بعد طول صمت وغياب.. أخيرا تذكرنا أن هناك نائبا اسمه «علي الراشد».. سعود العصفور يسجل مسلسل الصمت

زاوية الكتاب

كتب 1908 مشاهدات 0



سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / أخيراً نطق!


 
يا معوض صبر الصابرين، ويا كريم يا منان يا ذا الإحسان. أخيراً ظهر وبان ونطق النائب الهمام. غاب كثيراً وطويلاً عن الساحة حتى كنت قاب قوسين أو أدنى من نشر بلاغ باسمه وصورته وصفته على صدر بيض الأوراق في صحفنا اليومية، أطالب من يجده من المواطنين بتبليغ أقرب مركز لخدمة المواطن. خرج المجلس في إجازة، وخرج هو عن الصورة، وتوارى عن الأنظار، ولم يطلق تصريحاً أو تلميحاً أو حتى «نغزة» عن موقفه في قضايا شالت البلد وأنزلته وكادت أن تقسمه وتدمره وتنهيه. خرج سيىء الذكر ياسر الحبيب وارتكب جريمته وانبرى له المدافعون، كلٌ حسب اجتهاده يصيب فيه ويخطئ، وصاحبنا «ولا هو هنا»! حمل النائب صالح الملا لواء استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء، وكتلة العمل الوطني «تضرب تقلب» كما يقول الأخوة المصريون، وكل يوم تصريح وتهديد ووعيد و«تأجيل»، ويوم سنستجوب رئيس الوزراء، ويوم يهددون الوزير العفاسي، ويوم يؤجلون اجتماعهم، ثم يجتمعون في يومٍ آخر لكي يؤجلوا، وهكذا، ونائبنا، الذي كان في يوم من الأيام رئيس لجنة الشباب والرياضة في المجلس، «ولا هو هنا»، وأتحدى أن يكون هناك من يعرف موقفه «الحقيقي» في الأزمة الرياضية!
سنوات طوال قضاها حاملاً ادعاء الدفاع عن الحريات ومحاربة الرقابة، ولما اشتدت رقابة وزارة الإعلام على معرض الكتاب، وصرخ من صرخ، واحتج من احتج، وزمجر من زمجر، وعارض من عارض، ارتمى صاحبنا في أحضان الصمت والغياب وأختبأ خلف ستار الغموض والتجاهل وكأن أحداً لن ينتبه لصمته ولا لغيابه أو غموضه وتجاهله. ولما ارتفعت رايات وزارة الداخلية بالتعسف وإعادة إحياء قانون التجمعات غير الدستوري، وبدأت مدرعاتها ودورياتها وقواتها في حرث الأرض الخصبة لإعادة زراعتها تعسفاً وقمعاً ومنعاً وتسلطاً، غاب النائب الهمام وكأن الأمر لا يعنيه وهو يمثل الأمة بأسرها ومن أقسم على الذود عن حرياتها وحماية مصالحها.
وحدها اللجنة المالية في المجلس أخرجته من عزلته وغيابه وعن صمته، ووحدها اللجنة المالية أعادت إليه «بشته» النيابي وتذكر أنه نائب في مجلس الأمة يمثل الأمة ولا يمثل عليها. وحدها اللجنة المالية وقرارها بشأن الغرفة أعاد الدماء إلى خلايا أعصاب ذاكرته البرلمانية وتذكر أن هنالك نائبا في مجلس الأمة يدعى «علي الراشد». يا ما أنت كريم يا رب.
*
لا أعلم من الذي «شار» على سمو رئيس مجلس الوزراء بإجراء مقابلات تلفزيونية متتالية، ولكني متأكد بأنه قد «أخلص» في نصيحته لسموه. اللقاءات خطوة جيدة وإلى الأمام، والخطوة المقبلة يجب أن تكون لقاءات تلفزيونية «غير بروتوكولية» تطرح فيها قضايا حساسة ومهمة بعيدة كل البعد عن أسلوب «ما رأيك» و«هل تعتقد؟». أسئلة تكهرب الجو وتروي ظمأ المواطنين إلى إجابات الرجل الأول في السلطة التنفيذية.


سعود عبدالعزيز العصفور

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك