تعزيز لعدالة قضائنا الشامخ وفصل السلطات

حرصا على القضاء ومن أجل استقلاليته الكاملة، أبلغت أوساط سياسية استغرابها لشغل منصب مدير إدارة الخبراء في وزارة العدل من خلال أحد المستشارين بمحكمة الإستئناف. وأضافت  المصادر السياسية أن المستشار في محكمة الإستئناف القاضي عبد الرحمن الدارمي يشغل منصب مدير إدارة الخبراء منذ 14 أكتوبر 2009، وأن قرار شغله لهذا المنصب يخضع لتجديد سنوي من جانب المسؤولين في وزارة العدل خلال أسابيع، وهو أمر- بموجب المصادر السياسية- يتعارض مع مبدأ فصل السلطات فوزارة العدل تتبع السلطة التنفيذية، والغرابة أن السيد المستشار يشغل منصبين- في الوقت ذاته- في السلطة القضائية (( مستشار في محكمة الإستئناف))، والسلطة التنفيذية (( مدير إدارة في وزارة العدل )). وقالت المصادر لو أن قرار ندب المستشار عبد الرحمن الدارمي قاضي الإستئناف مديرا لإدارة الخبراء في وزارة العدل اقتصر على كف يده عن العمل في صرح القضاء لكان الأمر مقبولا، فما بالك إذا اجتمع العملين في سلطتين مختلفين في آن واحد كما هو الحال مع السيد المستشار الدارمي. وأضافت المصادر أنه من اللافت لنا أن المستشار الدارمي قد تولى النظر في قضيتين كان طرفها أحد أعضاء مجلس الأمة-أي السلطة التشريعية باعتبار النائب يمثل الأمة بأسرها، وهو النائب د.فيصل المسلم، الأولى تتعلق بالقضية المرفوعة من قبل رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد- أي رئيس السلطة التنفيذية، والثانية د.رشا الصباح الوكيل السابق للتعليم العالي. وهي قضايا بحسب المصادر سياسية شغلت الرأي العام، وبالتالي من الخطورة بمكان أن يشار بأي شكل من الأشكال إلى أن القضاء الكويتي العادل طرف بتلك الخصومات لأن من ينظر بهاتين القضيتين يشغل منصبا بالسلطة التنفيذية، على الرغم من أننا ((وكذا حسبما تقول المصادر )) نربأ بقضائنا الشامخ )) أن يكون طرفا في مثل تلك الخصومات والنزاعات السياسية

وأكدت المصادر يبدو ان هناك نية من جانب نائب رئيس مجلس الوزراء للشئون القانونية وزير العدل والأوقاف التجديد لسنة أخرى جديدة للمستشار الدارمي، مشيرة إلى أننا نرى أن قضاؤنا الشامخ والنزيه رمز العدالة والأمن والأمان لمن يسكن هذه الأرض حريص على عدم المساس باستقلاليته، كما أنه في الوقت ذاته حريص أيضا على الإبتعاد عن النزاعات التي قد تنشأ بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

للمزيد، أنظر أدناه صورة ضوئية من قرار تعيين المستشار الدارمي مديرا لإدارة الخبراء: