيلم قال عبيد انه يضم مايقارب 6000 صورة تمثل شخصيات سورية وعربية ودولية بمناسبات سياسية ووطنية بالاضافة الى صورا للثوار والمجاهدين السوريين ومجموعة للمدن والمواقع الهامة فى سوريا مشيرا الى ان الميكروفيلم ضم كافة سجلات المحاكم الشرعية 'ووضعت الافلام فى خزائن خاصة وستوضع فى خدمة الباحثين قريبا'.
وذكر ان المكتبة التاريخية للمركز ضمت ما يقارب 6000 عنوان لكتب هامة عن تاريخ سوريا والوطن العربي السياسي والاجتماعي والاقتصادي بالاضافة الى عدد من الرسائل الجامعية التي كتبت بالاعتماد على وثائق المركز مشيرا الى ان الكتب المحفوظة بالمكتبة والتي تم اقتنائها عن طريق الشراء او الاهداء اشتملت على عدة لغات 'ونسعى حاليا الى اقتناء جميع الكتب المتعلقة بتاريخ سوريا الحديث والمعاصر'.
وقال ان قسم الترميم للمركز تاسس عام 2005 بالتعاون مع وكالة جايكا اليابانية حيث عمل المتطوعون اليابانيون الى جانب زملائهم السوريين فى المركز وقدموا لهم خبرتهم فى اعمال الترميم وحفظ الوثائق.
واضاف انه وفى عام 2006 تم تزويد مختبر المركز باجهزة جديدة تم تصنيع بعضها محليا بالتنسيق مع العاملين فى المركز ومن اهم اعمال القسم اعداد دراسة حول اولويات الترميم ومراقبة حالة مستودعات الوثائق وظروف الحفظ كالرطوبة والحرارة والغبار الى جانب القيام باعمال الترميم بالطرق العلمية بما يضمن اطالة عمر الوثيقة وتوثيق وارشفة وتصوير الاعمال.
واشار الدكتور غسان عبيد الى ان المركز يسعى حاليا استصدار قانون للارشيف الوطني من اجل حماية الرصيد الوثائقي فى البلاد كما يسعى المركز الى جمع وحفظ الوثائق فى سوريا لاسيما المتصلة بالعصور القديمة والحديثة لتكون مرجعا للباحثين والمهتمين السوريين والعرب والاجانب.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك