جابر المبارك ليس رمزا، لكنه حقق شعبية ليس من حق أحد تهميشها برأى عبدالهادي الجميل
زاوية الكتابكتب أكتوبر 6, 2010, 12:22 ص 1394 مشاهدات 0
ضحك كالبكا
ليس رمزا بالتأكيد ولكن..!
كتب عبدالهادي الجميل
الفكرة هاجس الكاتب وقلقه الذي لا يستكين أبدا. لهذا نجد الكاتب لا يتوقف عن البحث عن فكرة المقالة القادمة، كسمكة القرش التي تجوب أعماق البحار بحثا عن الفريسة. كلاهما يجب ألا يتوقف عن البحث وإلا سيموت اختناقا.
منذ بدء العطلة البرلمانية قبل 3 أشهر تقريبا، ونحن نعاني من قلة الأحداث السياسية الحقيقية التي تستحق الكتابة عنها. هذا الركود هو المصيدة التي يقع فيها الكاتب الساذج، فيظهر في أسوأ حالاته. يحدث هذا، عندما يضطر الكاتب إلى القبول بفكرة تافهة أو حدث سخيف كي يتناوله في مقالته، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث إلاّ في حالات الكساد التي تخيّم على سوق الكتابة أحيانا.
ونظرا لأن معظم الكتّاب-وأنا منهم- يبحثون دائما عن «جنازة يشبعون فيها لطما»، فقد تابعت خلال الأيام القليلة الماضية، بعض المقالات الموجّهة ضد رئيس الوزراء بالإنابة الشيخ جابر المبارك. لفتت انتباهي اللغة العنيفة والقسوة المفرطة التي تضمّنتها بعض تلك المقالات. بحثت عن سبب هذا الهجوم الشرس، فلم أجد، فقمت بسؤال بعض من أثق بهم من متابعي الساحة السياسية، فأجابوا بأنهم لا يملكون إجابة شافية.
لن أشق الصدور ولن أحاكم النوايا، ولكن لا أظن بأن العودة 20 سنة للوراء للبحث في ملف الشيخ المبارك عمّا يمكن استثماره الآن، أمرٌ قد يحدث دون وجود سبب قوي جدا، يدفع شخصا ما لاستجلاب وانتقاء عبارة أو جملة قديمة، طمستها أغبرة السنين، ومُختلفٌ-أيضا- حول صحّتها أو دقّتها، لإعادة تسويقها من جديد!
لماذا الآن بالتحديد؟ لماذا ليس قبل 15 أو 10 أو 5 سنوات أو 6 أشهر؟
أعتقد بأن الشيخ جابر المبارك قد أجاد كرئيس للوزراء بالإنابة، خلال إدارته للأزمة الطائفية التي كادت أن تعصف بالبلاد مؤخرا، وبدلا من أن يتلقى الإشادة المُستحقّة على نجاحه في وأد تلك الفتنة الخطيرة، نجده-بدلا من ذلك- يتعرّض للنقد المبالغ فيه كثيرا!
الوزير «روضان الروضان» لا يملك حق وصف الشيخ جابر المبارك بـ«الرمز»، فلا رمز في البلاد سوى أمير البلاد. وما الشيخ المبارك إلاّ أحد أبناء الأسرة الحاكمة الكريمة ممن امتهنوا العمل السياسي، فقبلوا-ضمنيا- بأن يكونوا تحت المجهر الإعلامي وفي نطاق النقد. ولكن لا يجب استغلال سوء تعبير الوزير «المتحمّس»، للنيل من الشيخ المبارك بهذه الطريقة الفجّة.
الشيخ جابر المبارك، حقق-كرئيس وزراء بالإنابة- شعبية مؤثرة لدى فئة عريضة من أبناء الشعب الكويتي، وليس من حق الآخرين أن يستلبوا هذه الشعبية أو يقللّوا من شأنها أو يهمّشوا أسبابها.
على من يريد انتقاد الشيخ جابر المبارك أن يتجنّب فترة رئاسته القصيرة لمجلس الوزراء بالإنابة، ويتّجه- بدلا من ذلك- إلى وزارة الدفاع التي يرأسها، فهي بالنسبة للنائب والكاتب والناشط والخصم والمأجور والنزيه والعدو، منجم أفكار لا ينضب.
تعليقات