المنيفي يؤكد على مكانة المعلم ورسالته السامية
شباب و جامعاتأكتوبر 4, 2010, 6:45 م 2674 مشاهدات 0
أكد الموجه الفني العام للتربية الإسلامية أحمد المنيفي على مكانة المعلم ورسالته السامية ودوره الفاعل في المجتمع بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعلم والذي يصادف اليوم 5 أكتوبر ذكر فيها أن للمعلم منزلة كبيرة في المجتمع، فهو المؤتمن على أهم ما يملكه المجتمع من ثروة بشرية ويعتمد عليه بعد الله تعالى في رعاية هذه الثروة واستثمارها بما يحقق أهداف المجتمع وتطلعاته، إن مهنة التعليم تعتبر المهنة الأم، فهي الأساس للدخول في المهن الأخرى مستشهداً بقوله تعالى في كتابه الكريم في سورة المجادلة : 'يرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير' (11).
و أشار المنيفي إلى احتلال المعلم مكانة مرموقة في الفكر التربوي الإسلامي لشرف الرسالة التي يحملها وهي الرسالة التي قام بها النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- خير قيام، ولقد رفعت الشريعة الإسلامية من شأن المعلمين وجعلت مهنة التعليم من أشرف المهن وأهمها، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما بل ورثوا العلم، ويكفيه شرفا أن الهوام والدواب وجميع المخلوقات تستغفر لمعلم الناس الخير، والمعلم يتولى مسؤولية عظيمة هي تغذية الفكر بالعلم والمعرفة، وتنشئة الأجيال ليخدموا أنفسهم ودينهم ووطنهم، فالأمم الحية هي التي تعتني بمعلميها وترعاهم، ومقياس تقدم الأمم عنايتها بهم ورعايتهم، وكان العلم في القديم له مكانة مرموقة عند الخلفاء والسلاطين، فلا تخلوا مجالسهم منهم ويتخذونهم مربين ومعلمين لأبنائهم ويستشيرونهم في أمر دينهم ودنياهم وهذا هارون الرشيد أحد خلفاء بني العباس قد اتخذ الكسائي إمام النحاة في الكوفة مربيا ومعلما لابنيه الأمين والمأمون، وقد جلس الكسائي يوما في حضرة هارون الرشيد فسأله الرشيد من أفضل الناس يا كسائي؟ فقال الكسائي: أوغيرك يستحق الفضل يا أمير المؤمنين، فقال الخليفة نعم: إن أفضل الناس من يتسابق الأميران إلى إلباسه خفية، وكان الأمين والمأمون تقديرا للكسائي يتسابقان على إلباسه خفية عندما يهم بالخروج من عندهما، هذه مكانة المعلم وهذا تقدير العلماء، فالتعليم بلاشك مهمة ليست بالهينة على جميع المستويات.
مبيناً ان الجهد الذي يبذله القائمون على التعليم والتربية لا يمكن أن يقارن مع معظم المهن الأخرى في المجتمع. إن الناس ينظرون للمعلم نظرة الاحترام والتقدير ويحظى بمكانة في المجتمع وهو محط ثقة الجميع الذين يحملونه أمانة تعليم أبنائهم. فالمكانة التي يحظى بمكانة مميزة،يكون الاهتمام بالعلم والتعليم.
و ذكر المنيفي إن دور المعلم يتضح من خلال مايقوم به من توصيل العلم للأجيال المختلفة وهذه المهمة التي يقوم بها المعلم تجعل مكانته في المجتمع في أعلى المراتب،فهو ليس مسئولا عن عملية التعليم فقط، بل يتجاوزها إلى تحديث المجتمع وتطويره، خصوصا إذا كان حريصا على التوسع والإطلاع في تخصصه وربطه بالثقافة.فهو يلعب دورا مهما في تشكيل وعي وثقافة الأجيال وبنائها العلمي والفكري والتربوي،ومتى كان المعلم متميزا ومستنيرا،سيغرس في النشء قيم الحوار والتسامح والتفكير العقلاني والعلمي، وسيمارس تأثيرا كبيرا على طلبته في شتى النواحي موضحاً إن المكانة التي يحظى بها المعلم هي انعكاس لواقع المجتمع، ومقياس تطوره، والمجتمع الذي لا يعي هذه المكانة،لن يعي أهمية العلم ودوره في الحياة، فالعلم هو أساس بناء المجتمع والإنسان والمعلم هو عماده.
تعليقات