عباد الدينار و عباد الرحمان

زاوية الكتاب

كتب 2695 مشاهدات 0


قال الرسول صلى الله عليه وسلم : 'تعس عبد الدينار ، والدرهم ، والقطيفة ، والخميصة ، إن أعطي رضي ، وإن لم يعط لم يرض' رواه البخاري ، صلى الله عليك وسلم يا رسول الله يا من لا ينطق عن الهوى من قبل 1400 سنة أنبأت عبد الدينار بالتعس وعدم الفلاح ، أي أن عبد الدينار لو أنفق حياته كلها سعيا وراء المال ما نال سعادة قط بل الخسارة والتعس هي نصيبه ، إن المال أمر ضروري للعيش في الحياة فكما قال سبحانه وتعالى ' المال والبنون زينة الحياة الدنيا' فالمال في حقيقته وكما يعتقد المثاليون هو وسيلة وليست غاية ، قال عز وجل (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ *فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (الذريات:22-23) فعلى الإنسان المؤمن أن لا يجعل مسألة الرزق حائلا بينه وبين قول الحقيقة والثبات على المبدأ ، كل ما تقدمت فيه كان مقدمة للموضوع فتعالوا معي لنتعرف على عباد الدينار في زمننا هذا.

عبيد  الدينار في زماننا ليست أساميهم عبد  الفلس ولا عبد  الدولار ولا عبد  الشيك بل أساميهم معتادة كبقية البشر، يدخلون المساجد ودور العبادة يصلون ويصومون بعضهم لديه ذقن يصل لمنتصف دائرة الكرش وبعضهم حليق الذقن والشارب ، بعضهم لديه شهادة دكتوراة ليضع 'د' قبل اسمه وبعضهم اشترى شهادته الأكاديمية من جزر الواق واق ، بعضهم يعيش في فيلا يضيع فيها الفيل الأفريقي وبعضهم يسكن على أغصان أشجار الموز !! ، اختلفت أشكالهم وثقافاتهم لكنهم لا يختلفون في معبودهم المقدس الذي لا يرضون المساس به فهو العز والشرف والأب الحنون والابن البار رضاه أمر يحرم المساس به فبمجرد أن تفكر بعوضة أن تحط على هذا المعبود تنقلب الدنيا وتضرب كل المبادئ عرض الحائط، فعبادة الدينار بنيت على الجشع والحسد والأنانية والانحطاط والانبطاح ، أما عباد الرحمان يؤمنون بحقيقة واحدة ان للكون إله عظيم يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور العدل إسمه ينصر الحق ولو بعد حين فعباد الرحمن موقنون بأن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.

عبدالرحمن الزنكي يبلغ من العمر 14 سنة لكنني رأيت فيه عقلا جاوز الأربعين سنة تفوق على الروتين ، وقام بابتكار تطبيق لأجهزة IPHONE استخدمه ما يقار المليون مستخدم ، رغم الانتقادات التي تحدثت عن سهولة تصميم التطبيق وغيرها لكن الحقيقة حق أن تذكر إن ما قام به عبدالرحمن الزنكي جدير بالإشادة وأدعي لك من كل قلبي ' الله يوفقك ويسهل دربك آمين' ونحن في انتظار جديدك فلقد أعطيتنا إحساس بالفخر لا يزال حيا في الصدور.


اللهم احفظ الكويت وشعبها من أي مكروه آمين.

ولدكم

عبدالرحمن الحسيني

[email protected] 

الآن - رأي: عبد الرحمن الحسيني

تعليقات

اكتب تعليقك