شروط الحج

محليات وبرلمان

الإسلام، العقل، البلوغ، كمال الحرية، الاستطاعة

3414 مشاهدات 0


ها هي الليال الكريمة تقبل علينا بكل خير، وكرم الرحمن يأتينا بكل أجر ولا تحده الحدود ولا توقفه الأزمان، ها هي الليال تأتي بخيرها والأيام تهل بنورها هي ليال العشر من ذي الحجة، وقد اقسم الله سبحانه وتعالى بها في سورة الفجر فقال (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ(2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) وقد فرض الله سبحانه وتعالى حج البيت العتيق، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا) رواه البخاري و مسلم.

والحج فرض عين على كل مسلم قادر بالغ عاقل، حيث قال سبحانه وتعالى بسورة آل عمران (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إليه سبيلاً) الآية: 97، وجاءت فريضة الحج للمسلمين بأن يحج مرة واحدة بالعمر ومن زاد فهو تطوع، حيث قال سبحانه وتعالى بسورة الحج (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، وتبدأ مناسك الحج من مواقيت الحج المحددة، ويحرم الرجل بأن يلبس إزار ورداء أبيضين طاهرين، والمرأة تلبس ما تشاء من اللباس الساتر دون أن تتقيد بلون محدد، ثم التوجه إلى مكة المكرمة لعمل طواف القدوم، ثم التوجه إلى منى لقضاء يوم الترويه، ويبيت في منى ومن ثم يتوجه إلى عرفة للوقوف في عرفه ثم إلى مزدلفة فيبيت فيها ليلة، وفي صبيحة يوم العيد يرمي الجمرات في جمرة العقبة الكبرى ثم يطوف طواف الإفاضة وبعدها ويقضي أيام التشريق في منى، ومن ثم يعود لمكة لطواف الوداع ويغادر مكة المكرمة.

من شروط الحج أن يكون الحاج مسلم لقوله سبحانه وتعالى بسورة التوبة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الآية: 28، وان لا يصلح لغير المسلم الحج فهو خاص بالمسلمين فقط، ومن الشروط ان يكون عاقلا، فعن النبي صلى الله عليه وسلم (رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم) سنن ابى داوود، ومن الشروط ان يكون الحاج حرا بالغا وان حج الصبي أو المملوك فإنه لا يجزئهم عن حجا آخر، فاذا بلغ الصبي يجب ان يحج وان المملوك اذا عتق فيجب ان يحج، فعن النبي صلى الله عليه وسلم (أن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبيا فقالت ألهذا حج قال نعم ولك أجر) رواه مسلم.

ومن الشروط أن يكون الحاج مستطيعا للحج، ويجب الحج على من استطاع إليه سبيلا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ) كما اجمع المسلمين على أنه من حج من لم يستطع فقد أتم حجه، ومن الشروط ان يكون للمرأة محرما في حجها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يخلون رجل بامرأة إلا معها ذو محرم ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل فقال يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا قال انطلق فحج مع امرأتك) رواه مسلم، ويجوز للمرأة أن تستعمل حبوب منع الحيض وقت الحج خوفا من العادة ، ويكون ذلك بعد استشارة طبيب مختص على سلامة المرأة، وهكذا في رمضان إذا أحبت الصوم مع الناس .

ومن كملت به الشروط وجب عليه الحج، ولا يستحب تأخيره لحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعجلوا إلى الحج يعني الفريضة فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) في مسند أحمد.

ووجوه أداء الحج ثلاثة:
1- الإفراد: و هو نية الحج فقط.
2- التمتع: و هو نية العمرة أولاً ، أي يحرم بالعمرة من ميقات بلده و يفرغ منها ثم يحرم للحج من مكة، وسمي متمتعاً لاستمتاعه بمحظورات الإحرام بين العمرة و الحج .
- القِران: و هو نية الحج و العمرة معاً (أي يحرم للحج و العمرة معاً).
وقال الله تعالى: (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْي فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَة ٌذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).

نسأل المولى عز وجل أن ييسر أمر من نوى الحج لبيته العتيق، وأن يتقبل أعماله الصالحات وأن يوفقهم جميعا لما يحب ويرضى.

 

 

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك