في ختام الاجتماع السادس عشر لوزراء التعاون الخليجي

محليات وبرلمان

673 مشاهدات 0

 العبد الله متوسطا الوزراء الخليجيين

الهاشم: الأمانة العامة تدفع نحو ترجمة مضامين الإستراتيجية الثقافية التي أقرها القادة الخليجيين.

أكد وزير النفط وزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ احمد العبد الله على أهمية الثقافة ومحوريتها في الارتقاء بحياة الشعوب في ظل تحديات العولمة التي تنتهك خصوصية الثقافات المحلية للأمم الآخذة في النمو.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير العبد الله في ختام الاجتماع السادس عشر لأصحاب السمو والمعالي الوزراء المسئولين عن الثقافة في دول مجلس التعاون ورحب العبد الله في بداية الاجتماع الوزاري والذي سبقه اجتماع السادة الوكلاء يومي 3، 4 أكتوبر الجاري ، بأصحاب المعالي والسمو الوزراء الخليجيين في بلدهم الكويت، معربا عن أمنياته  ان يكون هذا اللقاء دعما للعمل الثقافي المشترك على صعيد دول مجلس التعاون، وعلى صعيد الثقافة العربية باتساع طيفها، وتعدد مشاربها.

وقال العبد الله :لقد أصبح من البديهيات التي يجمع عليها الكافة أهمية الثقافة ومحوريتها في الارتقاء بحياة الشعوب. بل لعل الثقافة صارت تؤدي حاليا دورا جليلا أكبر من أي وقت مضى، في ظل تحديات العولمة التي تنتهك خصوصية الثقافات المحلية للأمم الآخذة في النمو، وفي مواجهة النزاعات التي تهدد السلام والاستقرار في غير بقعة من خريطة العالم، إذ تمثل الثقافة بأفقها الفسيح وقدرتها على إرساء التعايش بين الاتجاهات المتباينة، طوق نجاة للشعوب الباحثة عن الأمان وخارطة طريق للمضي إلى تحقيق الرخاء والتطور.

وأشار العبد الله إلى أن هذا الاجتماع يعمل على تطبيق الإستراتيجية الثقافية الشاملة التي أقرها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تجسيدا لإيمانهم بأن منظومة العمل الثقافي لا تمثل فقط حاضنة لقيم المجتمع الخليجي الواسع، بل هي أيضا قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ورافعة للتقدم باتجاه المستقبل، وضمانة لحقوق الإنسان في دول مجلس التعاون، وجسر للتواصل بيننا وبين ثقافات الأمم الأخرى، وبناء أواصر التعاون معها.

وقال العبد الله إن شعوبنا في دول مجلس التعاون الخليجي تنتظر من اجتماعكم هذا الكثير من العمل لدعم الجهود الثقافية المشتركة وتعزيز القواسم المتشابهة. ويتعين علينا، في هذا الصدد، أن نجتهد لتحقيق الرؤية الثقافية التي أقرها أصحاب الجلالة والسمو، وأن نجعل منها نهجا للعمل ونبراسا نستضيء به من أجل تحقيق تطلعات شعوبنا، وخدمة مصالحها على المديين القريب والبعيد.

ولعل أحد أهم الأهداف التي يجب علينا أن نسعى إلى تحقيقها في هذا الاجتماع الطيب انطلاقا من مبادئ وأهداف الإستراتيجية الثقافية لدولنا هو مزيداً من السعي نحو الانفتاح على ثقافات الأمم الأخرى، باعتبار أن هذه المساعي تؤكد للعالم أن شعوبنا دعاة سلام ورعاة استقرار وطلاب أمان استناداً إلى ثوابتنا التي نص عليها ديننا الحنيف وشريعتنا السماوية في عالم يموج بالاضطرابات وتشغله الصدامات.

كما ينبغي العمل على أن تعكس ثقافتنا الدور التاريخي لأمتنا العربية في دعم الحضارة الإنسانية عبر التاريخ، ونجسد أمام شعوب العالم أننا إذ نتمسك بخصوصيتنا، إنما نؤمن بأن الثقافات - على اختلافها وتنوعها - يجب أن تتكامل وتتوافق وتتعايش بحثا عن خير الإنسانية جمعاء واستقرار الشعوب كافة. ولعل هذه الرسالة الجليلة التي يجب علينا الاجتهاد في نشرها، تدفعنا إلى العمل ككتلة خليجية واحدة تطبيقاً لمبادئ وأهداف ميثاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعملا بالتوجيهات السامية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حفظهم الله وليس كدول منفردة، تعظيما للفائدة العامة وتحقيقا لمصلحتنا جميعا، من خلال التعريف بمنطقتنا وإبراز خصوصيتها، ودعما لحركتنا الثقافية عن طريق رفدها بالجديد والنافع من الثقافات الأخرى.

وتابع العبد الله : وفي إطار منظومة العمل الثقافي الخليجي يتعين علينا تعزيز دور مؤسسات القطاع الخاص وهيئات المجتمع المدني وإفساح الطريق أمامها، وتشجيعها على المشاركة في الجهود الثقافية ، إلى جانب المؤسسات الرسمية، بهدف تعزيز البنية التحتية للعمل الثقافي، وإيجاد آليات فعالة للربط والتنسيق بين الفعاليات الثقافية المختلفة، التي تحتضنها الدول الأعضاء في المجلس، وتوسيع فرص التشاور والحوار بين نخبنا المبدعة والمفكرة، إسهاما في رفع الوعي الثقافي لشعوبنا.

في الختام شدد العبد الله على أن التحديات كبيرة، والأهداف متعددة، ولكننا نؤمن بأننا لن ننجح في مواجهة هذه التحديات إلا بمزيد من الثقافة، ولن نحقق أهداف شعوبنا إلا بمزيد من العمل، وما ينفع الناس يمكث في الأرض ، متمنيا  أن تكلل هذه الجهود  بالنجاح والتوفيق، وأن نحقق لشعوبنا ما تصبو إليه من عناية بثقافتها، وصون لمقدَّراتها، وتعزيز لعلاقاتها الإيجابية مع الدول والشعوب الشقيقة والصديقة.

ومن جانبه شدد  الدكتور عبد الله الهاشم  الأمين العام المساعد لشئون البيئة والإنسان في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي في كلمته على حرص الأمانة العاملة لدول المجلس بدفع مسيرة العمل الثقافي المشترك بين دول المجلس بخطوات واسعة إلى الأمام ، من خلال تبادل  الأفكار وبرامج التعاون المشترك بين الدول الخليجية وباقي دول العالم.
 
وقال الهاشم : يسرني أن أنقل إلى جمعكم الكريم تحيات معالي الأمين العام لمجلس التعاون وتمنياته لكم ولاجتماعكم الكريم كل نجاح وتوفيق . ويشرفني في البداية أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى مقام صاحب السمو الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح ـ أمير دولة الكويت ورئيس المجلس الأعلى لمجلس التعاون، حفظه الله ورعاه وإلى ولي عهده الأمين سمو الشيخ / نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ / ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، وإلى مقام وزارة الإعلام وعلى رأسها معالي الشيخ/ أحمد العبدالله الأحمد الصباح ، وزير النفط وزير الإعلام و رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والشكر موصول إلى جميع العاملين في الوزارة الموقرة على استضافة هذا الاجتماع، وتهيئة كل السبل الكفيلة بإنجاحه راجياً من المولى عز وجل أن يوفقنا لخدمة مسيرة العمل الخليجي المشترك، وتحقيق الأهداف التي نتطلع إليها ونعمل على تطويرها على الدوام. كما أتوجه بالشكر إلى سلطنة عمان ممثلة بصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه على استضافة الاجتماع الخامس عشر وعلى ما قامت به وزارة التراث والثقافة ممثلة بصاحب السمو السيد هيثم بن طارق ال سعيد ، وزير التراث والثقافة ، من جهود كبيرة  في متابعة تنفيذ قرارات الاجتماع منذ انتهاء أعماله.

وأشار الهاشم إلى أن الملف الذي نوقش في الاجتماعات اشتمل على العديد من الموضوعات الهامة والحيوية لدفع مسيرة العمل الثقافي المشترك بين دول المجلـس خطوات واسعـة إلى الأمام بإذن الله. ومن الملاحظ أن أغلب هذه الموضوعات تتجه في معالجتها لحاضرنا الثقافي إلى المزيد من الانفتاح على الآخر من خلال أفكار وبرامج التعاون الثقافي المشترك مع العديد من الدول في مختلف أرجاء المعمورة.

ويشكل هذا التوجه، الأسلوب الجديد في مقاربة العمل الثقافي سواء داخل دول المجلس، أو ضمن علاقة دولة بسائر دول العالم وعلى الأخص الجمهورية التركية، ودول رابطة الآسيان، ودول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الآسيوية التي ناقش المجلس الوزاري فكرة إقامة علاقات إستراتيجية متكاملة معها تشمل مختلف الجوانب الاقتصادية وشؤون المجتمع والثقافة.

وتابع : على الرغم من أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المشتركة بين دول المجلس ،إلا أن الأوان قد أزف لأن نتوجه بشكل جماعي، إلى ثقافات وحضارات العالم، وأن نطرح ثقافة المنطقة بما يميزها في وحدتها وتنوعها، بأسلوب جديد  منطلقين من أهداف، الإستراتيجية الثقافية الشاملة التي استوعبت كل هذا الفكر المتسع الآفاق والمتطلع نحو مناطق جديدة تتفتح فيها المعطيات الثقافية الكبيرة والمتنوعة التي تزخر بها دولنا.

وقال الهاشم بالفعل، فقد بدأنا العمل وفقاً لهذه الإستراتيجية، ووقعنا في الخامس من يوليو/2010م، مذكرة تفاهم مع معهد العالم العربي في باريس تتيح لدول المجلس مجتمعة، ومن خلال التنسيق الذي تتولاه الأمانة العامة مع المعهد، أن تقيم وتنفذ العديد من الفعاليات الثقافية سواء في باريس أو في أي من المدن الأوروبية الأخرى، وهذا يشكل قفزة كبيرة نحو مزيد من الحوار مع صناع الثقافة ومستهلكيها في واحدة من أهم القارات التي حفلت بحوادث جمة خلال القرن الفائت، فشكلت بذلك مصائر العديد من الدول والأفكار والفلسفات في شتى فضاءات المعرفة.

وأشار إلى أن  ورقة إحصاء الثقافة المقدمة من سلطنة عمان، عمل طموح إلى الحد الذي يدعونا للاهتمام الجاد بما تضمنته من أفكار مركزة، وتكليف اللجان المختصة لتطوير هذه الورقة، بحيث تصبح مشروعاً كبيراً ومتكاملاً يحقق الأهداف التي تضمنتها، بل ويتجاوزها في القادم من الأيام، إلى استخدام هذه الإحصاءات في التخطيط لثقافتنا بشكل علمي وفعال يشمل مختلف الفنون والآداب وإبداعاتها ضمن مختلف الأوعية والأطر المقروءة والمسموعة والمرئية.

والمح إلى أن  معظم بنود جدول أعمال هذا الاجتماع ذات طابع انطلاقي طموح نحو الثقافات الأخرى، فها نحن نرى النتائج السريعة لهذا التوجه من خلال إنشاء المركز الإقليمي للتراث العالمي في مملكة البحرين الذي نباركه ونهنئ المملكة على إنجازه، كما ندعو دول المجلس إلى النظر فيما يمكن تقديمه لهذا الصرح الثقافي المتميز من دعم ومساندة تؤهله لأن يصبح علامة فارقة على الاهتمام الجماعي الذي تلقاه الثقافة بمختلف صورها في هذه المنطقة. ولابد من التأكيد على أن توفير الموازنات اللازمة للعمل الثقافي المشترك ، هو الجانب الأهم الذي لا بد من إيلائه الاهتمام الكبير في سبيل تذليل ما تبقى من الصعوبات والمعوقات التي تعترض إنجاز برامجنا ونشاطاتنا المشتركة.

وفي ختام كلمته نقل الهاشم شكر الأمانة العامة لمجلس التعاون، لمعالـي الشيـخ/ أحمد العبدالله الاحمد الصباح، وزير النفط ووزير الإعلام و رئيس المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب في دولة الكويت، على حسن إدارة هذا الاجتماع وعلى كرم الضيافة والاستقبال الحميم الذي لقيناه منذ وصولنا، والشكر موصول إلى سعادة الأستاذ/ عبد الهادي نافل العجمي ــ الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة، وإلى جميع الأخوات والأخوة في وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على جهودهم القيمة والمقدرة التي بذلت في سبيل إنجاح هذا الاجتماع والاجتماعات المصاحبة له.

الآن - المحرر المحلي

تعليقات

اكتب تعليقك