'البعض المغرور' يرى أن بينه وبين أسرة الصباح عقدا‮ ‬‮‬وصكا‮ ‬‮‬مكتوبا‮ بقسمة الحياة السياسية والتجارية، غليفص بن عكشان يُسجل رده عليهم !!

زاوية الكتاب

كتب 1410 مشاهدات 0


البعض المغرور‮ ‬     
Thursday, 07 October 2010 
غليفص بن عكشان

 

يرى البعض أن بينه وبين أسرة الصباح عقدا‮ ‬ً‮ ‬وصكا‮ ‬ً‮ ‬مكتوبا‮ ‬ً‮ ‬بقسمة الحياة السياسية والتجارية،‮ ‬بناء عليه‮ ‬يكون الحكم لأسرة الصباح والتجارة لهذا البعض دون‮ ‬غيرهم،‮ ‬إلا أن هذا البعض لم‮ ‬يظهر برهانه على ما‮ ‬يقول‮ ‬،هل لأنه ليس له برهان؟ أم لأنه‮ ‬يمني‮ ‬نفسه؟ أو في‮ ‬نفسه كابوس حلم زين له ذلك القول؟ والراجح في‮ ‬الأمر أنها مقولة أسلافه الذين خيل لهم أنهم أساس الكويت فلقنوا هذا التخيل لأولادهم،‮ ‬وتجاهل ذلك السلف وهذا الخلف أن الحقيقة ليست موافقة لهم،‮ ‬فإذا كذبت على الناس مرة لن‮ ‬يصدقوك ألف مرة‮.‬
فإذا صدقنا تلك المقولة،‮ ‬ونرى أنها‮ ‬غير صادقة لعدم تقديم الدليل عليها‮ ‬،فماذا لبقية الشعب الكويتي؟ الحكم للصباح والتجارة لهذا البعض،‮ ‬لم‮ ‬يبق إلا أن‮ ‬يكون الشعب تحت رحمة الطرفين أو خدما‮ ‬ً‮ ‬لديهما،‮ ‬والحال تقول لا‮ ‬،‮ ‬البعض الذي‮ ‬ذهب لرئيس السلطات حتى‮ ‬يحل المجلس ويعلق الديمقراطية بتأجيل الانتخابات وتنقيح الدستور،‮ ‬هدفه تحقيق خيال البعض بأن الحكم للصباح والتجارة لهم،‮ ‬وقد خاب أملهم لأن‮ ‬غايتهم المكنونة في‮ ‬نفوسهم لا تخفى على ذكاء وحكمة وخبرة ومعاصرة رئيس السلطات لهذه الفئة وشعوره بأن المساواة واجبة وحق الشعب بالعدل والحرية وتكافؤ الفرص واجب مفروض بالدستور،‮ ‬فتحطمت على صخور حكمته وثاقب نظرة وسعة علمه مقاصد هذا البعض الذين لا تنسى مواقف أسلافهم مع الشيخ مبارك الصباح واحمد الجابر فكانت أحلامهم هباءً‮ ‬منثورا‮ ‬ًوخاب ما كانوا‮ ‬يسعون إليه،‮ ‬لأن‮ ‬غايتهم الأولى أن‮ ‬يكونوا سداً‮ ‬بين أسرة الحكم والشعب حتى تكون لهم إدارة المال والقرار ويعزلون أسرة الصباح عن الشعب‮ ‬،كما‮ ‬يروجون له بأن أسباب الأزمات الخلاف بين أعضاء الأسرة الحاكمة‮ .‬
والذي‮ ‬نراه أن هذا البعض لم‮ ‬يكتف بالتجارة بل تملك القيادات الإدارية،‮ ‬ومن خلال التجارة والإدارة رفع معطسه للسيطرة على السلطات والشعب،‮ ‬وغاب عن أذهانهم أن الحال الماضي‮ ‬غير حال الحاضر‮ ‬،والمستقبل لهم كما كان حال البرامكة،‮ ‬وخيرا‮ ‬ً‮ ‬لهم أن‮ ‬يدركوا ذلك‮ ‬،لأن استمرار الحال من المحال،‮ ‬إذ لو دامت لغيرك ما وصلت إليك،‮ ‬فالأسرة الحاكمة رغم أنوفهم ستبقى بمساندة الشعب لها وقربها من الشعب‮ ‬،ومقولة الوهم بالدماء الزرقاء أصبحت خرافة لا قيمة لها‮ ‬،لأن المال والإدارة لا‮ ‬يغيرا الدم أو النسب أو الأصل‮ ‬،وإذا كان الزمان لك‮ ‬يوما‮ ‬ً‮ ‬فهو لغيرك أزمانا‮.‬
ولكن الذي‮ ‬يأخذه الشعب على الوضع الحالي‮ ‬هو‮ ‬غياب المساواة في‮ ‬الحقوق‮ ‬،مع أن المساواة بين الجاهل والعالم ظلم أو المساواة بين المخلص والخائن أشد ظلماً،‮ ‬وكذلك بين المحب والكاره أو الحاقد أو الطامع عدم إنصاف،‮ ‬والمثال الواضح من‮ ‬يشترط عليك أن‮ ‬يأخذ التجارة والإدارة مقابل عدم مشاركته لك بالحكم أحق أم ذلك المخلص الوفي‮ ‬الذي‮ ‬مواقفه دائما‮ ‬ً‮ ‬لصالحك وهو لايشترط عليك ؟ هل الفرق واضح بين الفريقين؟
أقول لك الماضي‮ ‬جهل والحاضر فاصل والمستقبل ليس لصالح البعض المغرور وخيراً‮ ‬له أن‮ ‬يلزم حدوده التي‮ ‬لا تتجاوز دماره،‮ ‬فسعة الصدر لها حدود والشعب نفذ صبره على تقديم هذا البعض بغير مبرر في‮ ‬مراكز القيادة والمال‮. ‬
إن رجال اليوم سيحملون مشعل المساواة وسوف تكون العاقبة للمتقين‮ ‬،والمعلوم أن السكوت عن طلب المساواة لا‮ ‬يسقط الحق فيها شرعاً‮ ‬فقد قال رسول الله‮ (‬صلى الله عليه وسلم‮)  ‬الناس سواسية كأسنان المشط‮  ‬أو كما قال،‮ ‬والقاعدة أن المساواة في‮ ‬الظلم عدل،‮ ‬والعدل أساس الملك‮ ‬،ورجال الحاضر‮ ‬غير رجال الأمس‮ ‬،مع حفظ الجميل لأهله‮ ‬،إلا أن المساواة في‮ ‬مناصب الدولة مفقودة‮ ‬،والمعلوم أن المراكز القيادية استأثر بها ذلك البعض برضا الحكومة وتقديمهم على‮ ‬غيرهم دون مبرر مقبول،‮ ‬وهذا خلل تأباه العدالة الاجتماعية‮ ‬،مما أسفر عنه الفساد الإداري‮ ‬والمالي‮ ‬وقيام المحسوبية والواسطة وتخلف الدولة في‮ ‬جميع الأصعدة،‮ ‬وكأن الكويت ليس بها من الرجال إلا هذا البعض أو أتباعهم‮. ‬

اللهم احفظ الكويت من شر الأشرار وأرزقها حكومة مخلصة للشعب ومستقبل الكويت‮ . ‬آمين‮ .‬

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك