نتائج الإنتخابات البحرينية: كارثة أم انكشاف الحقيقة
خليجيأكتوبر 25, 2010, 12:56 م 4752 مشاهدات 0
لم تكن النتائج الأولية للانتخابات البحرينية مفاجأة للمراقب الدقيق الذي يقرأ المسيرة البرلمانية لجماعة الأخوان المسلمين على الأقل على مستوى دول الخليج ، فمع ظهور النتائج الأولية نسترجع حركة الجزر التي أصابت حركة الأخوان المسلمين على مدى السنوات القلية الماضية ، ففي المملكة الأردنية الهاشمية و بعد صدور بيان من القصر الهاشمي قبيل الانتخابات البرلمانية الماضية و الذي أعرب به القصر بأن سيفك التحالف القائم بينه و بين حركة الأخوان المسلمين منذ عام 1957و اليوم بزعامة السيد/ حمزة منصور ، و كانت نتيجة الانتخابات قاسية على الحركة بعد تخلي القصر الهاشمي أو بعد أن فك التحالف بينه و بين الخوان حيث خسر أربعة عشر مقعدا من أصل عشرين مقعدا كانت الحركة تتمتع بها في كل انتخابات برلمانية تقريبا ، و في الكويت في الانتخابات البرلمانية الماضية خسرت الحركة خمسة مقاعد من أصل ستة كانت تتمتع بها ، و في الانتخابات البرلمانية و البلدية التي جرت يوم أمس في البحرين ، فقد كانت النتيجة كارثية على حد تعبير احد الساسة الذي اتصل به منتدى حوار الخليج في المنامة يستفسر منه عن أخر الأخبار و المستجدات على الساحة الانتخابية في وقت مبكر من هذا الصباح ، رغم أن الأمين العام لحركة الأخوان المسلمين بالكويت التي غيرت اسمها من حركة الأخوان المسلمين إلى الحركة الدستورية الإسلامية بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي نتيجة لخذلان الحركة الأم فرعها بالكويت التي أيدت الغزو العراقي مما شكل ضغطا كبيرا على حركة الأخوان في الكويت و غيرت اسمها من حركة الأخوان المسلمين إلى الحركة الدستورية ، فالدكتور ناصر الصانع الأمين العام للحركة الدستورية كان متواجدا باستمرار بمملكة البحرين طول فترة التحضير للانتخابات ، و رغم كل هذا الدعم و الزخم و تقتيره و تقصيره على بقية الجمعيات السياسية الموجودة على الساحة البحرينية فقد مني الخوان المسلمين البحرينيين بهزيمة نكرا و كارثة كما وصفها احد المراقبين ، ففي انتخابات 2006 احتل أخوان البحرين ستة مقاعد و بظهور النتائج الأولية فجر هذا اليوم خسر الأخوان ثلاثة مقاعد بالجولة الأولى و هذا يعني خسارتهم 50% من المقاعد أما المقاعد الثلاثة الأخريين فستدخل الجولة الثانية وسط توقعات بخسارتها أيضا لتصبح هذه الانتخابات بالفعل كارثية على حركة أخوان البحرين ، و قد تكون هذه النتيجة هي مقدمة لنتيجة الأخوان المسلمين في المملكة الأردنية الهاشمية التي ستجرى في غضون الأسابيع القادمة التي تردد أنباء بأنها سوف تقاطعها و لكن المطلعين على مجريات الأمور يذكرون بأن السبب المعلن بمقاطعة الانتخابات هو عدم توفر فرص كافية و عدم وجود حرية كافية و هناك تقيد على النشاط لأخواني ، و السؤال الجوهري الذي يجب أن يطرح في هذا الخضم ، رغم الأموال الهائلة التي يمتلكها تنظيم الأخوان المسلمين على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي الذي كشف سره وزير ماليتهم السيد/ يوسف ندى في إحدى اللقاءات الفضائية قبل أربع سنوات تقريبا ، إلا أن نتائجهم في كل الانتخابات التي جرت بعد الحادي عشر من سبتمبر قد باءت بالفشل أو منيوا بخسارة كارثية لماذا؟ هل رفع يد الأنظمة الحاكمة سبب مباشر؟ و أن كانت الإجابة بنعم ، فذلك يعني أن حركة الخوان المسلمين أما أن تكون قد انكشف سرها لعامة الناس و بالتالي كشف زيف ادعائهم و تمسكهم بالشريعة التي تاجروا بها طوال الثلاثين سنة الماضية بالمنطقة من المطالبة بتطبيق الشريعة إلى فرض الحجاب إلى أسلمت القوانين إلى عداء الشعوب المتحضرة إلى محاربة الفكر المستنير كلها سياسات اتبعتها كل الجماعات الإسلامية إلى تكفير مخالفيهم بالرأي طول الثلاثين سنة الماضية ، أو أنهم قد خلقوا للمجتمعات نمر من ورق سرعان ما تهاوى بعد رفع الغطاء عنهم من قبل الأنظمة الحاكمة بالمنطقة ، أو أن يكون ذلك مؤشر قوى للمجتمع الدولي أو للأمريكان تحديدا بأن بعبع الحركات الإسلامية نستطيع أن نقلمها و تحديد تحركاتها و نموها وقت ما نشاء و قد لقناكم درسا قاسيا بالعراق من خلال الانتحاريين و التكفيريين فليدنا معين لا ينضب من هؤلاء المغفلين الذين نرسلهم إلى الجنة مباشرة و لكن كل فرد منهم يأخذ معه العشرات من الأبرياء لكي يذهبوا جميعهم إلى الجنة بدلا من هذا الجحيم الذي يعيشون بها من فقر و ذل و فساد و تسلط ، و لا باس أن اخذ معه إلى جهنم أمريكي أو انجليزي أو أي من جنودكم طالما أن أجندتكم بالمنطقة هي دمقرطتها ، فنحن أو من بعدنا الطوفان ، لذا فأن سيطرتنا على اكبر حركة أسلامية منظمة تنظيم جيد و تملك من الأموال ما تعجز عن حمله الجمال هي الضامنة لكم و لمصالحكم بالمنطقة فدعونا و شاننا و اخرسوا وزيرة خارجيتكم السابقة كوندليسا رايس التي قالت أثناء مسائلتها بالكونغرس الأمريكي قبل أن تعين وزيرة خارجية بأن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الستين سنة الماضية كانت تدعم الأنظمة الدكتاتورية في سبيل إسقاط الاتحاد السوفيتي و اليوم لم يعد الاتحاد السوفيتي موجود لذا لا بد و أن تتغير الإستراتيجية الأمريكية بما يتوافق مع القيم الأمريكية المنتصر لمبدأ الحرية و الديمقراطية و هذا ما سنتبناه و بعد ذلك و بعد تنصيبها صرحت بأن حتى الأنظمة الحليفة بالمنطقة سوف نغيرها فمن هي الأنظمة الحليفة بالمنطقة أن لم نكن نحن ؟ لذا لا بد من هذا الدرس القاسي للإدارة الأمريكية بالعراق و أفغانستان ، ولذلك تخلت أمريكا و العالم الحر عن ديمقرطة المنطقة تاركين شعوبها تأن تحت وطأة الفقر و الفساد و انتهاك حقوق الإنسان و سرقة الموال العامة و البطالة و كل ما يخطر على بال المراقب من أزمة تجدها بكل أنظمة المنطقة اليوم ، و المتابع الجيد سيجد بان منطقتنا أصبحت المنطقة الوحيد بالعالم لم يصلها نور الديمقراطية الحقيقة إلى يومنا هذا بالرغم من أشاعته و امتداده بكل أصقاع الدنيا ، فمتى نستفيد من هذه النتائج الكارثية التي حلت على حركة الأخوان المسلمين.
تعليقات