تحت عنوان' أنا بويه' نجلاء عبدالعزيز الخليفة تطالب بوضع حلول جادة لاقتلاع ظاهرة البويات
زاوية الكتابكتب أكتوبر 16, 2010, 11:56 م 623 مشاهدات 0
أنا بويه
كتب نجلاء عبدالعزيز خليفة
المجتمع الكويتي الصغير في حجمه هو في الواقع مجتمع أكبر بكثير في باطنه من ظاهره، فهو ينطوي على العديد من السلبيات التي بدأت تنخر في بنيته الاجتماعية وأصبح يحمل في طياته الكثير من المشكلات التي انعكست على أحوال البلد وشوهت أصالته، ولا أحاول من خلال هذا الموضوع ان أسلط الضوء على عيوب وطني الذي أفتخر دوماً بالانتماء اليه ولكن هناك بعض المشكلات المقلقة والتي يجب ان نواجهها بشجاعة ونقف عندها من أجل وضع حدٍ لتزايدها وخوفاً من ان تتحول من ظاهرة الى واقع مخجل ملازم لنا، ومن بين هذه المشكلات ما نراه الآن من انتشار ظاهرة تسمى بالبويات أو ما يطلق عليه البعض الجنس الرابع وهي تشبه الفتيات بالرجال واياً كان الاسم الذي يطلق عليها ففي النهاية هي مشكلة حقيقية يجب ان نضعها في دائرة اهتمامنا لمعرفة دوافع هؤلاء الفتيات والأسباب التي جعلتهن في تزايد مستمر ومن ثم المبادرة بوضع حلول جادة لاقتلاع هذه الظاهرة من جذورها، ومن المؤكد ان هؤلاء الفتيات يعانين في داخلهن كما نعاني نحن من رؤيتهن بيننا بهذا الشكل المخالف للفطرة الانسانية ولتعاليم الدين الاسلامي الحنيف الذي لعن المتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال، الا ان البعض بكل أسف قد أساء تقدير هذه الحالات المرضية وخانته فطنته عندما جعل من مرضهن جريمة لا تغتفر يجب ان يعاقبهن عليها القانون وحتما لم يقلل هذا الأسلوب من انتشارهن وتكاثرهن بل على العكس فقد أصبحنا نراهن حولنا أينما حللنا، كما لا أرى في أسلوب العقاب الوسيلة الصحيحة لحل المشكلة كما يراه البعض، اذ قد لامست ان هؤلاء الفتيات أو البويات يغلب على بعضهن الشعور بالألم مما قد وصلن اليه ولكنهن يفتقرن الى النصح السليم الذي من الممكن ان يخلصهن من هذا الأمر المشين الذي جعل المجتمع ينبذهن، ومعظمهن في الواقع ما هن الا ضحايا لأسر أهملت في تربيتهن أو حولتهن بتزمتها وتشددها المبالغ فيه الى نساء يتخفين من ضعفهن وراء هيبة الرجل الذي يفتقدنه أو الذي فرض عليهن بشكل أو بآخر، وبدلاً من ان نضعهن خلف القضبان ونوجه لهن أصابع الاتهام فمن الأولى ان تلتقطهن أيدٍ رحيمة ممثلة في هيئة اجتماعية تُقوّم سلوكهن بعد تحليله والرجوع الى ماضي كل واحدة منهن والذي تحاول ان تخفيه في ملابس رجل لا يشبه ما في شعورها الداخلي من أنوثة، وبالمثل فان الأمر ينطبق أيضاً على المتشبهين بالنساء أو ما يسميه آخرون بالجنس الثالث، فهذه المشكلات دائماً تعزى الى سببين لا ثالث لهما، اما عضوي أو نفسي اجتماعي، وغالباً ما يكون السبب الثاني هو المتسبب الأول في المشكلة، فالاهمال الأسري في تربية الأبناء وقلة النصح والابتعاد عن الدين والفهم الخاطئ للحريات في مجتمع كان يغلب عليه التزمت حوّلت المجتمع الكويتي المحافظ الى صورة غير واضحة المعالم وأخرجت جيلاً بلا هوية وطنية أو اجتماعية أو جنسية على الرغم من ان هؤلاء هم عماد الوطن ورمز لمستقبله ونجاحه، فأستغرب كيف يقبل البعض ان يفسد هذا الرمز ويضيع في تغيرات الحياة وهم يعلمون ان فسادهم لا يعني سوى ضياع الحاضر والمستقبل، وبدلاً من ان يركضوا وراء لجنة تجرم الظواهر السلبية فقد كان من الأجدى العمل على انشاء هيئة اجتماعية تدرس وتحلل وتقيم هذه الظواهر وتضع لها الحلول المبينة على أسس دينية وعلمية من أجل الحفاظ على ثروة هذا البلد المتمثلة في أبنائه فمتى يا تُرى ترى هذه الهيئة النور؟.
نجلاء عبدالعزيز خليفة
تعليقات