البابطين فى 'حوار العرب': لسنا بحاجة إلي «سايكس بيكو» جديدة

محليات وبرلمان

نموذج الصمود جسد آمال الأمة العربية رغم خسائره الكبيرة

415 مشاهدات 0

عبدالعزيز البابطين

 

«التنمية والصمود نموذجان متعارضان لا يتلاقيان».. هكذا انتهي برنامج حوار العرب علي قناة «العربية» لدي مقارنته بين اتجاهات الأنظمة العربية خلال الـ٥٠ عاما الماضية.

وأكد البرنامج أن نموذج الصمود جسد آمال الأمة لكن كانت خسائره بالجملة، خصوصا علي المستوي الاقتصادي والتنموي، في حين كان نموذج التنمية الذي اختارته دول الخليج اقتصادي بحت نحي السياسة جانبا، واهتم فقط بالنهضة الاقتصادية والعمرانية علي حساب الديمقراطية.

وقال نبيل اليوسف، الرئيس التنفيذي لكلية دبي: إنه من الصعب أن نفرض نموذجاً واحداً علي كل الدول العربية، فلكل دولة ظروفها التي تعيش فيها. وأضاف: أولاً يجب إعطاء الأولوية للتنمية، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، فطموح كل مواطن عربي أن تكون لديه وظيفة، ويكون لديه بيت وأن تكون لديه رعاية صحية له ولأبنائه، كما يجب التركيز علي التنمية، مطالباً بعدم اتخاذ الظروف السياسية كعذر أو شماعة نعلق عليها أخطاءنا وتقصيرنا في حق أوطاننا.

وأضاف: نحن جربنا نموذج الصمود خلال ٤٠ أو ٥٠ عاماً، ولم نتقدم خطوة واحدة نحو تحرير هذه المواقع حتي الآن، وإننا بحاجة إلي إعادة النظر في النموذج الذي اتبعناه خلال نصف القرن الماضي، فهذا النموذج يقول: «يجب أن نخلق المواطن الصالح القادر علي المواجهة والقادر علي التصدي، لأن الحروب لا تدار من قبل الزعماء فقط، وإنما من قبل الشعوب المؤمنة الواعية التي تدرك أن الأنظمة الاقتصادية والسياسية تساعدها في الحفاظ عليه وعلي أوطانها.

وقال الدكتور نصر عارف، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الشيخ زايد: إنه من الخطأ الشديد أن نظن أن المواجهة هي مواجهة سياسية وعسكرية، فالمواجهة الأولي مواجهة ثقافية اجتماعية اقتصادية، لأن القدرة علي إحداث مشروع تنموي مستقل معتمد علي الذات قائم علي تفعيل المواطن وتفعيل الإنسان والاستثمار في الإنسان، هو أول مواجهة، فقضية المواجهة لابد أن توسع، بحيث لا يكون هذا النموذج نموذجاً قابلاً للكسر أو للاستيعاب من قبل ثقافة أخري أو حضارة أخري، أو قابل للإفشال من أي طاقة داخلية، فأول مراحل المواجهة لابد أن تتم علي مستوي بناء الإنسان والنموذج الاقتصادي، وتحقيق القدرة التنموية الاقتصادية الذاتية.

واتهم عارف «السادات» بأنه أفشل المشروع كاملاً، وقال: قامت في مصر نهضة صناعية، ولا ينبغي أن نسحب الحاضر علي الماضي، في الخمسينيات والستينيات، كانت في مصر نهضة تنموية - صناعية -تعليمية - صحية، ومستوي رفاهية للإنسان، وساهمت في تنمية باقي الدول العربية من خلال المدرسين والطب والبعثات والتمويل وكل شيء، ثم جاء مشروع السادات الذي كان مشروع انفتاح اقتصادي علي الخارج، بإعلاء قيم الاستهلاك وقيم الثراء السريع، فأفشل المشروع التنموي السابق.

وقال رجل الأعمال الكويتى عبدالعزيز البابطين: أنا شخصيا لا أحب كلمة شرق أوسط جديد لأنه لو كان يقصد بها تقسيم الوطن العربي، كما فهمنا مما قيل في الصحف الأمريكية والبريطانية، فبلاشك نحن ضده ولسنا بحاجة إلي «سايكس بيكو» جديدة.

من جانبه، قال المفكر سعيد حارب: لاشك أن دول الخليج هي دول حديثة النشأة كدولة مدنية حديثة، وقد بدأت في التحول إلي التنمية السياسية خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلي أن الدول الأخري انشغلت كثيرا بهذه الشعارات والأطروحات عن التنمية الاقتصادية، فلا هي حققت التنمية الاقتصادية، ولا هي التي حققت مثل هذه الشعارات.

وقال الدكتور جواد العناني: أنا مع عملية الإصلاح الاقتصادي والازدهار لأن هذا من تجارب الشعوب كلها التي سبقتنا، حتي في بريطانيا، فإن النضوج السياسي الذي وصلت إليه المملكة المتحدة لم يتم إلا بعدما حققت الثورة الصناعية أهدافها، واستطاعت أن تنجز الإنجازات الاقتصادية الكبيرة.

 

 

القاهرة: الآن

تعليقات

اكتب تعليقك