بعد رحلة صيف لجزر الكاريبي.. نبيل الفضل يعود ليسل سيفه في وجه النواب والناشطين ويرى المنافسة بينهم بلغت درجة أسفل وأحقر من سابقتها في قلة الأدب

زاوية الكتاب

كتب 1880 مشاهدات 0




 

 نظرة واقعية التشاؤم

 
كتب نبيل الفضل

- عظم الله أجركم وأجرنا في القلم العفيف محمد مساعد الصالح. وعزاؤنا للصحافة ولـ«القبس» وقرائها، والصبر لذويه والسلوان لأحبته فقد عاش لا عدو أو كارهاً له.
- خلال وجودنا في جزر الكاريبي اتصل بنا احد الاصدقاء يحثنا على العودة الى ارض الوطن، فقلنا له امامنا جريدة بها خبر لشركة بوينغ تعلن فيه عن عزمها ارسال سواح الى الفضاء الخارجي عام 2015، وانتم في الكويت تعتركون وتقيمون الندوات الهادرة على السيدة عائشة بعد موتها بأربعة عشر قرنا في قضية فصلها الله سبحانه وتعالى منذ ذلك الازل! فما الذي يشجعنا على العودة الى ارض الوطن؟! سكت الزميل برهة، ثم قال واصل رحلتك.
والحقيقة ان الكويت استحالت الى حالة فريدة شاذة ومنفرة، وتعاني من مظاهر يومية لن تؤدي لغير الانهيار التام لدولة كانت يوما درة للخليج وشمعة في الظلام العربي الاسلامي.
ولعله من المؤسف ان تصاب الكويت بداء الدولة الأموية وداء دويلات الاندلس في آن واحد.
فمن سياسة شراء ود الأعداء واهمال الموالين التي ادت لانهيار الدولة الأموية، الى عراك وحروب امراء الطوائف – ابناء الحكم – واستنصارهم بالخصوم التقليديين ضد ابناء عمومتهم.
وفي المقابل لدينا مجلس أمة اضاع نصوص الدستور وتجاهل القيم الديموقراطية، ولم يتذكر سوى نصوص ان النائب يمثل الامة وان الامة مصدر السلطات جميعا، وان الاستجواب حق دستوري للنائب الفرد، فتعسف في استخدام هذه النصوص دون تمعن في مقاصدها الدستورية أو بحث في غاياتها الديموقراطية.
وبين الفريقين تفرغ عدد من الشخصيات، ما بين نائب وكاتب وناشط سياسي، لا يزيدون عن الخمسين شخصاً، في صب الزيت على أي نار او اشعال نيران جديدة كل يوم، وكأنما هم يسترزقون ويعتاشون على إبقاء الكويت على صفيح ساخن لا تهدأ نيرانه ولا تتوقف وتيرته.
استعيدوا الذاكرة وراجعوا أرشيف الصحف، هل مر عليكم يوم من ايام العطلة البرلمانية الأخيرة فلم تجدوا فيه تصريحا لنائب او عويلا لعضو او عواء لكتلة سياسية؟! وكل نائب يعتقد ان الدولة والحكومة يجب ان تسير وتهتدي بما يشير او يفرض عليها من رؤى وتوجهات، بل ولا يتردد اي من خريجي اليانصيب الانتخابي المؤسف من فرض إرادته على الاجراءات الحكومية والتعيينات والترقيات!. وان كان من فاقدي الحياء كالسيد «ابومساعد» فسنجده يهاجم الدول الصديقة وينتصر للارهاب الدولي ويخترق الحصار المصري عبر الانفاق.. فقط لأنه نائب كويتي.
اناس لا هم لهم سوى ابقاء الساحة الكويتية مشتعلة بأمر ما مهما كان تافها او مختلقا.
ومن يظن أو يتوهم ان كل هذا يحدث دون دفع رباعي خارجي فهو إما سطحي او حسن النية حتى العبط.
والملاحظ أن الخطاب السياسي أو النيابي اليوم مهما اختلفت توجهات أصحابه إلا انه يتوحد ويتشابه في أنه خطاب قليل الأدب في حق الغير، بل ان المنافسة بين النواب والناشطين السياسيين أصبحت اليوم منافسة في الوصول إلى درجة أسفل وأحقر من سابقتها في قلة الأدب والتطاول.
وما يفعله أو يقوله البعض من شتائم وإساءات في حق الآخرين وبالذات رموز الحكم، هو فعل وقول لا تجرؤ «طوايف طوايفهم» على مجرد التفكير فيه في أي دولة شقيقة يقطنونها.
فإن قال أحمق بان لا رمز إلا سمو الأمير قلنا له اقرأ الدستور حيث ينص على أن الحكم في ذرية مبارك، وذرية مبارك ليست فقط الأمير الذي هو قائدها بالاختيار والاقتناع، بل إن ذرية مبارك هي مصنع الأمراء بنص الدستور، وكرامة أبنائها أهم بكثير من لحية خالد شليمي أو «مدعاب الطليعة» وغيرهما من متطاولين.
نعم من حقنا أن نحاسب المخطئ وننتقد المسيء من أبناء ذرية مبارك ممن هم في موقع المسؤولية، ولكن ليس هناك ما يجيز انتهاك كرامتهم أو استضعافهم والإساءة إليهم فقط لكي يقول أحدهم انه فعلها ويفتخر بين صعاليك طائفته أو «الخمه» من ربعه.
الكويت لا تستحق ما يجري لها على يد حفنة من أبنائها عاشوا بخيرها وبعز حكامها حتى ظنوا أنهم مثلهم أو أكبر منهم، فبئس ما ظنوا وما تصوروا.
والعيب الأكبر في هذا المسرح السياسي الكويتي المحزن هو صمت الأغلبية وإيثارها لشعار «قوم مكاري» رغم استيائها مما يحدث لسمعة الكويت وأسلوب حياة شعبها والتراجع المتواصل على كل صعيد بقيادة نواب الامة.

أعزاءنا

نشكر كل من سأل عنا خلال غيبتنا الصيفية المعتادة، التي مهما طالت فاننا ننأى بها عن الكتابة اراحة للقراء قبل أنفسنا.
وننتهز هذه الفرصة لنرحب بالزميل صالح الغنام وهو يزين صفحات «الوطن» ببنات أفكاره وعطاء قلمه.
كما لا يفوتنا ان نؤبن الزميل الراحل الدكتور أحمد البغدادي الذي خسره الفكر العربي والثقافة الكويتية، فألف رحمة عليك يا أبا أنور.

نبيل الفضل 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك